بين التأييد و الاعتراض... إشهار تكتل سياسي في تعز يثير الإنقسام (تقرير خاص)
- متولي محمود الخميس, 24 نوفمبر, 2016 - 10:18 مساءً
بين التأييد و الاعتراض... إشهار تكتل سياسي في تعز يثير الإنقسام (تقرير خاص)

[ خريطة محافظة تعز ]

أثار تشكيل "تكتل سياسي" مدني في تعز، الأسبوع الماضي، جدلا واسعا في الأوساط السياسية والصحفية في المدينة.
 
وقالت اللجنة التحضيرية إن التكتل المدني هو إطار تنظيمي تنسيقي للقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية والفكرية والأكاديميين وكل المؤمنين بمشروع بناء الدولة المدنية بأسس مخرجات الحوار الوطني.
 
وأضافت التحضيرية، في بلاغ صحفي، لقد جاء التكتل كثمرة للقاءات ومشاورات منذ أشهر، كان آخرها التوافق على لجنة تحضيرية، الخميس الماضي، كما تم اختيار لجان متخصصة لإنجاز الأدبيات التي ستعرض للمؤتمر العام.
 
وتكمن أبرز أهداف التكتل وفقا لمؤسسيه في تحشيد الجهود السياسية والشعبية لاستكمال تحرير تعز وتفعيل مؤسسات الدولة، والإسراع في عملية دمج المقاومة الشعبية بالجيش الوطني، وعودة الأجهزة الأمنية والسلطة القضائية لممارسة مهامها، ومواجهة الانتهاكات التي تطال الحريات العامة والخاصة، والوقوف ضد التطرف، وانتهاج خطاب وطني ديمقراطي يعيد الاعتبار للهوية الوطنية الجامعة.
 
ويرى مراقبون أن توقيت إشهار التكتل غير موفق، كون المدينة تعيش حالة حرب منذ عامين، وإن العمل يجب أن يتركز حاليا على مؤازرة الجيش الوطني لطرد المليشيات وتحرير المدينة.
 
فيما يرى أخرون أن التكتل لا يتناقض مع ما يقوم به الجيش الوطني في الجبهات، وإن الهدف من إشهاره هو تعزيز دور السلطة المحلية، والضغط نحو دعم الجيش وإعادة تفعيل مؤسسات الدولة لممارسة مهامها.
 
وأثار إشهار التكتل ضجة كبيرة في أوساط الصحفيين والسياسيين، وهو ما يعد تشتيت للجهود في صراعات جانبية، في الوقت الذي يستدعي فيه الوضع القائم تكاتف وتظافر للجهود في سبيل الهدف الأوحد، تحرير تعز من المليشيات الغازية.
 
(الموقع بوست) استطلع أراء عينات لصحفيين وناشطين لتقريب وجهات النظر، وإزالة اللبس القائم، فضلا عن فهم الحقيقة خلف تشكيل هذا التكتل.
 
لا تجاوز لمبدأ المقاومة
 
"تحتاج تعز إلى كل شيء، المقاومة المسلحة، والتكتلات المدنية، وأي شيء يمكن أن يؤدي إلى مقاومة الانقلاب والعدوان عليها، وآثارهما، فالحرب، وإن كانت تعز خاضتها بشجاعة دفاعاً عن حريتها ومدنيتها؛ إلا أنها بالتأكيد ستترك آثاراً سيئة كثيرة في جسدها وروحها".
 
وقال "وضاح الجليل": "لابد من تحركات مدنية من قبل جميع القوى والتوجهات في تعز، وهذه التحركات يفترض أن تكون منفتحة على الجميع، وتستوعب جميع الأفكار، لكن وهو الأهم؛ أن تكون مرتبطة بفعل المقاومة، وتنتمي إليها".
 
وأضاف "الجليل" في تصريح للموقع بوست: "لا يمكن تجاوز المقاومة بأي حال، فلولا هذه الحركة الثورية؛ كانت تعز ستخضع لهيمنة قوى طائفية ومناطقية استبدادية، ستعمل بالتأكيد على استلاب الروح الثورية والمدنية لتعز، وتحويلها إلى منطقة خاضعة ومستكينة؛ وعلى هذ فإن أي محاولة لتجاوز المقاومة أو تهميشها، ستؤدي بالتأكيد إلى استلاب الروح الثورية لتعز، وتوفير بيئة لأنصار الانقلاب والثورة المضادة في إعادة التموضع، وإنتاج قيم الثورة المضادة".
 
وتابع: "المرحلة الحالية حساسة جداً، وعلى أي طرف أو جهة يمتلك مبادرة أو فكرة؛ أن يتقدم بها إلى الجميع، ويناقشها مع كافة الأطراف المعنية والفاعلة المعارضة للانقلاب والثورة المضادة، والمؤيدة للمقاومة".
 
