[ مركز "يمنيون" للدراسات يقيم ندوة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة "مستقبل المرأة اليمنية بعد الحرب" ]
أقام مركز الدراسات اليمنية "يمنيون" اليوم الأربعاء، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، ندوة بعنوان "مستقبل المرأة اليمنية بعد الحرب' في ماليزيا، وقدمت الندوة رئيسة مؤسسة الرياحين للتنمية وحقوق الإنسان عائشة العامري، التي أشادت بدور المرأة اليمنية وتضحياتها الجسيمة في ظل الحرب.
وأكد المركز في الندوة أن المرأة اليمنية التي من المتوقع أن ترتفع نسبتها في المجتمع عقب الحرب إلى 65%، هي مع إنهاء مسببات الحرب، وليست مع إيقافها تكتيكيا بما يخدم الانقلابيين، وكذا ضد تأجيل الحرب لعقد من الزمن أو أكثر، وأنها مع استعادة الدولة بأكملها.
وأشارت إلى معاناة المرأة اليمنية التي ذاقت ويلات هذه الحرب التي فرضت على الشعب اليمني من قِبل طائفة دخيلة على اليمنيين، مستغلة الوضع السياسي بعد ثورة 11 فبراير، ونوازع الانتقام عند المخلوع صالح، فغزت البلاد بالجيش.
من جهتها، تحدثت الدكتورة نوال الحنحنة المحاضرة في جامعة صنعاء، عن دور المرأة اليمنية بعد الحرب، وقالت إن المرأة في يومها العالمي إما نازحة داخل الوطن بسبب عصابات الانقلاب التي أخرجت النساء من بيوتهن وشردت أسرهن واعتدت عليهن، أو نازحة خارج الوطن تبحث عن إقامة وسكن ولقمة العيش.
ومضت بالقول "لم يمتلك الانقلاب أي نوع من الأخلاق، ولم يلتزم بأي قانون تجاه النساء في حالة الحرب، ويؤدي ذلك إلى غياب القيود الطبيعية على الأفعال العنيفة الموجهة ضد المرأة".
واعتبرت العنف ضد المرأة، بأنه سلاح من أسلحة الحرب الذي تعمدت الميلشيات استخدامه بغرض نشر الرعب، وزعزعة المجتمع، وكسر مقاومته.
واستنكرت صمت منظمات الحقوق والحريات، تجاه ما تعرضت له المرأة من دماج إلى عمران وصنعاء وتعز وعدن وكل اليمن، واصفة إياها بـ"الوجه القبيح الآخر للانقلاب".
وبينت أن المرأة قامت بأدوار بارزة في ثورة فبراير 2011، وستكون شريكا فاعلا للرجل في مختلف المجالات عقب انتهاء الحرب، مشيرة إلى دور الرجل الداعم لها من أجل الوصول للمشاركة السياسية الحقيقية في صنع القرار وصياغته، فهي ليست ممثلة فعليا في مناصب صنع القرار.
وطالبت بإعداد برامج وتأهيل النساء، اللائي صنعن الحضارات والثورات من بلقيس إلى توكل كرمان، وذلك لإدارة مؤسسات الدولة، وليقمن بدورهن بعد انتهاء الحرب، مشيدة بالمرأة التي تدفع نتائج الحرب الكارثية التي تمر بها اليمن، والتي ستكون قادرة على إعادة البناء الاجتماعي والنفسي.
بدورها تحدثت مديرة نادي الأسرة السعيدة وفاء الصلاحي عن تأثير الحرب على المرأة اليمنية، وقالت إن معاناتها بدأت من قبل الحرب وليست وليدة اللحظة.
وأفادت أن المرأة لم تعد تخاف من الموت، فهو في ظل الحرب راحة من وجعها، مشيرة إلى تدهور الأوضاع المختلفة في اليمن في ظل الحرب التي شردت قرابة 3 مليون داخل البلد، فضلا عن مقتل 666 امرأة منذ بداية الحر في أبريل 2015، وحتى نهاية يناير 2017.
وأشارت إلى أن المرأة وبرغم كل الظروف الصعبة التي تمر بها، كانت هي أول من خرجت في مظاهرة سلمية بتعز رفضا للانقلاب.
حضر الندوة التي نضمها مركز "يمنيون" عديد من الأكاديميين والمهتمين بهذا اليوم، وأثروا النقاش والأفكار التي طرحت خلالها.
هذا ويعد مركز الدراسات اليمنية "يمنيون" مؤسسة يمنية بحثية متخصصة في الدراسات اليمنية الإنسانية والانثربولوجية، والدارسات التاريخية والاقتصادية والسياسية والعلاقات اليمنية المختلفة مع دول ومنظمات العالم، تأسست في 2015 في المهجر، وهي في طور الانتشار وفتح فروع في عدد من دول العالم، منها ماليزيا وتركيا، والصين وألمانيا وبريطانيا والسعودية وقطر والإمارات.
الهدف من إنشاء المركز وفروعه، هو جمع وتوثيق الدراسات اليمنية المتخصصة في التاريخ والعلاقات المختلفة بين اليمن ودول العالم، لإبراز الوجه الحضاري والثقافي لليمن، وكذلك للتواصل مع الإنسان اليمني -ذي الجذور اليمنية الضاربة في التاريخ- باعتباره امتدادا ثقافيا وحضاريا لبلده اليمن.