[ وول ستريت: منظمات الإغاثة في اليمن تتردد في قبول الدعم السعودي- أ ف ب ]
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا أعده أسا فيتش من مدينة مأرب في اليمن، يقول فيه إن تخصيص السعودية 1.5 مليار دولار لليمن، الذي دمرته الحرب، لتقديم الإغاثة لم يلق حماسا لدى اليمنيين.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن رفض مؤسسات الإغاثة الإنسانية أخذ أموال الدعم السعودي لليمن هو بسبب خوف مؤسسات الإغاثة من الاستهداف لارتباطها بمال السعودية، خاصة أن البلد الذي يقدم الدعم الإنساني له علاقة بالحرب المدمرة التي تخوضها السعودية ضد الحوثيين الذين تدعمهم إيران.
ويلفت فيتش إلى أن النقاد يلومون الرياض والمشاركين معها في تحالفها لإطالة معاناة اليمنيين، مشيرا إلى أن التحالف لا يستطيع تقديم المساعدات الإنسانية للمناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، ولا يمكنه التعاون مع جماعات الإغاثة الأخرى لتقديم الإغاثة للمدنيين في المناطق التي تعاني بشكل كبير من آثار الحرب.
وتقول الصحيفة إن "الوضع الإنساني يلخص الطريقة التي تجري فيها حرب الوكالة السعودية الإقليمية ومنافستها مع إيران، في صورة الدعم الإنساني، فالتحالف الذي يقوم بمراقبة حركة النقل البحري والجوي لمنع وصول الدعم الإيراني إلى مناطق الحوثيين أبطأ من وصول المواد التجارية إلى البلاد".
وينوه التقرير إلى أنه منذ اندلاع الحرب عام 2015 فإنه قتل أكثر من 10 آلاف مدني، وشرد الملايين، فيما يعيش معظم سكان البلاد على حافة المجاعة، لافتا إلى أنه بالإضافة إلى هذا فإن هناك حوالي مليون شخص يشك في إصابتهم بمرض الكوليرا، بحسب ما تقول منظمة الصحة العالمية.
ويفيد الكاتب بأن السعودية والدول المشاركة في تحالفها خاضت في النزاع باسلحتها، ومن ثم أموالها، وأرسلت قوات لمساعدة وتدريب القوات الموالية لها؛ من أجل دفع الجماعات الحوثية وطردها من العاصمة صنعاء، منوها إلى أن السعودية تخشى من نشوء نموذج يمني من حزب الله المدعوم من إيران على حدودها.
وتنقل الصحيفة عن السفير السعودي لليمن محمد سعيد الجابر، قوله إن التحالف قدم مساعدات إنسانية بقيمة 7 مليارات دولار منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء عام 2014، مشيرة إلى أنه كون مؤسسات الإغاثة السعودية غير مرحب بها في مناطق المعارضة، فإن التحالف اعتمد على مؤسسات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة لتوزيع المساعدات.
ويورد التقرير نقلا عن سوزفان ميغان من المجلس النرويجي للاجئين، الذي يعمل من مدينة عدن في الجنوب، قولها إن عددا من العاملين في منظمتها احتجزوا في مناطق الحوثيين لعدة أيام، بعدما ظهرت علامات سعودية على المواد الإغاثية، مشيرا إلى أن المجلس لم يقدم أي تعليق على الاحتجاز وظروف الإفراج عن العاملين.
وتضيف ميغان: "هناك عدد قليل من المنظمات التي أعرفها مستعدة لأخذ التمويل السعودي"، حيث يرى مسؤولون أن الطريقة الوحيدة لمواجهة المعاناة هو تحقيق السلام.
وينقل فيتش عن جيمي ماكغولدريك، الذي كان حتى الشهر الماضي منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، قوله: "المساعدات الإنسانية ليست الحل لمشكلات اليمن.. الحل لهذا الوضع الكارثي يكون سياسيا"، لافتا إلى قول الجابر إن السعودية تدعم الحل السلمي الذي تشرف عليه الأمم المتحدة، لكن الجهود الدبلوماسية فشلت في التوصل إلى تسوية.
وتبين الصحيفة أن التحديات التي تواجهها السعودية كانت واضحة في مأرب، المعروفة بالنفط، عندما تحركت شاحنات محملة بالديزل من السعودية، ووقع المسؤولون في برنامج الغذاء العالمي على وثائق بتسلم الشحنات، حيث توجهت باتجاه صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، وعندما تحركت الشاحنات قام المسؤولون بنزع الأعلام السعودية، التي كانت مرفوعة على جانبي الشاحنات، قبل المضي في الرحلة.
ويورد التقرير نقلا عن مسؤول البرنامج في اليمن ستيفن أندرسون، قوله: "لو كانوا قادرين على عمل ذلك بأنفسهم لفعلوه، لكن هذا يفيدهم من خلال إظهار دعمهم للشعب اليمني".
وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى أنه مع تدهور الأوضاع، فإن السعودية حاولت التغلب على الوضع بإرسال طائرات "سي-130"، محملة بالدقيق والأرز والمواد الإغاثية إلى مأرب.