وأردف: "لا يجدر بأي طرف التفرد بأي مبادرات، الأمر الذي سيتيح إمكانية الدس وتحويل الاختلاف في الرأي إلى فتنة وصراعات، أو تخوين واتهامات متبادلة لا تخدم أحداً في تعز سوى الثورة المضادة وأنصار الانقلاب".
 
إعادة تفعيل أجهزة الدولة
 
"التكتل المدني - قيد التأسيس- يضم المكونات السياسية والاجتماعية والأكاديمية والإعلامية والشبابية والنسوية والمجتمع المدني والشخصيات الوطنية، وسيعمل على إسناد الجيش الوطني بهدف  استكمال معركة تحرير المحافظة، وسيدعم جهود السلطة المحلية لإعادة عمل مؤسسات الدولة، وفرض الأمن والاستقرار".
 
وقال الصحفي "محمد سعيد الشرعبي": "تحشيد الجهود السياسية والشعبية لاستكمال تحرير المحافظة من مليشيات الإنقلاب على طريق تحرير كامل الوطن، وصون وحدة المقاومة وتعزيز تلاحمها من خلال الإسراع في دمج فصائل المقاومة الشعبية بالجيش الوطني كمؤسسة حامية للشعب والضامنة لحقوقه وكرامته، هي من أهم أهداف التكتل".
 
وأضاف "الشرعبي" لـ(الموقع بوست): " كما تمتد الأهداف لتشمل العمل مع الأطراف المعنية على عودة الأجهزة الأمنية لممارسة دورها في حفظ النظام والسكينة العامة وصون الحقوق وحماية الممتلكات وضبط الخارجين عن القانون، فضلا عن دعم السلطة المحلية لاستعادة دورها ووظيفتها في إدارة شئون المحافظة عبر تفعيل الأجهزة الرسمية والتنفيذية".
 
وتابع: "يجب العمل على عودة السلطة القضائية لمباشرة مهامها بما في ذلك النيابات والمحاكم، كما يجب الدفع باتجاه الاهتمام بأسر الشهداء والجرحى والعمل على رعايتهم بما يكفل تحقيق حياة كريمة لهم عبر تشكيل هيئة وطنية تُعنى بهذا المجال، وهذا ما يهدف إليه التكتل المدني".
 
وأردف: كما لا بد من مواجهة الانتهاكات التي تطال الحريات العامة والخاصة، ومناهضة المساعي الرامية لإعادة تدوير نظام الاستبداد والاستحواذ والغلبة، والانتصار لأهداف ثورة 11 فبراير والتطلعات الشعبية، عبر انتهاج خطاب وطني ديمقراطي يعيد الاعتبار للهوية الوطنية اليمنية الجامعة، كأهم تطلع للتكتل".
 
الحاجة لتظافر عسكري وإنساني
 
"في محافظة كتعز يبدو إشهار تكتل مدني عادياً، وذلك لما عودتنا عليه هذه المدينة على مدى العقود الجمهورية السابقة".
 
وقال الكاتب الصحفي "محمد محروس": بالنسبة للواقع الذي تعيشه تعز، يبدو الموضوع إضافة لترنحاتها وآلامها، لأسباب عدة أبرزها أن الحاجة لتظافر الجهود تُبنى على أُسس إنسانية إغاثية تضع نصب أعينها إرادة المواطن وحاجاته الضرورية وتعمل على توفيرها في إطار التوافق المفترض ومن خلال القنوات الرسمية التي تم إنشاؤها مؤخراً".
 
وأضاف "محروس" في حديث لـ(الموقع بوست): "برأيي أن تعز ليست بحاجة للمزيد من المسميات التفريخية التي تعمل على تفرقة الجهود والنيل من المجهود المأمول للتخفيف من المعاناة المتفاقمة منذ ما يقرب من عامين".
 
وتابع: "من خلال متابعتي لأنشطة التأسيس الخاصة بالتكتل، فإنه يكاد يراوح نفسه حيث لم يأتِ بجديد، ويعمل في ظل سياقات سابقة أثبتت فشلها سياسياً وفي اتصالها بالعامة وهو ما يقفل الباب أمام أية تناولات واضحة تتنبأ بمستقبل واعد في إطار التكتل".
 
وأردف: "لا أتوقع نجاحا لهذا التكتل، فالواقع في تعز يبرهن يوماً بعد يوم أن الحاجة للتظافر يأتي ضمن الجانب الإنساني والإغاثي والعسكري وليس السياسي، على الأقل في الوقت الراهن".
 


التعليقات