التحالف العربي حقق جُل أهدافه في إيقاف تهريب ‏الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين رغم صعوبة المعركة (ترجمة خاصة)
- كتبه/ علي الشهابي ترجمه/ عادل هاشم الأحد, 05 مارس, 2017 - 10:21 مساءً
التحالف العربي حقق جُل أهدافه في إيقاف تهريب ‏الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين رغم صعوبة المعركة (ترجمة خاصة)

[ أسلحة مضبوطه كانت في طريقها للحوثيين - ارشيفيه ]

لم يكن لدى الرئيس الأمريكي ترامب سوى بضعة أيام منذ توليه منصب الرئاسة حتى سجلت الولايات ‏المتحدة الأمريكية مقتل أول جندي لها من قوات النخبة، والذي قتل جراء جروح اصيب بها أثناء ‏مشاركته في غارة استهدفت تنظيم القاعدة في اليمن نهاية شهر يناير الماضي. ‏

كان الهدف من الغارة الأمريكية هو الحصول على معلومات استخباراتية من أجهزة الكمبيوتر ‏المحمولة والهواتف التابعة لتنظيم القاعدة باعتبارها من أخطر التهديدات المتزايدة التي يمثلها التنظيم.

‏لم تسفر الغارة الأمريكية عن مقتل الجندي الأمريكي فقط، بل قتل 24 مواطناً من بينهم الطفلة "نورا" ‏البالغة من العمر 8 سنوات وابنة القيادي في تنظيم القاعدة "أنور العولقي" الذي قتل في غارة أمريكية ‏بدون طيار في نفس عام 2011 الذي قتل فيه ابنه أيضاً البالغ من العمر 16 عاماً. ‏

وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية"جون توماس" بأن القاعدة لديها تاريخ مروع ضد ‏النساء والأطفال عن طريق الإستخفاف بحياتهم وتخبئتهم في مناطق الاستهداف العسكري ‏والمعسكرات التابعة لهم، وهي المعضلة التي يواجهها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ‏منذ بداية حربه في اليمن ضد المتمردين الحوثيين في مارس 2015. ‏

بالنسبة للمملكة العربية السعودية فإن تحالف الحوثيين وإيران والسيطرة على اليمن يمثل تهديداً ‏خطيراً، حيث يمكن لشمال اليمن أن يصبح جنوب لبنان آخر، والذي سيؤدي بدوره إلى مزيد من ‏تقويض وإفساد الأمن القومي السعودي، وقد عانى مواطنو الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية ‏خطر ميليشيات الحوثيين والآلاف من صواريخهم التي تنقض عليهم حتى قبل التدخل السعودية في ‏اليمن.‏

وقد تحدث البعض أن المملكة العربية السعودية قد بالغت كثيراً في التهديد الذي يتعرض له أمنها من ‏قِبل المتمردين الحوثيين وأن التحالف بين الحوثيين وإيران يعتبر محدود جداً، وهو الأمر الذي يتجاهل ‏الحقائق والأدلة الكثيرة التي تثبت عكس ذلك، حيث إعترضت البحرية الأمريكية قبل 18 شهراً أربع ‏شحنات من الأسلحة الإيرانية المتجهه إلى اليمن، وهو ما حدث بعد حديث إيران لمرات عديدة عن ‏سيطرتها لأربع عواصم عربية من بينها صنعاء وأن المتمردين الحوثيين قد أصبحوا على إرتباط ‏وثيق بحزب الله اللبناني، وكيل إيران السياسي والعسكري. ‏

واعتبر قائد حزب الله اللبناني"حسن نصر الله" قضية الحوثيين ملكاً له وجعل من الضاحية الجنوبية في ‏لبنان معقلاً له وللحوثيين أيضاً بالإضافة إلى ترحيبه بالمقاتلين الحوثيين وتدريبهم مع قواته.
 
 وقد ‏أظهرت فيديوهات على يوتيوب المدربين التابعين لحزب الله وإيران وهم يساندون القوات الصاروخية ‏للحوثيين أثناء إستهداف السفن العسكرية السعودية. ‏

وعلى الرغم من كل هذه التحديات التي يواجهها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في ‏واحدة من أشد العمليات العسكرية في الشرق الأوسط إلا أن التحالف حقق جُل أهدافه في إيقاف شحنات ‏الأسلحة الإيرانية المهربة إلى الحوثيين وإيصال مفهوم للحوثيين أن تحالفهم مع إيران سيكلفهم كثيراً. ‏

لم يأتي النجاح في الحرب اليمنية بسهولة حيث دفع المدنيين تكلفة باهظة مع مقتل ما يقارب من 10 ‏الآف مدني منذ بداية الصراع. ‏

إن الحرب في اليمن ليست بالحرب السهلة وذلك لأن المتمردين الحوثيين يتخدون من الأحياء السكنية ‏مخابئ لهم. هذه هي الحرب التي تواجهها المملكة العربية السعودية ضد المتمردين الحوثيين، القوة ‏الخطيرة التي سيرت وسُلحت ومولت من إيران، وهذا ما يعزز الحاجة الملحة لهزيمة الحوثيين وإنهاء ‏الصراع في اليمن والعمل على التوصل إلى سلام شامل عبر حل سياسي طويل الأجل. ‏
 
*المصدر: قناة فوكس نيوز الأمريكية

‏"علي الشهابي" هو المدير التنفيذي لمؤسسة "واشنطن" المتخصصة في الشؤون ‏العربية وعضو في مجلس أمناء مجموعة الأزمات الدولية. ‏
 


التعليقات