[ جرائم حرب ترتكبها الإمارات في اليمن ]
قالت صحيفة "تيلي بوليس" الفرنسية إن دولة الإمارات العربية المتحدة تتخفى وراء السعودية للتنصل من جرائم الحرب في اليمن، اللتين تقودانها في البلاد منذ ثلاث سنوات.
ونشرت الصحيفة بعنوان "اليمن: الخوف من تدمير المنازل في الحديدة"، أنه بدعم من الإمارات استولت القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي على مطار الحديدة، والميناء الرئيسي في المدينة، بما في ذلك المناطق السكنية في المدينة، وبعد ثمانية أيام من المعارك، أصبح المطار تحت السيطرة، فالمخاطر الآن تواجه سكان المدينة الذين أصبحوا بحكم الواقع رهائن في قبضة القوات المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، حسب الشروق.
وقالت الصحيفة، إن "دولة الإمارات سعت بدأب لاحتلال ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر، وشنت عملية "النصر الذهبي" من أجله – بحسب ما أعلنته الإمارات- للسيطرة على هذا المرفق المهم جدا، لا سيما بعد أن بات مكشوفا أن الإمارات دخلت هذه الحرب من أجل الموانئ اليمنية".
وأوضحت "تيلي بوليس"، أنه من اللافت للنظر أن الإمارات المحرك الرئيسي لهذا العمل العسكري، تجر خلفها السعودية، وتقود الائتلاف المناهض للحوثيين في اليمن لكن من الخلف، دون أن تتقدم للواجهة، وهذا أمر مثير للاهتمام من عدة وجهات نظر: فالإمارات تعمل بشكل جيد لإبقاء السعودية في الصورة، في حين تلعب أبوظبي دورا هاما في الخلف، كما تحاول دائما أن تصور حربها في اليمن على أنها حرب ضد إيران على السلطة في المنطقة، في حين تقيم علاقات متعددة مع إيران، لذلك لا يمكنها أن تكون في صدارة المشهد، ودفعت بالسعودية "العدو اللدود لإيران" لأن تكون في الصدارة، واتخذت الإمارات موقعا خلفيا لإدارة المعارك.
واشارت إلى أن السعودية تسوق للعالم أنها ليست طرفا أصيلا في الهجوم على الحديدة، وتكرس كل إمكاناتها الإعلامية لترويج هذه الصورة، بالإضافة إلى ذلك، ربما للتنصل من الدمار الذي ألحقته باليمن، والتهرب من اتهامات ارتكاب جرائم حرب، كما اتجهت السعودية عن طريق ممثلين إعلاميين لها لدعم هذه الفكرة في الغرب، حيث اشترت الرياض أصحاب النفوذ (مثل مراكز الفكر والرأي) في واشنطن ولندن.
في الوقت ذاته تقول الصحافة العالمية أن سبب "ضبط النفس العام" في عملية "النصر الذهبي" – كما تروج السعودية والإمارات- يمكن أن يكون بسبب أن النظام السعودي خجولًا من السمعة السيئة التي نقلتها الصحف العالمية في الأشهر الأخيرة عن اليمن. قتلى المدنيين والكارثة الإنسانية التي لحقت بأكثر من 20 مليون شخص، وهناك ما يقرب من 18 مليون جائع، منهم حوالي مليون شخص قد يكونوا مصابون بالكوليرا، و2 مليون مشرد داخليا، و280.000 لاجئ بحسب أرقام (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في اليمن).
وأضافت الصحيفة، أنه تم الكشف عن كوارث اليمن من خلال سلسلة متواصلة من الصور لأطفال مشردين ومنكوبين عرضتها مؤسسات مختلفة عبر الشبكات الاجتماعية لأسابيع وأشهر، غالباً ما أبرازت هذه الصور لتقدم معنى للعالم بأن السعودية والولايات المتحدة، اللتان تبديان انزعاجهما من تعاملات بشار الأسد مع السكان المدنيين، تقف وراء هذا الرعب المروع.
وقالت "من الممكن، بالطبع، أن تتطور المنافسة بين الإمارات والسعودية في الحرب ضد الحوثيين في اليمن، على أية حال، فإن خطر الفشل المرتبط بغزو ميناء الحديدة هو أمر مؤكد، ولهذا السبب فإن الولايات المتحدة أيضا مترددة للغاية والإمارات تتخفى خلف السعودية للتهرب من الفشل وقت اللزوم".
وتابعت، الأمر الآخر الأكثر رداءة أو "قذارة" هو الدور المشبوه للإمارات في تجنيد المرتزقة للحرب في اليمن، فالقوات الإماراتية ليست "جيش محترم" يمثل دولة،–حسب الصحيفة - انما هو ائتلاف من المرتزقة والمليشيات والجماعات، مشيرة إلى أن العديد من التقارير الاستخباراتية أكدت أنهم "مرتزقة" وحشيين مجرمين ارتكبوا جرائم حرب بشعة خلال السنوات الثلاثة الماضية، أحضرتهم الإمارات من جميع أنحاء العالم ودفعت لهم المال بمساعدة السعودية وأطلقتهم في اليمن لسفك الدماء وقتل البشر دون رحمة.
وبحسب تقارير المخابرات الفرنسية، يقدر عدد هؤلاء المرتزقة بحوالي 20 ألف إلى 25 ألف مقاتل، شكلوا تحالفات وقوات أساسية تدعمها قوات التحالف بالمدفعية والطيران والمال".
وعن الضربات الجوية قالت الصحيفة إن "جرائم القصف العشوائي والإبادة الجماعية، هي جريمة يراها العالم الآن، وتتزايد المطالب بالتحقيق حولها، وهذه الهجمات مدعومة من قبل سلاح الجو في الإمارات و"بأوامر مباشرة" من القيادة الإماراتية، لذلك تتخفى الإمارات ولا تظهر في واجهة معركة الحديدة، لأن بين المطار والميناء الذي سيتم غزوه ثمانية كيلومترات ومناطق سكنية مكتظة بالسكان، وهذه الغارات الجوية الأخيرة شنت على المناطق السكنية في أطراف الحديدة، ما أسفر عن موت عشرات المدنيين.
واشارت إلى أن السيناريو الاسوأ لا يزال قادما، حيث سيتم ابادة هؤلاء المدنيين تحت قذائف الطيران العشوائية، لذلك تحاول الإمارات التخفي وراء السعودية والمليشيات التي تدعمها تحسبا لإبادة مئات الآلاف من البشر وغسل يدها من دمائهم، وسيكون المتهم الرئيسي هو النظام اليمني والسعودية، اللذين أعلنوا أو يعلنوا يوميا في بيانات رسمية عن غاراتهم الجوية التي بلغت حوالي ألف غارة خلال الأسبوع الماضي، خلفت 50 ألف لاجئ تقريبا.
وحسب الصحيفة، تعاني المدينة الآن من الجوع والعطش نتيجة الحصار، والإمارات مختفية عن المشهد، لكن السعودية تعلن النتائج، والتي هي بالتأكيد أدلة إدانة سوف تستخدم ضدها قريبا.