قائد جبهة صرواح في حوار مع "الموقع بوست": هذه رسالتي لقبائل خولان وصنعاء باتت أقرب
- حاوره / محمد حفيظ الخميس, 14 ديسمبر, 2017 - 08:49 مساءً
قائد جبهة صرواح في حوار مع

[ العميد يحيى حنشل قائد اللواء 312 مدرع قائد جبهة صرواح ]

يكشف العميد يحيى حنشل قائد اللواء 312 مدرع وقائد جبهة صرواح عن الصعوبات والعوائق وطبيعة المعركة التي يقودها الجيش الوطني في منطقة صرواح التي تعد من أقوى خطوط المواجهات بين الجيش والحوثيين.
 
في هذا الحوار تحدث العميد حنشل عن تأثير مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح بيد الحوثيين، وانعكاس ذلك على سير المعارك في جبهة صرواح، كما وجه العديد من الرسائل لقبائل خولان التي تعد احدى قبائل الطوق في المنطقة.
 
الحوار تمحور حول العديد من القضايا المتصلة بطبيعة المواجهات في جبهة صرواح، وكشف عن أسباب التباطؤ والتقدم هناك. 

 
*حدثنا عن أهمية جبهة صرواح وبماذا يتمحور دور الجيش الوطني فيها منذ عامين؟
 
**جبهة صرواح تشكل أهمية كبيرة جدا لقربها من العاصمة صنعاء، كما أنها تمثل شريان رئيس للحوثيين في جبهاتهم المتعددة، وتعد بوابة صنعاء، إضافة لقربها من منطقة خولان التي تدين بالولاء للرئيس السابق صالح، والتي تعد واحدة من قبائل طوق صنعاء، بالإضافة للتضاريس الوعرة والمهمة عسكريا أيضا ولاء المنطقة وحاضنة واسعة لطرف الانقلاب.
 
*ماهي المواقع العسكرية الجديدة التي تم السيطرة عليها من قبل الجيش؟ وهل لازال هناك تقدم للجيش الوطني؟
 
**هناك مواقع كثيرة سقطت من سيطرة الانقلاب في صرواح كان آخرها تبة الشايف قبل أيام.. صحيح أن قواتنا لم تتثبت  فيها وإنما قمنا بغارات لتطهيرها من عناصر الحوثيين، وكانت أهدافنا في العملية هو استطلاع في المنطقة، وكذا الكشف والتخطيط لعمليات قادمة في المنطقة كاملة من هيلان إلى حباب.
 
*متى تتوقعون بأن تحسم المعركة في صرواح؟ وما سبب تأخر صرواح إلى الآن؟
 
**الاحداث التي حصلت مؤخرا كنا نقاتل حليفيين (صالح والحوثي)، بينما الآن أصبحت جماعة الحوثي عدو واحد لجميع الشعب، وذلك جلب لنا حظوظ التقدم والسيطرة نحو صنعاء والقادم سيكون مبشرا بخير، والقيادة السياسية والعسكرية تولي اهتماما كبير جدا بالنسبة لجبهات مأرب عامة وصرواح بشكل خاص للتقدم نحو صنعاء.
 
قد تكون أسباب تأخير الحسم سياسية وعوامل جغرافية، ولكن اليوم الوقت بات لصالح الجيش، فنحن في قوة وازدياد وتتكاثر معرفتنا بخدائع المليشيات وتحركاتها ونواياها ونحن كذلك في تأهيل مستمر وتنظيم وتخطيط وترتيب.
 
* ما تعليقكم على التقديرات والخسائر المتوجب دفعها لدخول صنعاء؟
 
**دخول صنعاء نتمنى أن يكون باقل الخسائر، فاذا حصل التدريب كما هو موجود الآن والحشد والتخطيط العسكري الأمثل وكسب الولاءات القبلية ستكون خسائر لا تذكر، ونلاحظ أن الجيش الوطني يتخذ من جبهة نهم الجبهة الأساسية لدخول صنعاء، رغم أن جبهة صرواح هي الأقرب للعاصمة.
 
