[ تظاهرة شبابية مؤيد لهادي بعد محاولة المليشيا الإنقلاب عليه في 2014م ]
لم يكن التحام ثوار فبراير بالرئيس هادي وليد 21 فبراير الذي انتخب فيه هادي قبل خمس سنوات، بل هو تلاحم أفرزه ميلاد مشروع جميع اليمنيين في فبراير 2011، وترجمه شباب الثورة في الساحات والميادين عامين كاملين (2011/ 2012) مسيرات، جُمَع، وقفات، تضحية، دماء، أشلاء، وثورة عارمة. كما ترجمه الرئيس هادي أيضا خلال ثلاثة أعوام (2012 – 2014) تهيئة، حوار، هيكلة للجيش والثروة، إقالة بقايا العائلة، مخرجات حوار، وأقلمة، ودستور توافق عليه كافة اليمنيين..
التحام هادي بالثوار تجلت ملامحه أثناء فترة نقل السلطة قبل التوقيع على المبادرة في 23 نوفمبر 2011، وقبل انتخاب هادي في فبراير 2011.. في أكثر من خمسين جمعة ثورية سميت مباشرة بتحركات هادي وتماهت معها ودفعت بها إلى الأمام وفرضتها كواقع وهدف ثوري، فقبل جمعة (صوتك مكسب للثورة) مرت أكثر من عشرين جمعة تولت فيها الساحات تهيئة الشعب للانخراط في انتخاب الرئيس الانتقالي والتخلص من صالح ونظامه، ثم بعد ذلك توالت المطالب والتأييد وإدانة قرصنة العائلة وزعيمها المخلوع واستباحتهم الدماء وارتكاب المجازر في حق الجيش والشعب فكانت الجمع التالية للانتخابات مواكبة لهذه التحركات (هيكلة الجيش مطلبنا)، (الهيكلة وفاء لشهداء الجيش والأمن)، (سنحاكم القتلة)، (استقلالية القضاء)، (بالهيكلة نوقف جرائم العائلة)، (الوفاء لأبين)، (محاكمة عصابة التمرد العائلي)، (التهيئة قبل الحوار)، (بالإرادة الشعبية نحقق الأهداف الثورية)، (ارحلوا عن جيشنا)، (معا لمواجهة إرهاب العائلة)، (باقون في ساحاتنا حتى تحقيق أهدافنا)..
وفي مرحلة الانتقال إلى الحوار ثم الهيكلة كانت الساحات تؤدي دورا حيويا لتهيئة أجوائها ومساندتها إعلاميا وشعبيا، أفضل من الإعلام الرسمي الذي ظل بعضه تابعا لصالح وعائلته فمن جمعة (تحية لجيش الشعب)، إلى جمعة (أهداف الثورة مرجعيتنا للحوار)، (القضية الجنوبية)، (إقالة بقايا العائلة)، (مطلبنا قرار حاسم)، (إطلاق المعتقلين)، (توحيد قرارات الجيش والأمن)، (معا نوحد الجيش ونضبط الأمن)، (بالصمود الثوري نواجهة التمرد العائلي)، (التحية للقيادات الوطنية)، (المحاكمة قادمة)، (استعادة الأموال المنهوبة)، (الهيكلة قبل الحوار، (لا حوار قبل الإقالة)، (نعم للقرارات الحاسمة)، (بالإقالة نضمن نجاح الحوار)، (في ذكرى الاستقلال نطالب بالقرار)، (الغضب الثوري)، (أين القرارات الحاسمة)، جمعة (تأييد القرارات)، جمعة (تنفيذ القرارات)، جمعة (استكمال التهيئة)، وجمعة (مزيدا من قرارات التهيئة)..
وفي مسيرته طوال خمس سنوات كان الرئيس هادي يعتبر أهداف ثورة الشباب أهدافا له، وهي بالفعل مطالب شعبية لم يقم الثوار الشباب سوى بترجمتها وفرضها على الواقع، لذلك تجاوبت كل فئات وشرائح المجتمع معها وناضلت وضحت لأجلها.. وفضلا عن اقتران معظم خطابات الرئيس بها، فقد أثمر هذا الاقتران حوارا وطنيا ومخرجات قوية ودستور دائم للبلاد يحقق كل ما يصبو إليه اليمنيون بشكل عام.
لذلك حين قرر هادي مواجهة الانقلاب الذي وقف ضد أهداف الثورة ومخرجات الحوار وحال دون إعمال الدستور قرر الشباب الالتحام بكل جبهات المواجهة بكل يقين وجزم بأن هذا الانقلاب هو عدو ثورتهم وحوارهم ودستورهم ودولتهم ومشروعهم الحضاري..
في الذكرى الخامسة لتنصيب المشير هادي رئيسا لليمن في 2012 يجدر بالقول إن هذه المناسبة هي ثمرة مباشرة لثورة الحادي عشر من فبراير 2011 وانا شخصيا ممن يؤسس المراحل المترتبة على رئاسة هادي وما بعدها كمحطات ثورية هامة لاستكمال الثورة الشبابية، أما تناغم فخامة المشير مع أهداف ومطالب الثوار فلم يكن لسواد عيونهم بل لأنهم واقع على الأرض ولسطوة تأثيرهم على أي نظام قادم..
فهم هادي الرسالة وتجاوب معها، وهو في الأصل ثائر قديم ومناضل يعرفه اليمنيون كنائب يحترم نفسه ولا يمد يده ولا عينه إلى أموال الشعب ولا مقدراته.. حتى جاء سبتمبر 2014 وانقلابه المشئوم وظن دهاقنة الانقلاب أن قد هدموا ما بناه الشعب والقيادة من مكتسبات، وأخطأ حساباتهم بقتل عضو لجنة العشرين قبل التوقيع على مخرجات الحوار، أو اعتقال أمين مؤتمر الحوار وبيده مسودة الدستور، أو حصار الرئيس والحكومة لتنفيذ مطلبهم بتعيين ثلاثمائة اسم في وزارات وأجهزة الحكومة، وغيرها من الأخطاء الجسيمة..
يحتفل الآن شباب الثورة بـ 11 فبراير من كل عام، ويقرر هادي اعتباره يوما وطنيا.. يحتفل هادي بـ 21 فبراير كذكرى لاستلامه السلطة، ويحتفل شباب الثورة في نفس اليوم من كل عام لأنه طوى صفحة صالح إلى الأبد.. ويقف الشباب في 18 مارس كل عام إجلالا لشهداء الكرامة، ويلقي هادي خطابا يذكربهذا الحدث وحدث الحوار الوطني.. ومن قبل ومن بعد سيحتفلون بذكرى سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر ومايو الوحدة ويوليو الذي دحرت فيه عدن كل أذناب الانقلاب..