قال المحلل السياسي عبدالناصر المودع إن مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، فوضوي لن يؤدي إلى عودة الدولتين.
وأضاف المودع في تدوينة له نشرها على منصة إكس "منذ فترة طويلة وصفت مشروع انفصال الجنوب بأنه "مشروع فوضى"، لأني كنت أدرك تمامًا أنه لن يؤدي إلى عودة الدولتين كما يروج له الانفصاليون، بل سيفضي إلى تدمير ما تبقى من الدولة اليمنية القائمة".
وأكد أن المشروع يستدعي المزيد من التدخلات الخارجية الضارة، من قبل أطراف إقليمية تملك أطماعًا في اليمن، أو تخشى من الدولة اليمنية الموحدة". مشيرا إلى أن مشروع الانفصال هو محفز لمشاريع انفصالية جديدة، في الجنوب والشمال، بصيغ متعددة.
واستطرد "ها نحن اليوم نرى إعلان تجمع قبلي في حضرموت يطالب بإنشاء حكم ذاتي للمحافظة، بما يعني عمليًا ولادة كيان انفصالي جديد من رحم كيان انفصال الجنوب.
وهذا التطور بنظر المودع أمر طبيعي، لأن المشاريع الانعزالية تتوالد تلقائيًا حين تتوفر الظروف المناسبة، وعلى رأسها وجود دعم وتمويل خارجي".
وقال إن "الدولة اليمنية الوحيدة الممكنة هي الدولة المركزية القوية، التي تُبنى على مشروع وطني جامع، وتستند إلى مؤسسات وليس إلى كيانات تعتمد على أفكار طائفية أو مطامع عائلية أو سلالية ونزعات مناطقية انعزالية".
ولفت المحلل السياسي المودع إلى أن هذه الكيانات غير قادرة موضوعيا وفنيًا على إقامة دولة مركزية، كما أنها تظل رهينة للقوى الأجنبية الداعمة لها، والتي ليس من مصلحتها إقامة دولة واحدة.
وزاد "الدولة المركزية القوية هي وحدها القادرة على تحقيق السيادة، من خلال منع التدخلات الخارجية، وإنهاء الكيانات التمزيقية، وارساء أسس الاستقرار السياسي والتنمية الشاملة. غير أن هذه الحقيقة تظل مغيبة أو مرفوضة من قبل كثيرين في اليمن، ممن بنوا مشاريعهم على يمن ممزق، سواء بحسن نية أو بدافع انتهازي.
وأفاد أن البعض انساق دون وعي خلف هذه المشاريع، بينما وجد فيها آخرون فرصة للنفوذ والمكانة، وهي مكانة مستمدة غالبًا من ارتهانهم للخارج.
وشهدت حضرموت السبت، احتشادا واسعا، دعا له حلف قبائل حضرموت، جدد المحتشدون التمسّك بـ"الحقوق المشروعة لأبناء المحافظة"، وفي مقدمتها إدارة شؤونهم السياسية والأمنية والاقتصادية بأنفسهم، بعيدًا عن أي وصاية أو تدخل خارجي. مؤكدين رفضهم دعوات الانفصال والتمزق.