[ جامعة إب ]
أكدت مصادر مطلعة في جامعة إب لـ"الموقع بوست" أن ضغوطا كبيرة تمارس على عميد كلية الهندسة الدكتور ناجي الأشول، للتنازل وسحب الدعوى المرفوعة ضد أحد القيادات المؤتمرية بالكلية هدده سابقاً بالإيذاء له ولأسرته.
وقالت المصادر إن قيادة حزب المؤتمر بالمحافظة وقيادة الجامعة يقومون بمحاولات للضغط على العميد لسحب القضية وحلها ودياً وذلك لتمييعها وعدم إظهار مستجداتها بعد أن تحولت لقضية رأي عام.
من جهتها مصادر طلابية أكدت الخبر من خلال ملاحظة زيارات متواصلة للكلية من قبل قيادات حزب المؤتمر على رأسها عقيل فاضل رئيس الفرع بالمحافظة، وكذا رئيس الجامعة الدكتور طارق المنصوب وعدد من نوابه خلال الأيام الماضية.
مصادر مؤتمرية لم تستبعد وجود ضغوط عليا، كون المدعى عليه تربطه علاقة قرابة بقيادات مؤتمرية كبيرة أبرزهم عبد الواحد البخيتي محافظ صنعاء الأسبق، إلى جانب علاقته التنظيمية في المؤتمر.
ولم تشر مختلف المصادر إلى استجابة العميد لتلك الضغوطات من عدمها، لكنها لم تستبعد فشلها خصوصاً مع تزايد وتيرة الخلافات بين شركاء الانقلاب المؤتمر والحوثي الذي يحسب العميد عليه.
وكان عميد كلية الهندسة بجامعة إب قد تعرض للتهديد بالتصفية، وإحراق سيارته وإيذاء أولاده من قبل ممثل حزب المؤتمر بقطاع طلاب الكلية بعد إصرار العميد على تطبيق القانون في جريمة غش ضبطها العميد بنفسه مارسها القيادي المؤتمري بالكلية، وضبط متلبساً يؤدي الامتحان بديلاً عن طالب مغترب في الخارج.
وبسبب ذلك التهديد الذي وجهه القيادي المؤتمري خليل البخيتي للعميد، بعد أن أمر بتطبيق القانون بعد أن وجده أثناء زيارته التفقدية لقاعات الامتحانات للفصل الأول من العام الجامعي الحالي 2016/2017، الأمر الذي دفع بنقابة أعضاء هيئة التدريس إلى إصدار بيان تؤكد تضامنها مع عميد الكلية وتطالب بسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المعتدي، محملة السلطات المحلية وقيادة الجامعة مسؤولية ما قد يتعرض له العميد.
ويعتبر خليل البخيتي ممثل اتحاد طلاب كلية الهندسة عن حزب المؤتمر الشعبي العام بالتعيين وليس بالانتخاب في مخالفة قانونية واضحة، وذلك فقط لكونه قيادي بارز في المؤتمر الشعبي العام داخل الكلية.
وإمعاناً في مخالفة القانون، لا يزال البخيتي يمارس دوره الحزبي كمبرر لتواجده المستمر داخل الكلية بالرغم من تخرجه منها قبل أكثر من عامين، كما أنه يسعى -وفقاً لمصادر مقربة- للحصول على منحة دراسية غير مستحقة من الجامعة، وبالمقابل حرمان أحد معيدي الكلية المستحقين، كما يحدث بشكل مستمر كأبرز مظاهر فساد عهد حكم الرئيس السابق علي صالح.
ووفقاً للمصادر الطلابية فإن البخيتي مارس الغش بشكل علني وتحدي مستنداً لموقعه التنظيمي، فرغم كونه معروف في الوسط الطلابي والإداري والأكاديمي داخل الكلية إلا أنه قام بالامتحان نيابة عن أحد زملائه المحملين بمقررات دراسية تمنعهم عن التخرج، وهو ما يؤكد مدى الفساد الإداري المنظم وبرعاية رسمية داخل جامعة إب الحكومية.
وتشهد الأوساط الطلابية بجامعة إب حالة تذمر واستياء واسعين نظراً للتدهور المتسارع للعملية التعليمية والأكاديمية، وتوالي فضائح الفساد المالية والإدارية في الجامعة والتي كان أبرزها السطو على أكثر من 300 مليون ريال من خزينتها قبل أشهر، ولم تظهر التحقيقات حتى اللحظة أي اتهام لأي جهة في ظل معاناة كبيرة يشهدها العاملون بالجامعة من أكاديميين وإداريين ما دفع غالبيتهم للإضراب للمطالبة بمرتباتهم المتوقفة منذ خمسة أشهر.
يأتي ذلك في ظل السيطرة الإدارية والأمنية لمليشيا الحوثي وصالح على الجامعة التي حولتها من صرح أكاديمي إلى ثكنة عسكرية وثقافية تمارس فيها مختلف الأنشطة عابثة بمستقبل العلم والمعرفة ضمن تدميرها للبلد برمته، حد وصف المصدر.