من رجال سبتمبر.. الفريق حسن العمري مؤسس تنظيم الضباط الأحرار
- خاص السبت, 23 سبتمبر, 2017 - 10:12 مساءً
من رجال سبتمبر.. الفريق حسن العمري مؤسس تنظيم الضباط الأحرار

[ الفريق العمري سُجن في حجة سبع سنوات في عهد الإمامة ]

يعد المناضل الفريق حسن حسين العمري أحد ألمع رجال ثورة 26 سبتمبر 1962، وكان قائدًا عسكرياً وسياسيًا مشهورًا، غادر قريته في منطقة الحدأ بذمار صوب مدينة صنعاء، وهناك ﺍﻟﺘﺤﻖ ﺑﻤﺪﺭﺳﺔ "ﺍﻷﻳﺘﺎﻡ"، ﺛﻢ ﻃﺎﻟﺒًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ‏ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﺨﺮﺝ منها، ﻭﻛﺎﻥ ﺿﻤﻦ ﺃﻭﻝ ﺑﻌﺜﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺩﺭﺳﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻋﺎﻡ 1935، ثم عاد عام 1939، وعمل في سلاح الإشارة مع الإمام يحيى.

ﺷﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺛﻮﺭﺓ 1948 الدستورية، وقد ألقي القبض ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺪ ﻓﺸﻞ هذه ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻭحكم عليه بالإعدام، ثم خفف إلى السجن، وﺳﺠﻦ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﺠﺔ ﻣﺪﺓ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻹﻓﺮﺍﺝ ﻋﻨﻪ، ﺍﻟﺘﺤﻖ ﺑﻮﻇﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ.

وخلال عمله، ﻇﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ، ﻭﺷﺎﺭﻙ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ لثورة 26 سبتمبر 1962، وتذكر المصادر بأنه هو من أسس تنظيم الضباط الأحرار، وﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﺒﺘﻤﺒﺮﻳﺔ.

ﻗﺒﻞ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺘﻞ ﻣﻮﻗﻌًﺎ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ، وهو ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻼﺳﻠﻜﻲ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺣﻜﻢ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺪﺭ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﺮﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻳﺴﺘﻠﻤﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﺎل ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﺒﺪﺭ، ﻭﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ.

ﻭﻓﻲ ليلة ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﺳﻨﺔ 1962، ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺷﺎﺭﻛﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻗﺘﺤﺎﻡ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﺒﺪﺭ.

واللافت أنه بعد الثورة فضل الفريق حسن العمري الانزواء وعدم المشاركة في معارك الدفاع عن الثورة، وذلك عندما رأى أن بعضًا من الناس لم يكن لهم صلة بالثورة، وفجأةً تصدروا المشهد ليكونوا من روادها، إلا أن التأزم المتصاعد للظروف السياسية والعسكرية، وهروب المتسلقين على ظهر الثورة من ساحات المعارك بعد اشتدادها، رغم زعمهم أنهم من رواد الثورة الأوائل، كل ذلك جعل الفريق حسن العمري ينهي اعتزاله ويعود ليتقدم الصفوف دفاعًا عن الثورة، خاصة مع تزايد الحرب الشرسة ضدها من قبل الملكيين.

شغل العمري عدة مناصب قيادية بعد الثورة، ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺯﻳﺮًﺍ ﻟﻠﻤﻮﺍﺻﻼﺕ، ﻭﺭﻗﻲ ﺇﻟﻰ ﺭﺗﺒﺔ ﻟﻮﺍﺀ 1964، ﺛﻢ ﺷﻐﻞ ﻣﻨﺼﺐ ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ، ﻭﻗﺎﺋﺪًﺍ ﻋﺎﻣًﺎ ﻟﻠﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ، ﻣﻦ ﻋﺎﻡ 1964 ﻭﺣﺘﻰ عام 1966، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﺗﺒﺔ ‏"ﻓﺮﻳﻖ" ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ، ﻭﺑﻬﺎ ﺍﺷﺘﻬﺮ، ﻭﻛﻠﻒ ﺑﺘﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ 6 يناير 1965، ﻭﺑﺮﺯ ﺩﻭﺭﻩ ﻛﻘﺎﺋﺪ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻣﺤﻨﻚ في ‏"ﺣﺼﺎﺭ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻦ" ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺣﺎﺻﺮﺕ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺻﻨﻌﺎﺀ، ﻭﻗﺪ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻨﺼﺮ، ﻭﺗﺮﺳﻴﺦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ، وأطلق عليه ﺑﻄﻞ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎً.

ﺟﻤﻊ العمري ﺑﻴﻦ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻭﻋﻀﻮﻳﺘﻪ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ، وشغل منصب رئيس الوزراء لأكثر من خمس مرات، كما شغل منصب ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ، وﻋﻀﻮ في ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ، ﻭﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ.

وإذا كان قد سجن في حجة سبع سنوات، في عهد الإمام أحمد، فأنه سجن أيضًا ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻟﻤﺪﺓ ﺳﻨﺔ ﻣﻊ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﺒﺪﺍﻟﻨﺎﺻﺮ، ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ.

شارك الفريق حسن العمري ﻓﻲ ﺗﺜﺒﻴﺖ دعائم ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ، ﺛﻢ ﺗﻮﺍﺭﻯ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺯﺍﻫﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﺳﺐ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ، ﺣﺘﻰ ﻭﺍﻓﺘﻪ ﺍﻟﻤﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1988، تزامنًا مع شهر رمضان المبارك، وكان زهده في المناصب نابعًا من قناعته بأنه أدى دوره كاملًا في الثورة حتى تحقق لها النصر، وتثبيت النظام الجمهوري.


التعليقات