في تعز.. تسوّل وتشرد وضياع وقصص مأساوية لا تنتهي
- وئام الصوفي السبت, 20 يناير, 2018 - 06:55 مساءً
في تعز.. تسوّل وتشرد وضياع وقصص مأساوية لا تنتهي

[ متسولون في تعز ]

انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل غير مسبوق ظاهرة التسول وبالأخص شريحة الأطفال، في جميع أحياء وشوارع مدينة تعز، في ظل تدهور الوضع المعيشي جراء الحرب المستمرة على المدينة، التي تشنها مليشيا الحوثي الانقلابية.
 
وتشكل ظاهرة التسول في شوارع مدينة تعز مصدر إزعاج للمواطنين الذين لم يتعودوا على رؤية مثل تلك الصور قبل الحرب.
 
ويرى مواطنون في تعز أن ارتفاع معدل ظاهرة التسول بشكل كبير لفقدان بعض الأسر لذويها، جراء قصف مليشيا الحوثي الانقلابية، بالإضافة إلى الفقر، مما اضطرهم للتسول في الشوارع.
 
المواطنة أم وفاء(40 عاماً) تجلس بالقرب من كشك المركز في شارع التحرير الأعلى، تضع أمامها ابنتها المعاقة وفاء المصابة بضمور في الدماغ علًها تجد من يساعدها بأي مبلغ لشراء العلاج لابنتها المعاقة.
 
تقول أم وفاء لـ "الموقع بوست" إن "الحياة أصبحت صعبة ولا أحد يعيننا، بحثت عن من يعالج ابنتي، لكن لم أجد أحدا من المستشفيات مساعدتي في علاجها وأؤمن لها احتياجاتها، لذا لم أجد مفرا من النزول إلى الشارع لكي أستطيع شراء العلاجات والاستمرار في الحياة القاسية".
 
أم محمد مواطنة أخرى تجلس أمام شركة الكريمي للصرافة في شارع جمال وسط مدينة تعز، وتبحث على مَن يساعدها بأيِّ مبلغ يجعلها تعتاش.
 
تبدو أم محمد أكبر من عمرها، معاناتها تبدو ظاهرة بشدّة، لأنها عاصرت حكايات الألم في زمن الحرب. تسرد قصة معاناتها، لكل مَن تريد أن تبرِّر لهُ بخجل، سبب تسوِّلها.
 
تقول أم محمد لـ "الموقع بوست" : لم أكن قبل  الحرب متسوّلة كان زوجي حياً، ويعمل في بيع القات في سوق ديلوكس ولكنه قتل جراء رصاصة طائشة أصابته في اشتباكات بين مسلحين في شارع جمال العام الماضي وكنا نعيشَ حياةً مستورة".
 
تضيف أم محمد بحرقة: "قتل زوجي، وأنا معي أربعة أطفال لم أستطع أن أوفر لهم لقمة العيش وأنا امرأة أمية لا أعرف أقرأ وأكتب ولم يكن أمامي سوى النزول للشارع لأبحث عن مساعدات من أجل أن يعيش أطفالي".
 
الطفل عادل البالغ من العمر 14 عاماً، قال إنه "أحد سكان منطقة الجحملية العليا وقد قتل والده بقذيفة حوثية على منزلهم ولديه أربع أخوات وبعد مقتل والده، اضطر إلى التسول والعمل في الشوارع لإعانة أمه وشقيقاته لأنه أصبح هو المعيل الوحيد لهم بعد فقدان والده، لافتاً إلى أنه أيضا ترك دراسته بسبب تحمله مسؤولية عائلته".
 
ولمحمد قصة لا تختلف كثيراً عن سابقاتها، وقال إن "الحرب والفقر دفعاه إلى العمل بمسح السيارات والتسول كون والده بترت قدميه جراء انفجار لغم أرضي زرعته مليشيا الحوثي الانقلابية في شارع الأربعين وطرق هو وعائلته جميع أبواب الجهات المختصة لمساعدتهم لم تتم الاستجابة لهم".
 
وأضاف أن "والده مريض ويحتاج إلى علاجات وليس في مقدوره شراء العلاج"، مبيناً أن عائلته كبيرة وهو الذكر الوحيد فيها وباقي أفراد أسرته من البنات، موضحاً أنه مطلوب منه دفع إيجار المنزل وشراء علاج لوالده المعاق، إضافة إلى شراء احتياجات المنزل وباقي المستلزمات الضرورية للحياة وكل هذه الأمور عليه توفيرها.
 
وأدت الحرب على مدينة تعز إلى ارتفاع ظاهرة التسول بشكل كبير بسبب فقدان الكثير من الأطفال لذويهم أو تدمير منازلهم ما جعلهم يتحولون إلى مشردين لا مأوى لهم.
 


التعليقات