*لماذا لا يتم التركيز على الدخول من صرواح؟
 
**كان هناك عدة عوامل وأسباب دفعت الجيش الوطني لاتخاذ هذا القرار، بينما اليوم سقطت تلك الأسباب، ولم يوجد اليوم أي مانع لدخول صنعاء من اتجاه صرواح وذلك بعد مقتل الرئيس السابق صالح، حيث أن المنطقة كانت تدين بالولاء للمؤتمر ولصالح تحديدا، كذلك كانت صرواح وخولان منطقة قريبة من صالح وتشكل له أهمية كبيرة فدعمها بكل ما يستطيع من السلاح والمسلحين لإعاقة تقدم الجيش من هذه المنطقة، لكن الآن لم يعد موجود ذلك المانع.
 
* هل للتحالف يد في اتخاذ قرار عدم دخول الجيش من حينها من صرواح؟
 
**نعم وهذا واضح جداً بأن الجيش توجه نحو مديرية "نهم" وتجنبهم هذا الاتجاه.
 
* بعد مقتل الرئيس السابق صالح تداولت أخبار أن هناك توجيهات عليا في الشرعية بالحسم ورفد جبهة صرواح بعدة ألوية ما صحة ذلك ؟
 
**نعم هذا أقرب للحقيقة، وفعلاً هناك الآن ألوية تعد وتدرب منذ فترة طويلة، والأسلحة والعتاد موجود ومتوفر حتى تلك المرحلة، وهناك نية صادقة في الحسم والتحرك نحو العاصمة صنعاء وذلك لما تطلبه المرحلة.
 
* ماذا عن تحركات نائب الرئيس الفريق علي محسن الأحمر المفاجئة إلى مأرب ولقائه بقيادة المنطقة الثالثة، ماهي أبرز توجيهاته؟
 
**نائب رئيس الجمهورية دائما ما يكون قريباً من جبهات القتال والمقاتلين، الأحمر، رجل عسكري يعتني كثيرا بمثل هذه الجوانب دائما، من زياراته المستمرة وإعادة ترتيب ووضع خطط ومناقشات ما يدور على الميدان، ولزياراته ايضا طوابع أخرى بالنسبة للجانب العسكري، فالتوجيهات من قيادة الجيش وقيادة المنطقة ورئاسة الجمهورية تأتي بالسعي إلى رفد الجبهات بالمقاتلين وتحريكها بأسرع وقت ممكن، فيما توجيهات النائب الاحمر هي الحسم العسكري بدون أي تردد أو تهاون، وكذا الاستعداد للحسم من تدريب وتجهيز وتخطيط، ففي كثير من لقاءات النائب بنا الحسم هو الهدف القادم.
 
* ما حجم الخسائر التي يتكبدها الحوثي في المنطقة وكيف تتم تلك الاعمال التي تستهدف الحوثيين؟
 
**دائما ما يتلقى الحوثيين ضربات موجعة، ولكنها تؤلمنا نحن كثيرا، عندما نشعر بأن ضحايا الحوثيين هم من المغرر بهم من الضعفاء والأميين من اليمنيين البسطاء والأطفال الذين لا يجدون قوت يومهم، فيدفع بهم الحوثي إلى جبهات القتال والخطوط الأمامية للمواجهات بلا رحمة او نظرة إنسانية، ويستخدمهم كدروع بشرية وتحصينات، بينما يكون الحوثي مخفي مع أسرته وأبنائه وزمرته المقربة في جبال مران وينعمون في فلل حدة، حيث يعيش الحوثي والشعب في جحيم، وكذلك يدفع بالمغرر بهم بقوة السلاح والتهديد.
 
أما الضربات التي يتلاقاها الحوثي فهي موجعة يوميا من قبل مدفعية الجيش الوطني النوعية ورصاص المقاتلين، وكذا من قبل قوات التحالف بالطيران والمدفعية الذي دائما تالتي دائما تتصيدهم بقوة في تجمعات او تعزيزات.
 
والتأثير واضح جدا وتقهقر الحوثيين مؤخرا في مواقع عسكرية لهم في هيلان والضيق والمخدرة وصرواح دليل كبير على تأثير الضربات التي يتلقاها الحوثيين.
 
