قصة معلم في تعز طوّر العديد من المشاريع العلمية وابتكر آليات جديدة في التعليم الإلكتروني
- تعز - وئام الصوفي الجمعة, 31 مارس, 2017 - 08:20 مساءً
قصة معلم في تعز طوّر العديد من المشاريع العلمية وابتكر آليات جديدة في التعليم الإلكتروني

[ مدرس الفيزياء عدنان الشرعبي ]

كانت بداية رحلة معلم الفيزياء عدنان عبدالله حزام الشرعبيالإنتاجية في ميدان التعليم عام 2011، وكان حينها يعمل بالقطاع الخاص مدرساً للفيزياء ومدرباً لدبلوم صيانة الهاتف المحمول في عدة معاهد بمدينة تعز، وكان قد تم قبوله للتعاقد في معامل الفيزياء بجامعة تعز كلية التربية فرع التربة، إضافة إلى عمله مهندساً لأجهزة الهاتف المحمول في إحدى المحلات.
 
الشرعبي المنحدر من شرعب الرونة اختار العمل بوظيفته الجديدة مدرسا للفيزياء بمدرسة ريفية، وترك جميع تلك الأعمال والفرص رغم الفارق الكبير في الدخل المادي وفي طبيعة المهنة ومزايا المكان، وذلك إيماناً منه بأهمية وضرورة الإنتاج في ميدان التعليم الذي يراه مقدساً، مقتنعاً بأنه البوابة الرئيسية لتقدم ونهضة الشعوب والأوطان.
 
 حط رحاله في مدرسة الفاروق بني مرير بمديرية شرعب الرونة، وبدأ العمل هناك  مدرسا لمادة الفيزياء للصفوف الثانوية، فكان يؤدي وظيفته صباحا وبعد العصر، وُثِقت له الكثير من المبادرات والبرامج والأنشطة التربوية التي شملت مدارس كثيرة على مستوى مديرية شرعب الرونة، وبإشراف لجان تربوية رسمية رفعت تقاريرها الموثقة بذلك.

وفي فترة المساء والإجازات الأسبوعية والفصلية والصيفية عكف بهمة عالية لإنجاز الكثير من الدراسات والأبحاث والمشاريع الفيزيائية والتربوية  والخدمية، واستطاع خلال خمس سنوات فقط القيام بإعداد خمسة عشر إنتاجا بحثيا جميعها تهدف لمعالجة مشكلات محورية ومصيرية في الميدان وتسعى للنهوض بالأجيال الصاعدة من المدارس.
 
 في البداية شعر بعقدة طلابه من مادة الفيزياء، فقام بإعداد منشور "كيف تذاكر الفيزياء؟"، فوجد عدم جدواه بمعالجة العقدة، فقام بإعداد منشور يحتوي على جميع نماذج المسائل المتوقعة من كل درس، فوجد أنه لم يعالج المشكلة أيضاً لدى الطلاب، فاتجه نحو القيام ببحث عبر دراسة ميدانية حول أسباب عقدة الفيزياء. وبعد تحليل النتائج اكتشف الأسباب الحقيقية للعقدة وارتباطاتها الخفية، وبناء على ذلك قام بإعداد برنامج علاجي دقيق لها بعنوان "المهارات الإستراتيجية لاحتراف الفيزياء"، وقام بتجريبه في أربع مدارس بإشراف لجان من التربية، اتبعت خطة تقييمية دقيقة، ورفعت تقريرها النهائي بأن البرنامج نجح بامتياز في معالجة العقدة ورفع مستوى الطلاب من 17.2% إلى 91.66%.
 
 بعدها اتجه الشرعبي نحو البرنامج الثقافي الصباحي بعد أن شعر بروتين وملل منه وعدم تقديم أي جديد فيه، فقام بإعداد مشروع تطويري له معتمد كلياً على أسس وقوانين علم البرمجة اللغوية العصبية، وقدم خططا لمشاريع أخرى.
 
