[ أسلحة مضبوطه كانت في طريقها للحوثيين - ارشيفيه ]
لم يكن لدى الرئيس الأمريكي ترامب سوى بضعة أيام منذ توليه منصب الرئاسة حتى سجلت الولايات المتحدة الأمريكية مقتل أول جندي لها من قوات النخبة، والذي قتل جراء جروح اصيب بها أثناء مشاركته في غارة استهدفت تنظيم القاعدة في اليمن نهاية شهر يناير الماضي.
كان الهدف من الغارة الأمريكية هو الحصول على معلومات استخباراتية من أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف التابعة لتنظيم القاعدة باعتبارها من أخطر التهديدات المتزايدة التي يمثلها التنظيم.
لم تسفر الغارة الأمريكية عن مقتل الجندي الأمريكي فقط، بل قتل 24 مواطناً من بينهم الطفلة "نورا" البالغة من العمر 8 سنوات وابنة القيادي في تنظيم القاعدة "أنور العولقي" الذي قتل في غارة أمريكية بدون طيار في نفس عام 2011 الذي قتل فيه ابنه أيضاً البالغ من العمر 16 عاماً.
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية"جون توماس" بأن القاعدة لديها تاريخ مروع ضد النساء والأطفال عن طريق الإستخفاف بحياتهم وتخبئتهم في مناطق الاستهداف العسكري والمعسكرات التابعة لهم، وهي المعضلة التي يواجهها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية منذ بداية حربه في اليمن ضد المتمردين الحوثيين في مارس 2015.
بالنسبة للمملكة العربية السعودية فإن تحالف الحوثيين وإيران والسيطرة على اليمن يمثل تهديداً خطيراً، حيث يمكن لشمال اليمن أن يصبح جنوب لبنان آخر، والذي سيؤدي بدوره إلى مزيد من تقويض وإفساد الأمن القومي السعودي، وقد عانى مواطنو الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية خطر ميليشيات الحوثيين والآلاف من صواريخهم التي تنقض عليهم حتى قبل التدخل السعودية في اليمن.
وقد تحدث البعض أن المملكة العربية السعودية قد بالغت كثيراً في التهديد الذي يتعرض له أمنها من قِبل المتمردين الحوثيين وأن التحالف بين الحوثيين وإيران يعتبر محدود جداً، وهو الأمر الذي يتجاهل الحقائق والأدلة الكثيرة التي تثبت عكس ذلك، حيث إعترضت البحرية الأمريكية قبل 18 شهراً أربع شحنات من الأسلحة الإيرانية المتجهه إلى اليمن، وهو ما حدث بعد حديث إيران لمرات عديدة عن سيطرتها لأربع عواصم عربية من بينها صنعاء وأن المتمردين الحوثيين قد أصبحوا على إرتباط وثيق بحزب الله اللبناني، وكيل إيران السياسي والعسكري.
واعتبر قائد حزب الله اللبناني"حسن نصر الله" قضية الحوثيين ملكاً له وجعل من الضاحية الجنوبية في لبنان معقلاً له وللحوثيين أيضاً بالإضافة إلى ترحيبه بالمقاتلين الحوثيين وتدريبهم مع قواته.
وقد أظهرت فيديوهات على يوتيوب المدربين التابعين لحزب الله وإيران وهم يساندون القوات الصاروخية للحوثيين أثناء إستهداف السفن العسكرية السعودية.
وعلى الرغم من كل هذه التحديات التي يواجهها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في واحدة من أشد العمليات العسكرية في الشرق الأوسط إلا أن التحالف حقق جُل أهدافه في إيقاف شحنات الأسلحة الإيرانية المهربة إلى الحوثيين وإيصال مفهوم للحوثيين أن تحالفهم مع إيران سيكلفهم كثيراً.
لم يأتي النجاح في الحرب اليمنية بسهولة حيث دفع المدنيين تكلفة باهظة مع مقتل ما يقارب من 10 الآف مدني منذ بداية الصراع.
إن الحرب في اليمن ليست بالحرب السهلة وذلك لأن المتمردين الحوثيين يتخدون من الأحياء السكنية مخابئ لهم. هذه هي الحرب التي تواجهها المملكة العربية السعودية ضد المتمردين الحوثيين، القوة الخطيرة التي سيرت وسُلحت ومولت من إيران، وهذا ما يعزز الحاجة الملحة لهزيمة الحوثيين وإنهاء الصراع في اليمن والعمل على التوصل إلى سلام شامل عبر حل سياسي طويل الأجل.
*المصدر: قناة فوكس نيوز الأمريكية
"علي الشهابي" هو المدير التنفيذي لمؤسسة "واشنطن" المتخصصة في الشؤون العربية وعضو في مجلس أمناء مجموعة الأزمات الدولية.