حملة تضامن واسعة مع نساء يمنيات تعرضن للإساءة والحداد تصفها بعملية الوأد
- خاص الخميس, 12 يناير, 2017 - 04:02 مساءً
حملة تضامن واسعة مع نساء يمنيات تعرضن للإساءة والحداد تصفها بعملية الوأد

[ نساء يمنيات إبان الثورة الشعبية في العام 2011م ]

قالت الناشطة اليمنية ماجدة الحداد أن المرأة اليمنية تتعرض اليوم لابتزاز وتشهير يستهدف كينونتها ووجودها عقليا وجسديا، بغرض وأدها داخل جدران (الحرم لم) وأكدت بأن كل الأساليب والوسائل لم ولن تنجح في تحويلنا إلى مجرد أشياء.

وأشارت الحداد في تصريحها لـ(الموقع بوست) الى إن تعرض المرأة للأذى والعدوانية والتشهير قد تزايد بشكل طردي مع التشظيات التي يتعرض لها المجتمع والوطن، وتفاقم الأزمة التي نمر بها، و استمرت هذه الانتهاكات.

وتأتي هذه التصريحات عقب جملة من الاساءات أطلقها المدعو محسن عايض المعروف بـ(طاهش الحوبان)، والذي نشر عدة منشورات في صفحته على الفيسبوك احتوت على تشهير و قذف و بألفاظ معيبة على نساء يمنيات.

وأوضحت في تصريحها لـ(الموقع بوست) بأن الموضوع ليس أذى شخصيا لـ(س أو ص) من النساء، بل استهداف وإذلال ووأد اجتماعي للمرأة ، وبالتالي فهو وأد لكياننا الاجتماعي وتطلعاتنا نحو حاضر ومستقبل يحترم الحريات والعامة ، وتزدهر فيه قيم الإبداع والانتاج.

وقالت الحداد: لقد كان التساهل والتنديد العابر مشجعا لتطاول واستطالت هذه التشوهات،آ  لهذا قررنا الا نصمت وألا نكتفي بالتنديد البسيط ككل مرة، وقد قمنا بصياغة البيان الذي شاركه العديد من المؤمنين بحياة حرة واعية وكريمة.

لن نتوقف

وقالت: لن نتوقف عن المطالبة بحقوقنا ولن تكمم افواهنا وهويتنا وملامحنا، وسنستمر في توسيع مساحة رفضنا وتجذير حريتنا وكرامتنا.

وأعربت عن أسفها لعدم اتخاذ موقف جاد يتصدى لمثل هذه التشوهات التي تنبع من تكريس أن المرأة عورة في صوتها وجسدها وفكرها، ولفتت إلى أن التساهل والتنديد العابر كان مشجعا لتطاول واستطالت هذه التشوهات.

وذكرت بأن المرأة في اليمن منذ الثلاثينيات والاربعينيات شاركت في الفعل التنويري شمالا وجنوبا، ولهذا فهي ستستمر في مراكمة حضورها ودورها في التغيير، و لم تكن البدايات في ١١ فبراير، وإنما كان ذلك التاريخ محطة من محطات المواجهة مع الوعي الذكوري الذي عانينا منه في ضفتي الصراع ، وفق تعبيرها.

وواصلت: شد من عزيمتنا التضامن والشراكة المتنامية حجما ونوعا من مختلف شرائح المجتمع ومن الشخصيات الفاعلة فيه، والتي سارعت بتسجيل اسمائها والمساندة والمشاركة بالنشر، وتوحد الجميع حول وجوب صد هذه الانتهاكات وايقافها، وأبدى العديد من المحامينآ  استعدادهم بالتطوع لرفع قضية ضد المدعو محسن عايض ومتابعتها.

و فيما شكرت الحداد المتضامنين وقالت "إن ما صنعه "محسن عايض" كان جرما فرديا وأن الحاضنة الاجتماعية لهذا الفعل القبيح ليس سوى هامش يلفظه المجتمع بوعيه ومواقفه.

وخاطبت الحداد المجتمع اليمني قائلة: إن تعاونكم وتعاضد المواقف في نبذ هذت السلوك الذي يراد منه أن يتحول إلى سوط يلهبون به كل إرادة حرة، خاصة إرادة المرأة التي تشق طريق الحرية والكرامة لأجيالنا القادمة، وأردفت: أنتم لم تسندونا فقط، ولكنكم قمتم بواجبكم تجاه المجتمع الذي نريده حرا وواعيا وفاعلا في تأسيس قيم تنويرية للفرد والمجتمع .

واختتمت تصريحها بالقول: لن ترهبنا حملات التشهير، فبكم نحن أقوى وأصلب.

موجة من العنف

إلى ذلك قالت الاعلامية في قناة بلقيس آمل علي إن السنوات الأخيرة في اليمن شهدت تزايد موجات العنف ضد النساء، وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي احتوت على إساءات بالغة وصلت في أحيان كثيرة حد القذف والتشهير على مرأى ومسمع الجميع.

وأوضحت في تصريحها لـ(الموقع بوست) بأن من أمن العقوبة أساء الأدب، ومنذ أن غابت الدولة تحولت الحياة في اليمن إلى غابة، وأكثر من تأثر بذلك هي الفئات الضعيفة ومنها المرأة.

واضافت الاعلامية أمل علي: للأسف نتيجة غياب الرادع القانوني والاجتماعي تفاقم الوضع حتى وصل إلى هذه الدرجة من الإسفاف.

وختمة آمل حديثها بالقول: "ولهذا قررنا نحن مجموعة من الإعلاميات والناشطات والحقوقيات والمهتمات بالشأن العام، مواجهة ذلك بشتى الطرق المتاحة أمامنا ومنها الخطوة التي قمنا بها في تكوين رأي عام موحد رافض لمثل هذه الانتهاكات.

عريضة تضامنية

ووقع مجموعة من الناشطين والاعلاميين عريضة تضامنية ضمت أكثر من (500) اسماً لنشطاء من مختلف التوجهات السياسية والمستقلين من داخل اليمن وخارجه، عبروا فيه عن استيائهم من حملة التحريض والقذف التي طالت بشكل معلن، و غير مسبوق، عدداً من النساء اليمنيات.

واعتبر البيان التضامني الذي ضم ايضا الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان ذلك جريمة مكتملة الأركان لما لها من تداعيات خطيرة تمس بحرمة المرأة و شرفها، و تشجع على الطعن في أعراض اليمنيات مستقبلاً، وفق البيان.

كما اعتبر المشاركين في البيان الذي لايزال مفتوحا للتضامن ما يجري سابقة هي الأكثر شذوذاً و بعداً عن كل قيمة أخلاقية يتحلى بها مجتمعنا اليمني، مشيرين إلى أنآ  الأخطر هو مرور تلك الاساءات بدون حساب أو رادع نظرا لغياب المساءلة القانونية؛ مما يسهم في تفشي هذا العمل المشين.

وأكد البيان علىآ  ملاحقة المحرّضين و التصدي لكل من تسوّل له نفسه النيل من المرأة سواءً كان بالتفوه عليها بالقذف اللفظي أو بالاعتداء الجسدي.

ودعت الناشطات في البيان المجتمع اليمني بمختلف أطيافه و توجهاته و كل الجهات و المنظمات المعنية بحقوق الإنسان و الداعمة للمرأة بضرورة التحرك و إطلاق حملة شاملة لإنصاف الضحايا و بذل الجهود لإحالة الجناة إلى القانون.آ 
 


التعليقات