[ مدينة الحديدة الإستراتيجية تستعد لمعركة التحرير المقبلة - الجزيرة ]
يعتقد محللون يمنيون أن أعوان الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وقادة حزبه المؤتمر الشعبي العام، بدؤوا يقفزون من سفينة الانقلاب التي توشك على الغرق، مع اقتراب ساعة الصفر لمعركة مدينة الحديدة (غرب) المرتقبة التي تنوي قوات الشرعية والتحالف العربي تحريرها.
وكان عشرون قياديا بارزا بحزب المؤتمر الشعبي بمحافظة الحديدة قد أعلنوا انشقاقهم عن صالح وانضمامهم إلى حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وقال القيادي في الحزب عصام هبة الله شريم في تصريحات صحفية إنهم نجحوا في الخروج من اليمن والتوجه إلى دول عربية بعدما تلقوا تهديدا من الحوثيين الذين نهبوا منازلهم وممتلكاتهم.
واعتبر الناشط والإعلامي عبدالحفيظ الحطامي في حديث للجزيرة نت أن انضمام شريم سيسهم في تداعي حزب المؤتمر الشعبي في الحديدة وسيسهل على الكثيرين إعلان ولائهم للشرعية، مشيرا إلى أن شريم يعد أحد أبرز الشخصيات التي وقفت بجانب صالح وتصدت لثوار التغيير عام 2011.
وأكد الحطامي أن هناك تململا لدى كثير من القيادات بحزب المؤتمر الشعبي التي لا تزال موالية للمخلوع، وطالب الشرعية ممثلة بالرئيس هادي ورئيس الحكومة ومجلس النواب أن يعيدوا هيكلة حزب المؤتمر الموالي للشرعية ويعلنوا رسميا عن ميلاد جديد للمؤتمر الشعبي كحزب يعلن براءته من المخلوع.
وأضاف أن "استمرار تمزق كيان الحوثيين من أتباع حزب المخلوع في الحديدة سيسهم بشكل كبير في تحرير المدينة ومينائها الإستراتيجي وسيضعف وجود المليشيا الانقلابية، وذلك لأن الحوثيين يعملون بإمكانيات حزب المؤتمر الشعبي في القطاع العسكري والمدني".
وأوضح الناشط اليمني أن كثيرا من عناصر حزب صالح يخطبون ود الشرعية سرا وعلنا، بالتزامن مع جدية قوات الشرعية باستعادة ميناء الحديدة الذي حولته المليشيا إلى رافد مالي وعسكري لها، لافتا إلى ضرورة استغلال نقطة الضعف هذه والاستمرار في تفكيك الجبهة الداخلية لتحالف الحوثيين وصالح.
فرصة تهامة
من جانبه، قال القيادي السابق بحزب المؤتمر الشعبي ورئيس منتدى الجزيرة العربية للدراسات نجيب غلاب إن "مؤيدي الانقلاب من المؤتمريين لا يعكسون مبادئ وقيم وأهداف الحزب وإنما خضوعا للمخلوع الذي اعتمد على أجندات خاصة أنانية ذات نزعة انتقامية من خصومه".
وقال غلاب للجزيرة نت إن صالح وظّف المؤتمر الشعبي لخدمة مصالحه الخاصة التي لا تخدم اليمن، وإنما تمكن للحوثيين مشروعا يناقض جمهورية الشعب، معتبرا أن أكبر الخاسرين من ذلك هو المؤتمر الشعبي.
واعتبر غلاب أن الانشقاق الذي أعلنه قادة بالحزب يأتي في ظل قناعة أبناء الحديدة بأن الوقت حان للدخول في مواجهة مع الانقلاب لحماية بلادهم وأنفسهم، فالمخططات الانقلابية تريدهم ضحايا لحماية الانقلاب والفساد والنهب المنظم للموارد العامة، وللمرة الأولى سيجد أبناء سهل تهامة أنفسهم أمام فرصة تاريخية لامتلاك قرارهم والتحرر من الاستغلال والمظالم، حسب رأيه.
ورأى القيادي السابق بالحزب أن أغلب أبناء الحديدة قدموا الكثير للمؤتمر الشعبي وللقيادات في صنعاء، لكن قادة الحزب تعاملوا معهم باستخفاف ومكنوا الحوثيين من السيطرة عليهم، وأبدى تفاؤله بخروج ثورة قوية وعارمة في تهامة معتبرا أن الانشقاق الأخير هو "بداية الغيث الوطني".