ومن الأفكار والمشاريع التي قام بإعدادها عدنان الشرعبي، مشروع لتطوير آلية البرنامج الثقافي لطابور الصباح، معتمدا كلياً على نظريات علم البرمجة اللغوية العصبية وهندسة السلوك، بحيث يضمن إيقاظ الطاقات الكامنة في أجيال المدارس وبرمجة عقولهم على الإيجابية ومهارات النجاح بالحياة، ودراسة بحثية حول أسباب وجذور عقدة الفيزياء بالمدارس الثانوية ومخاطرها الكارثية.
 
 كما أعد برنامجا علاجيا لعقدة الفيزياء بعنوان "الأساسيات الإستراتيجية لاحتراف الفيزياء"، وكان لها عدة ملحقات وهي: خطة لتفعيل البرنامج المقترح، وخطة لتقييم نجاح هذا البرنامج في تحقيق الهدف منه، ودليل معلم الفيزياء لمساعدة الطلاب في الخلاص من عقدة الفيزياء، ومنشور "كيف تذاكر الفيزياء؟" يستهدف جميع طلاب الثانوية، وبرنامج "لكي تصبح محترفا في حل مسائل الفيزياء" يستهدف جميع طلاب الثانوية، ومنشور "ملخص الفيزياء" للثالث الثانوي على شكل خرائط ذهنية وروابط عقلية ومقارنات، وفيه جميع نماذج المسائل.
 
طموحات متعددة
 
ولم يتوقف طموح عدنان الشرعبي عند ذلك، فقد قام بإعداد كتاب "أساسيات صيانة الدوائر الإلكترونية للهاتف المحمول"، تضمن الكتاب فكرة لمشروع بعنوان "نهضة اليمن من وراء قانون الخدمة بعد المدرسة"، تكاليفه 56 مليون دولار فقط، وإجمالي أرباحه بعد عشر سنوات ستكون 243 مليار و765 مليون دولار كحد أدنى يتميز بسهولة التنفيذ.
 
قام الشرعبي بإعداد عدد من الخطط التحليلية، أبرزها خطة تحليلية لتصميم نظام إلكتروني يحمي أجيال المدارس من الانجرار لمستنقع التطرف والطائفية، وخطة تحليلية لتصميم منظومة تقنية وذكية لحفظ الأمن المحلي والقومي إلكترونيا، وخطة تحليلية لمشروع مكافحة الفساد المالي والإداري والتجاري   إلكترونياً، وخطة لمشروع وزارة الخدمة المدنيه إلذكية، وخطة تحليلية لمشروع مكافحة الفساد التعليمي إلكترونياً، وخطة تحليلية لمشروع تمكين وزارة التربية والتعليم من تققييم كل مؤسساتها وفروعها ومكاتبها ومدارسها إلكترونياً، وخطة لأفكار سهلة تساهم في مكافحة البطالة.
 
 
المشاهد المراقب لأعمال المعلم عدنان عبدالله حزام يشده الإعجاب حال تأمله، يجد أن برامجه صيغت بأسلوب متطور يستحق أن تسجل باسمه براءة الاختراع، وفعلا لقب بـ"أفضل معلم" في مديرية شرعب الرونة ومحافظة تعز، ثم حصل على لقب "أفضل معلم" بالجمهورية لعام 2016.
 
 يتطلع المعلم عدنان الشرعبي إلى أن يحظى بالاهتمام من الحكومة والجهات المساندة للتعليم مثل وزارة التربية والتعليم، وأن يحصل على منحة لمواصلة دراساته العليا، واحتضانه رسمياً من الحكومة لمدة سبعة أشهر لكي يستعد لتمثيل اليمن في المنافسة على جائزة "أفضل معلم في العالم"، يتم فيها دراسة جدوى مشاريعه وتطويرها ثم تسجيلها وتوثيقها رسميا، وتأهيله لإتقان اللغة الإنجليزية.


- صور :

قصة معلم في تعز طوّر العديد من المشاريع العلمية وابتكر آليات جديدة في التعليم الإلكتروني

التعليقات