[ السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر ]
قال السفير السعودي في اليمن محمد بن سعيد آل جابر لبرنامج "لقاء اليوم" في قناة الجزيرة إن عملية "عاصفة الحزم" بدأت في الوقت المناسب ومنحت الحوثيين وجماعة صالح كل الفرص منذ 2011 وصولا إلى 26 مارس 2015، مشيرا إلى أنهم منحوا كافة الفرص للحوار مع اليمنيين وعبر الأمم المتحدة.
وأضاف آل جابر أن "العاصفة" بدأت في اللحظة التي رأى فيها هادي بأنه أصبح ليس لديه خيارا إلا الاستنجاد بأشقائه الخليجيين وطلب مساعدته في إنقاذ الشعب اليمني.
واعتبر آل جابر أن المخلوع صالح له دورا كبيرا في تدمير الشعب اليمني والبنية التحتية لليمن ومارس خلال 33 عاما من حكمه أشد أنواع التفقير للإنسان اليمني والاقتصاد.
وأضاف السفير السعودي لدى اليمن بأن صالح رأى أن المسار للحل في اليمن لا يخدمه ويخدم الشعب اليمني فانقلب على ذلك المسار وأصبح هو من يدعم ويدفع الحوثيين بهذا الاتجاه.
وعلق السفير السعودي على إسعاف الرياض للمخلوع صالح بعد إصابته بدار الرئاسة في 2011 قائلا "قمنا بما يملي عليه الواجب تجاه رئيس يمثل الشعب اليمني وهذا عمل خيري انساني وليس له أي علاقة بأي شيء ولسنا نادمين على ذلك".
وكشف عن وجود قوات خاصة من القوات السعودية ساعدت في إجلاء البعثات الدبلوماسية من عدن أثناء وصول الحوثيين إليها، وكذلك من الملحق العسكري السعودي وزملائه في دولة قطر والإمارات كان لهم دورا فعالا.
وقال آل جابر "أكبر وأهم سبب في تأخر الخروج من عدن كان الحرص على إحداث اختراق سياسي من خلال المبعوث الأسبق أو مع الحوثيين وصالح لإيقاف التدمير واقتحام عدن".
ولفت السفير السعودي إلى أن دور المخلوع صالح كان كبيرا في اقتحام عدن، وعناصره كانت هناك سواء مدنية أو عسكرية، وكانوا يدّعون أنهم مع الشرعية لكنهم كانوا مندسين لصالح المخلوع والحوثيين واستطاعوا تمرير الكثير من المعلومات وإضعاف الجبهات مما مكن الحوثيين من سهولة الدخول إلى عدن.
وتابع حديثه لقناة الجزيرة مساء اليوم الاثنين قائلا "القوات المسلحة السعودية كان لديها خطة معدة مسبقا منذ أشهر لإجلاء الدبلوماسيين في عدن في حالة حدوث ما يتطلب ذلك بوسطة القوات الجوية السعودية وعنصر رئيسي فيها القوات البحرية، وكان لدينا سفينتين وكانتا قريبتان من عدن، واحدة منهن سفينة الدمام وكان طاقمها قريب جدا منا ومستعدين لتنفيذ عملية عسكرية متكاملة في حال وقع علينا أي هجوم".
وأردف آل جابر "كانت لدينا عدة خطط ومنها التحرك عبر الممرات الصغيرة وصولا إلى الميناء وكانت الخطة جيدة".
وقال السفير السعودي إن المملكة دفعت منذ 2011 إلى 2014 للرئيس هادي وحكومته تسعة مليار دولار في مختلف الأوجه كالمشتقات النفطية والرعاية الاجتماعية.
مشيرا إلى أن 2 مليار و250 مليون دولار مشتقات نفطية، وهذه الدفعة الأولى في 2012، وتلاها 835 مليون دولار في 2014 لدعم المشتقات النفطية، و450 مليون دولار عبارة عن دعم لصندوق الرعاية الاجتماعية، ثم مليار دولار في البنك المركزي بهدف تثبيت سعر الريال ودعم الاقتصاد اليمني وتمكين الانسان اليمني من الحصول على الأغذية، بالإضافة الى ثلاثة مليار ونص عبارة عن بنية تحتية.
وعن اليمن وعلاقها بالخليج إبان حكم صالح قال السفير "كان لدينا توجها بدعم اليمن مساعدة من إشقائنا ولكن نظام صالح كان لديه توجهاته الشخصية وكان هو من يهرب من مجلس التعاون الخليجي".
واتهم آل جابر إيران بدخول اليمن بفكرة التدمير وليس البناء وأنشؤوا مشاريع في اليمن لرصد أطياف الشعب اليمني ومعرفته من الداخل وزرعوا القلاقل والفتن وبدأ التحرك الإيراني منذ وقت مبكر.
وأضاف ان التحرك الإيراني بدأ بشكل عميق منذ العام 1998 عندما وقع نظام صالح اتفاقيات مع إيران اقتصادية وثقافية، وكان ذلك هو البداية الرئيسية، وفي عامي 2001 و2003 بدأت التجهيزات وأعلن حسين الحوثي تمرده على الحكومة الشرعية، ومن هناك انطلق الدعم المالي الإيراني بشكل ممنهج وتدريبات من حزب الله ودعم في مختلف الأوجه، وفي 2010 و2011 استغلوا حرص الإنسان اليمني على وضعه الاقتصادي والإنساني ودخلوا في الثورة ثم انقلبوا على تلك الثورة والشباب الذين قاموا بها.
وقال آل جابر إن بعض المنظمات الإنسانية لا تتكلم عن جرائم الحوثيين التي يرتكبونها داخل اليمن كتعز وغيرها، وكثير من تلك المنظمات أنشئت من قبل صالح وبعضها مرتبطة بالحوثيين.