لماذا عيّن هادي أخ صالح قائدا للحرس الجمهوري؟
- الجزيرة نت الإثنين, 19 مارس, 2018 - 09:13 صباحاً
لماذا عيّن هادي أخ صالح قائدا للحرس الجمهوري؟

[ المتابعون يرون أن الرئيس هادي يهدف إلى مناوأة الدور الإماراتي في اليمن ]

على غير المتوقع، أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي السبت قرارا بتعيين اللواء علي صالح عفاش الحميري -الأخ غير الشقيق للرئيس الراحل علي عبد الله صالح- قائدا لقوات الاحتياط (الحرس الجمهوري سابقا).
 
وكان اللواء علي عفاش قد غادر صنعاء عقب مقتل أخيه الرئيس صالح بيد حلفائه في الانقلاب، مليشيات جماعة الحوثي في بداية ديسمبر/كانون الأول الماضي، ووصل إلى مأرب ثم انتقل إلى العاصمة السعودية الرياض حيث التقى الرئيس هادي في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، وأعلن انضمامه للشرعية وتأييدها.
 
واللواء علي صالح عفاش من القادة العسكريين المخضرمين، وله نفوذ واسع بين قوات الحرس الجمهوري وفي قبيلته سنحان جنوب العاصمة صنعاء مسقط رأس أخيه الرئيس الراحل صالح، وتتسم تحركاته بالسرية الشديدة، ويفضل العيش بعيدا عن الأضواء ووسائل الإعلام.
 
وعقب إقالته من قيادة الحرس الجمهوري، عيّن اللواء عفاش ملحقا عسكريا للسفارة اليمنية في واشنطن، ثم شغل منصب مدير مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة حتى نهاية حكم علي عبد الله صالح بداية 2012.
 
رسائل

ويعتقد مراقبون أن تعيين اللواء علي صالح عفاش قائدا للحرس الجمهوري هو خطوة استباقية من الرئيس هادي لمحاولة أبو ظبي تجميع قادة وأفراد الحرس في عدن وتشكيل ألوية جديدة تحت قيادة العميد طارق محمد عبد الله صالح نجل شقيق الرئيس الراحل، والذي فرّ من صنعاء عقب مقتل عمه وانتقل إلى مناطق الشرعية لكنه لم يعترف بشرعية الرئيس هادي.
 
ويعمل العميد طارق على تجميع قادة وأفراد الحرس الجمهوري من الموالين للرئيس الراحل بدعم ورعاية من الإمارات، رغم أنها الدولة الثانية في التحالف العربي التي تقوده السعودية والذي أعلن أن هدفه دعم الشرعية في اليمن.
 
وقال الباحث اليمني علي الذهب في حديث للجزيرة نت إن تعيين أخي الرئيس الراحل قائدا للحرس الجمهوري، قد يفتح الطريق أمام عودة بعض القادة العسكريين ممن كان لهم موقف مناوئ من الفريق علي محسن الأحمر، نائب الرئيس حاليا، نتيجة أحداث ثورة فبراير/شباط 2011، واجتذاب الكثير منهم خاصة الذين ليس لديهم مصالح مع دولة الإمارات وحلفائها الداخليين.
 
ورأى الذهب أن قرار تعيين اللواء عفاش هدفه استيعاب جناح من قوة ونفوذ الرئيس الراحل العسكرية والقبلية التي تبعثرت بعد مقتله، كما أنه يهدف أيضا إلى مناوأة القوة التي تتشكل بدعم أبو ظبي على يد العميد طارق صالح، بل معارضة الدور الإماراتي في جنوب اليمن، واستغلال روح الثأر لمقتل صالح في مقاتلة الحوثيين.
 
 
استقطاب الحرس
واعتبر الباحث السياسي توفيق السامعي تعيين اللواء علي صالح عفاش قائدا للحرس الجمهوري خطوة في إطار سعي الرئيس هادي للملمة الحرس الجمهوري الذي انقسم في الولاء ما بين الشرعية والحوثيين وطارق صالح المدعوم إماراتيا.
 
وكانت أنباء تحدثت عن استقطاب العميد طارق صالح آلاف المنتسبين من الحرس الجمهوري، في وقت تحدثت فيه مصادر أن من جرى استقطابهم للانضمام لمعسكر طارق في عدن مخترقين من قبل عناصر حوثية، انضمت إلى هذه القوات التي يقدر تعدادها بنحو عشرة آلاف جندي بحسب بعض التسريبات.
 
ويعتقد السامعي أن تعيين اللواء عفاش يحمل رسالة إيجابية إذا كان سيبحث عن عناصر الحرس الجمهوري وضمهم للشرعية في مواجهة الانقلاب الحوثي، أما إذا كان التعيين فقط من أجل الاستقطابات والمناصب وكسب ولاء الشرعية دون عمل حقيقي على الأرض؛ فسيكون تعيينا سلبيا وإثقالا لكاهل الدولة لا أكثر.
 
وأحكمت مليشيا الحوثي قبضتها على صنعاء أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي، في أعقاب قتل حليفهم الرئيس علي عبد الله صالح وأمين عام حزبه المؤتمر الشعبي عارف الزوكا وعشرات آخرين من القادة العسكريين والمدنيين.
 
ويعد اللواء علي صالح عفاش، أول قائد لقوات الحرس الجمهوري منذ ثمانينيات القرن العشرين وحتى عام 2000، ثم قام الرئيس صالح بعزله من منصبه وإسناد المهمة لنجله أحمد علي عبد الله صالح في قيادة الحرس الجمهوري، وبقي حتى عام 2012 عقب الإطاحة بنظام والده من قبل ثورة التغيير في 2011.


التعليقات