بعد العملية المفاجئة في البقع .. هل بدأت الشرعية والتحالف معركة تحرير صعدة معقل الحوثيين ؟
- وئام عبدالملك - خاص الاربعاء, 12 أكتوبر, 2016 - 01:00 صباحاً
بعد العملية المفاجئة في البقع .. هل بدأت الشرعية والتحالف معركة تحرير صعدة معقل الحوثيين ؟

تلوح في الأفق بوادر عملية عسكرية مرتقبة، تنفذها القوات الشرعية بمساندة التحالف العربي، في محافظة صعدة، معقل جماعة الحوثي، شمال اليمن، على الحدود مع المملكة العربية السعودية، لا سيما بعد أن سيطرت الليلة  قوات الجيش اليمني ع منفذ البقع الحدودي في بالمحافظة نفسها وواصلت التقدم.
 
وذكرت مصادر لـ(الموقع بوست) أن القوات الشرعية المسنودة من التحالف العربي، تحضر لعملية تحرير" صعدة" منذ أشهر،   بمشاركة عدد كبير من سلفيي دماج، الذي شردتهم مليشيا الحوثي الانقلابية في 2013، بعد أن اشتد التضييق عليهم قبل ذلك بعامين، بالإضافة إلى التحشيد في صفوف قوات الجيش الذي بدأ منذ شهرين، بتجنيد المئات من محافظات الجنوب والشرق، فضلا عن المناطق الشمالية والوسطى.
 
وأكد محافظ محافظة صعدة هادي الوائلي في تصريح خاص لـ(الموقع بوست) اليوم الثلاثاء 11 أكتوبر/تشرين الأول، أن قوات الشرعية، فتحت جبهة قتال من جهة شرق صعدة، وتحديدا من مديرية كتاف والبقع، في عملية مباغتة تستهدف معقل الحوثيين.
 
وتزامنت هذه التحركات مع تصعيد مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية على الحدود، واستهدافها الأراضي السعودية بعدد من الصواريخ، آخرها  قصف محافظة الطائف القريبة من مكة، بصاروخ باليستي في العاشر من الشهر الجاري، بالإضافة إلى تعيين الرئيس عبدربه منصور هادي لهادي الوائلي محافظا لصعدة، وعبيد الأثلة قائدا لمحور المحافظة.
 
يُذكر صعدة معقل الحوثيين والتي تشكلت فيها الحركة الحوثية، والتي عرفت بتأييد الثورة الخمينية التي حدثت في 1979، تمتلك حدودا مع محافظة حجة، وعمران، والجوف التي تقول الشرعية في اليمن إنها حررت أكثر من 80% من أراضيها، ما يعني أن الطريق صار سالكا نحو صعدة،  فضلا عن أنها خاصرة السعودية الجنوبية، وحدودية مع ثلاث مدن، هي" عسير، جيزان، نجران".
 
ويتوقع مراقبون أن يتغير مسار المشاورات، ومستقبل اليمن، بعد دخول" صعدة" في خط المواجهات، وسيخسر الانقلابيون ما تبقى من قوة لديهم، خاصة بعد إنهاكهم بالغارات الجوية التي استهدفت أسلحتهم وقياداتهم، وكذا فتح أكثر من جبهة قتال ضدهم، وفقدانهم للحاضنة الشعبية، ولأهم مورد مالي كانوا يعتمدون عليه بعد نقل البنك المركزي إلى العاصمة المؤقتة عدن.
 
معركة تأمين منطقة عازلة وتمكين الشرعية
 
وعلى هذا الصعيد يعتقد المحلل العسكري علي الذهب، أن العملية العسكرية في صعدة، تستهدف أولا تأمين منطقة عازلة بين اليمن والسعودية، تعمل على تحجيم نشاط الحوثيين العدائية، لكنها لا تغفل تمكين الشرعية من مناطق في صعدة، كما حدث في مأرب أو الجوف على الأقل.
 
وأكد لـ(الموقع بوست) أن الفائدة من هذه العملية أنها "ستخفف على جبهات القتال في الجوف وتعز والبيضاء"، مستطردا" لكن هناك خطر في أن تكون هذه العملية غير منتهية، ومستنقعا يغرق فيه الشمال، ما يدفع تيارات جنوبية انفصالية للعبث بمستقبل اليمن الموحد".
 
ووفقا للخبير العسكري، فمعركة صعدة ستكون أقوى المعارك وأشرسها؛ لأن الحوثيين يمتلكون خبرة كبيرة في القتال في تلك المناطقـ وسيجري تحشيد المقاتلين إليها من كل المحافظات على نفس مذهبي ومناطقي، لكنه أشار إلى أن الحوثيين والقوات المساندة لهم تفتقر للدعم الشعبي الضامن لاستمرار الحشد، بسبب الأزمة المالية التي وقعوا فيها، إذ لا تزال وحدات كثيرة من الجيش دون مرتبات لشهرين متتاليين.
 
المعركة المؤثرة على حاضر ومستقبل الحوثيين
 
من جهته قال المحلل السياسي ياسين التميمي إن معركة صعدة المرتقبة ستكون حاسمة، وستؤثر بعمق على حاضر ومستقبل الحوثيين، الذين يتمسكون بالمحافظة ويعتبرونها أحد الخيارات الأساسية في معركتهم القادمة، برغم أن صنعاء أصبحت مركزاً لسلطة الأمر الواقع التي أقاموها في شمال البلاد.
 
وضرب معقل الحوثيين وتقويضه في صعدة- حسب التميمي في تصريحه لـ(الموقع بوست)- سيؤثر من الناحية المعنوية والاستراتيجية على المعركة طويلة الأمد، التي يزمع الحوثيون والفريق الانقلابي خوضها ضد القوات الحكومية.
 
"والأهم من ذلك كله، أن معركة صعدة في حالة تم حسمها، ستطوي بشكل نهائي عنصر التأثير الذي يمارسه الانقلابيون حالياً في الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية"، حد قوله.
 
والأمر- كما يرى المحلل السياسي اليمني- يتوقف على مستوى إسهام التحالف العربي في هذه المعركة، بحيث لا تنجز بالوتيرة البطيئة التي نشاهدها في بقية الجبهات.
 
التحول الأبرز في تاريخ اليمن والسعودية
 
من جانبه يرى المحلل السياسي فيصل علي أن تحرير صعدة ستشكل تحولا مهما في تاريخ الشعب اليمني الذي مثلت تلك المحافظة على مدى 1200 سنة" فقاسة للشيعة يخرجون للحرب"، وفائدة للسعودية التي نزح الأهالي من المنطقة المحاذية لمعقل الحوثيين، بسبب أعمال الإهارب والتقطع التي يقوم بها الحوثيون، حد قوله.
 
 وأضاف لـ(الموقع بوست) أن الحوثيين ومنذ 2004 شكلوا قلقا للسعودية، فكانت صعدة محطة ترانزيت استغلها الانقلابيون للتهريب إلى المملكة العربية السعودية، مبررين ذلك أنه يدعم حربهم في اليمن، لافتا إلى اعتمادهم اقتصاديا على التهريب، كحزب الله اللبناني.
 


التعليقات