* ما أهمية جبهة صرواح بالنسبة للحوثيين؟
 
**إذا تحررت جبهة صرواح لم يتبقى للجيش الوطني الا أسوار صنعاء فقط، خولان مثلما سمحت للمليشيات بالعبور إلى مأرب دون تعرض عبر الخط الأسود، ستسمح للجيش الوطني بالعبور، هكذا تقول قبائل خولان, "إذا أردنا أن تعبر الطريق لن نعترضك، لكن أن تتثبت بالأرض لا"، اما أذا فكرت تلك القبائل بالمواجهة فلن يجدوا الا ضربات موجعة.
 
وقبائل خولان لن يقبلوا بأن تكون بلادهم وقراهم وبيوتهم ساحة للقتال والحروب، وهم يعرفون ويلات الحروب ويعرفون ما يجري في صرواح من قبل المليشيا والمنازل وأهالي صرواح وكيف يستخدمها الحوثيين.
 
*هل هناك انهيارات في صفوف المليشيا بعد مقتل صالح وخاصة في صفوف الحرس الجمهوري التابع لصالح كونكم قريبين من خولان؟
 
**حقيقة المليشيا الحوثية تظهر بأنها متماسكة لكن حقيقتهم غير ذلك وهم قلوبهم شتى كل منهم يريد أن ينقض على الآخر، وهم سيتناحرون اليوم أو غداً، لكننا لن ننتظر تلك الساعة بل سنحسمها نحن قبل ذلك انشاء الله، في منطقتنا بصرواح يحدث بينهم خلافات كبيرة، بعضها يظهر على السطح، وبعضها لازال مخفي وهو الأعظم. والحاصل أن المتحوثين من أبناء صرواح لا يرحبون بقائد عليهم جاء من صعدة او عمران وكذلك في بقية المناطق.
 
كذلك في خولان منطقة كاملة من بيت الكبسي يعتبرون أنفسهم متعلمين مثقفين لهم احقية بالقيادة ولا يرضون بأمي يقودهم جاء من كهف مران ويعمل على اقصائهم مثل محمد الحوثي وأمثاله فالخلاف قائم دون شك.
 
*هل هناك تنسيق بين قوات التحالف والجيش الوطني في الأرض والجو؟ وهل هناك نية صادقة للحسم؟
 
**أكيد هناك تنسيق متكامل وعمل تكاملي وعلى تواصل معهم وهم أقرب إلينا، وأثناء الابلاغ عن أي عملية ولنا غرفة عمليات مشتركة لذلك، ونحن والتحالف في خندق واحد.
 
*ماهي أبرز المعوقات التي تواجهكم في جبهة صرواح غير التضاريس ووعورة المنطقة رغم أهميتها وهل هناك معوقات أخرى؟
 
**المعوقات طبيعة الأرض، وكذا الألغام التي يستخدمها الحوثيون بشكل عشوائي وكبير جدا، ويستخدم الحوثي خبراء ايرانيين لزراعة الألغام وتصنيع العبوات الناسفة، وقد قتل عدد من الايرانيين في صرواح بمدفعية الجيش الوطني، قبل حوالي أكثر من عام، وهم يحاولون زراعة ألغام وعبوات ناسفة بكميات كبيرة وهائلة وبالآلاف، ولكن نحن في الجيش الوطني نحاول تدريب مهندسين نزع الالغام وبوسائل حديثة لتحدي تلك الصعاب بسهولة قدر المستطاع وتجاوز حقول الالغام.
 
* من خلال رؤيتكم للأحداث الأخيرة في صنعاء هل ستنقلب موازين المعادلة لصالح الجيش؟
 
**نعم بلا شك ما حصل من تغييرات سياسية في صنعاء يخدم الجيش الوطني والشرعية كثيرا، ولذلك نأسف لما حصل لأخوتنا في حزب المؤتمر الشعبي العام من غدر في قيادته من قبل حليفهم الداخلي، وسيستفيد الجيش الوطني من تلك المتغيرات، وكما نلاحظ تقدمات كبيرة في الحديدة يحققها الجيش وفي الساحل الغربي.
 
