[ امرأة يمنية - الزي الصنعاني ]
في اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف اليوم الأربعاء، 8 مارس، قررت فتاة يمنية متزوجة تبلغ من العمر ما يقارب 17 عاما الاحتفال بالمناسبة بطريقتها الخاصة عندما قررت الانتحار تاركة عالما لم تجد فيه سوى المعاناة.
ولم يكن انتحارها مصادفة، بل قررت في هذا اليوم أن تضحي بنفسها لتوصل رسالة للعالم أن الآلاف من النساء في وطنها يعشن مستعبدات لدى أزواج أو آباء وغيرهم دون أن يحصلن على أدنى حقوقهن، متلبسين ببعض العادات التي تمتهن كرامة النساء وليست من الإسلام في شيء.
الفتاة "ب. م. ح." تسكن في حي ذهبان شمال العاصمة صنعاء، زوجتها أسرتها على ابن خالها، وخلال فترة بقائها في منزل أسرة زوجها لم تلقَ سوى المعاملة السيئة، وكانت من حين لآخر تهرب (تحنق) إلى بيت أهلها وتتساهل أسرتها معاناتها ثم تعيدها دون النظر إلى مشاكلها بحجة أن خالها لا يجب أن يزعل من العائلة.
تحدث مصدر مقرب من أسرة الفتاة لـ"الموقع بوست" أنها قبل أن تنتحر قررت عدم العودة مهما كان الثمن غاليا، وكان قرار أسرتها أسوء من قرارها، فقد أمهلتها أسرتها يومين فقط للتفكير في الموضوع ففضلت الانتحار على العودة إلى منزل أسرة زوجها.
وأوضح المصدر أن الفتاة راقبت جميع أفراد أسرتها حتى تأكدت من خلو المنزل ولم يتبقّ فيه سوى أمها التي كانت متواجدة في الدور الأول، أقدمت على الانتحار شنقا.
وأفاد المصدر أن الفتاة كانت تحب مواصلة تعليمها قبل أن تتزوج، لكن أسرتها حرمتها من ذلك الحق وأوقعتها في معترك الحياة الزوجية بالرغم من عمرها الصغير.
وبحسب إحصائيات جديدة لمبادرة تكتل نساء اليمن، فإن حوالي 44884 من الفتيات حرمن حقهن في التعليم، إلى جانب 41 امرأة حرمن من حق الأمومة، فيما تفقد 4103 امرأة الحق في الصحة شهرياً، حسب الإحصائيات ذاتها.
وزادت معاناة المرأة اليمنية أكثر من أي وقت مضى منذ اجتياح ميليشيات الحوثي للعاصمة اليمنية صنعاء وعدد من المدن اليمنية في سبتمبر/أيلول 2014.
وواجهت المرأة اليمنية أشد أنواع المضايقات والانتهاكات في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح.
ووفقا لتقرير جديد لتكتل المبادرات النسائية، تسببت نيران المسلحين الحوثيين بمقتل 666 امرأة، وجرح 1883 في اليمن منذ بدء الحرب في إبريل/نيسان 2015 وحتى نهاية يناير/كانون الثاني 2017.