[ محمد الغابري ]
قال الكاتب والمحلل السياسي محمد الغابري إن خطوة إعلان مجلس انتقالي بعدن خارجة على القانون، مؤكدا أن أي خطوة من أي طرف أو جماعة في اليمن الطابع العام لها أنها شخصانية ارتجالية عشوائية، غير ملتزمة بالسياسة وخارجة على القانون.
وأضاف الغابري -في تصريح لـ"الموقع بوست"- أن هذه الحالة تنطبق على تحالف الزبيدي وبن بريك، كما تنطبق على تحالف الحوثي والمخلوع صالح.
وتابع المحلل السياسي "لم يقم المجلس على أسس سوى جغرافية جهوية، أما الطابع العام فإنه متخلف تخلفا واسعا عن الصيغ القديمة، إذ لا يستند إلى فكرة ولا حزب سياسي، ولذلك كانت العقلية العسكرية والقبلية هي المهيمنة"، مضيفا "لاحظوا البدائية، وهو رئيس المجلس وهو من شكله وهو من أعلن عنه، حتى القواعد الدنيا غائبة"، حسب قوله.
وأشار إلى أن المجلس قفز على الشرعية السياسية القانونية للسلطة الانتقالية وتمرد عليها ليبحث عن شرعية خارجية بالدعوة للتحالف العربي للتعامل معه.
وقال "لا يوجد سند قانوني لإعلان الزبيدي، فهو خارج المرجعيات خارج على الدستور ولا يختلف عن تمرد الحوثي صالح اللذين احتفى إعلامهما به وكأنه انتصار لهما".
وأضاف "التحالف العربي لاستعادة الشرعية، وليس لاستعادة الشرذمة"، مشيرا إلى أن "الإمارات تقرأ التحالف لاستعادة الشرذمة وتعمل بالأصالة عن ذاتها وبالوكالة عن قوى خارجية غير معلنة، وتمثل الإمارات مناديل قذارة لتلك القوى، وتبنيها للزبيدي لا يقل سوءا عن تبنيها لصالح وأولاده وتريد اليمن مستنقعا لليمنيين كما للملكة".
وعن موقف السلطة الرافض للمجلس قال الغباري "كان موقفا رائعا وسريعا على الأقل أنه عبر عن موقف سياسي قانوني ولو نظريا".
وأضاف "إن كان موقف المملكة كموقف السلطة فسيساعد على التقليل من شأن إعلان الزبيدي كما هو متوقع"، مشيرا إلى أن التأثير السعودي لا ريب أقوى من الإمارات، لافتا إلى أن إعلان الزبيدي البراءة من إيران لإدراكه أن المملكة تدرك علاقاته بإيران وبـ"صالح" وإن غلفتها الإمارات.
وذكر أن المجلس الانتقالي الجنوبي سيظل محدودا وسببا لحروب وقلة استقرار، لكنه لن يكون فاعلا، لأنه لم يبن على أُسس متينة، موضحا أنه مبني على عناصر متنافرة غير منسجمة.
وختم الغباري حديثه قائلا "العنصر الأهم في كل ما يجري، السلطة الانتقالية التي تبدو رهينة أو كسيحة وما لم تغير من حالتها والتغلب على أزماتها المركبة وعلاقاتها بالداعمين لها فالخشية من ارتطام اليمن بالأرض وتمزيقها أشلاء"، مضيفا أن المرجعيات التي تستند إليها السلطة الانتقالية قوية، لكن السلطة ذاتها رخوة، فمتى تغدو فاعلة بمستوى الأحداث؟