في الحقيقة الشعب الان يريد ان تمد له يد العون من الجيش والشرعية لإنقاذه من ما يصنعه به الحوثي ويستغله لان الظلم اصبح لا يطاق، وبذلك اصبح الشعب هو الحاضن للجيش والشرعية في المناطق التي لازالت الان تحت سيطرة مليشيات الحوثي.
 
*هل للفريق محسن تأثير على تلك القبائل؟ وكيف تجدون تعامل قبائل المنطقة في التعاون مع الجيش؟
 
**للنائب الأحمر قدراته في التواصل والتفاهم مع القبائل وكذلك له توصل أعتقد مع قبائل طوق صنعاء ومنطقة صرواح.
 
من تبقى مع الحوثيين من مشائخ القبائل بعد مقتل صالح نقول له فليعد إلى رشده، لأن الحوثي سيستخدمهم كمطية فقط وأولئك المشائخ يعرفون من نعني، حيث كانوا حلفا استراتيجيين لعلي صالح وحزب المؤتمر، أقول لهم إن من خان مرة سيكررها ألف مرة، فلن يثق بهم طرف الحوثيين، وانما يستخدمهم لبعض الوقت من ثم يصفيهم كما صفى قائدهم علي صالح، فالأفضل لهم أن ينضموا للجيش والشرعية ويكون لهم موقف مشرف يذكر، حيث أن الشرعية ستحفظ لهم كرامتهم وماء وجههم.
 
وأدعوا مشايخ صرواح وخولان إلى التخلي عن هؤلاء الحوثيين، والانضمام الى للشرعية، وأن يقفوا وقفة جادة للحفاظ على ما تبقى لهم من منازل ومزارع، وللحقيقة هناك توجيهات بالحسم والتقدم العسكري نحو صنعاء مهما كلفنا ذلك من ثمن ومهما كانت التضحيات، ولكني لا اعتقد في قبائل خولان أنهم سيسمحون بتدمير مناطقهم كما دمرت صرواح.
 
نتمنى أن يكون ما حدث لصرواح عبرة لمن يعتبر، ويكفي ما شابها من الدمار والخراب والحرمان، إلا إذا أردت قبائل خولان أن يسلكوا نفس المسلك ويشردون من بيوتهم وتدمر قراهم ومنازلهم ومزارعهم، ويعيشون في خيام بين البرد والشمس.
 
*ماهي الجهات التي ينتمي إليها المسلحين الحوثيين في جبهة صرواح؟
 
**من عدة أماكن من برط وصعدة وعمران وبني مطر وبني حشيش ومن خولان، ونأسف أن رجال خولان يغرر بهم ويقتلون لأجل الحوثي.
 
*وعن تواجد قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح مع المليشيات هل لازال موجود في صفوفهم حتى الآن بعد أن انقلب الحوثي على صالح؟
 
**لا اعتقد الآن أن هناك كتائب حرس جمهوري بتشكيلاتها متكاملة للحرس، وانما قبل مقتل صالح كان هناك كتيبتين وقتل منها من قتل خلال المواجهات، ومن تبقى انسحب بعد الخلاف مع صالح.
 
* ما الموضوع الذي تود الحديث عنه ولم نتطرق له؟
 
**الحوثي يحاصر الشعب وينتزع قوت يومه، لا يصرف للشعب رواتبه، وأغلب الأبرياء والمدنيين في السجون الحوثية، يختطف المواطنين من الطرق والمنازل وآخرها يقتل النساء ويفتش النساء في بيوتهم، هذه أعمال إجرامية يدينها العالم بأسره ومع ذلك لم نسمع من المجتمع الدولي موقف يردع هذه المليشيا، بعكس ما يحصل مع الشرعية في أدنى خطوة رغم حرصها على سلامة الناس، تقوم الأرض ولم تقعد، فهناك مفارقة واضحة، ونتمنى أن تتضح الصورة لدى الجميع وتتحقق الرؤية.
 


التعليقات