حراك شعبي في تعز ردا على ممارسات السلطة المحلية
- وئام الصوفي الإثنين, 02 يوليو, 2018 - 10:59 مساءً
حراك شعبي في تعز ردا على ممارسات السلطة المحلية

[ احتجاجات في تعز ردا على ممارسات السلطة المحلية ]

تشهد مدينة تعز (جنوب غربي اليمن)، حراكا شعبيا وسياسيا واسعاً، رافضا للعبث بالمؤسسات وإعادة تدوير مخلفات النظام السابق، وإقصاء كوادر المكونات السياسية من مؤسسات السلطة المحلية.
 
وأقام أبناء مدينة تعز ، يوم السبت الماضي ، مهرجاناً حاشداً في مديرية صالة للمطالبة بسرعة استكمال تحرير محافظة تعز من مليشيا الحوثي الانقلابية.
 
وأكد المشاركون في المهرجان أن أبناء محافظة تعز سيتصدون لأي محاولات تهدف إلى الانتقاص من رموز وقوى المقاومة وسيتصدون لأي محاولات لإعادة تدوير النفايات من النظام السابق الذين شاركوا مليشيا الحوثي في الانقلاب على السلطة الشرعية .
 
وسبق أن شهدت مديرية المسراخ في ريف محافظة تعز ، تظاهرات حاشدة رفضا لما قالوا إنه « محاولات إعادة تدوير النفايات الفاسدة » في إشارة لسلوك محافظ تعز أمين محمود .
 
وشارك في التظاهرة الالاف من أهالي المديرية تتقدمهم قيادات في الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ومسؤولون حكوميون في المديرية .
 
وقال بيان صادر عن الفعالية إن أبناء مديرية المسراخ سيتصدون بقوة لأي محاولات تهدف إلى الانتقاص من رموز وقوى المقاومة لصالح شلل الفساد والنفايات .
 
إقصاء قيادات في المقاومة  
 
وجاءت تلك المظاهرات بعد أن قام محافظ محافظة تعز أمين أحمد محمود بإصدار قرارات قضت بإقصاء رموز في المقاومة الشعبية من مناصبهم .
 
وقضت قرارات محافظ محافظة تعز بتعيين القيادي بالحزب الناصري عبدالقوي الوجيه مديراً عاماً لمديرية المسراخ بدلاً للقيادي بالمقاومة الشعبية يحيى إسماعيل السبئي، فيما قضى القرار الآخر بتعيين القيادي بحزب المؤتمر محمد عبدالرحمن الكدهي بدلاً عن القيادي بالمقاومة الشعبية منير أحمد سيف.
 
وبحسب مصادر مطلعة فإن القيادي بالحزب الناصري عبدالقوي الوجيه الذي عينه محافظ محافظة تعز أمين أحمد محمود مديراً عاماً لمديرية المسراخ ، هو أحد المتهمين بالاعتداء على أبناء مديرية المسراخ والمشاركين في تقديم العون والمساعدة لمليشيات الحوثي الانقلابية جراء سيطرتها على مديرية المسراخ في عام 2015م .
 
وأضافت المصادر لـ"الموقع بوست" أن يحيى إسماعيل الذي أقاله محافظ تعز كان قائد جبهة مديرية المسراخ والذي قاد معركة تحرير مديرية المسراخ من مليشيا الحوثي الانقلابية في عام 2016 ومن أبرز المناضلين الذين قدموا تضحيات كبيرة في سبيل الدفاع عن مديرية المسراخ خصوصا وفي جبهات محافظة تعز عموماً .
 
وقالت المصادر إن الإقصاء والتهميش لم يطال مدير مديرية المسراخ القيادي بالمقاومة الشعبية يحيى إسماعيل فحسب بل قام بإقصاء وتهميش مدير مديرية صالة منير أحمد سيف القيادي في المؤتمر الشعبي العام وأحد رموز المقاومة الشعبية في المديرية وقام بتعيين محمد عبدالرحمن الكدهي القيادي بحزب المؤتمر المقرب من خالد حمود الصوفي ، لافتة إلى أن الكدهي من ضمن الذين شاركوا في الانقلاب ومن ضمن المتعاونين مع مليشيا الحوثي الانقلابية جراء اقتحامها مدينة تعز في عام 2015 .
 
محافظ جاء لتجريف الثورة والثوار
 
وفي السياق ذاته اتهمت الناشطة الحقوقية بتعز رفيقة الكهالي محافظ محافظة تعز أمين أحمد محمود بأنه يقود ثورة مضادة داخل محافظة تعز ، وعلى عدة مستويات مدنية وعسكرية .
 
وقالت في منشور لها على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إن هذا لم يعد خافياً ، وليس تحاملا أو انتقاماً كما قد يقول البعض ، نعم أبدينا حسن نيتنا كثوار ومددنا أيدينا للتعاون من أجل تعز،  فأظهر محافظ محافظة تعز أمين أحمد محمود استعجالاً في تمكين مشروعه الذي جاء به من الخارج وبطريقة "العيفطة والفهلوة" باللعب على المتناقضات والصراعات السياسية داخل معسكر الثورة والمقاومة.
 
وأضافت الكهالي الحقيقة أن محافظ محافظة تعز جاء لتجريف الثورة والثوار،  وحول ديوان المحافظة ومكاتبها إلى حديقة خلفية للعائلة والمقربين ولرموز النظام السابق ولمن يحسنون الدخول ببيت الطاعة ويقبلون الركب من ذوي الوجوه المتعددة وكان يعتقد أنه قد نجح، ولكن ليست المشكلة في اختيار رئيس الجمهورية الذي استكثر على تعز قيادة فبرايرية وعاقبنا باختياره، ليضيف المزيد من العقوبات، فلا تحرير أنجز، ولا إغاثة للناس كما يجب، ولا طبع الوضع إدارياً وامنياً.
 
وبحسب الكهالي فالمشكلة في القوى المدنية والعسكرية التي ذهبت تتمسح بالعتبة، وقبلت بقيادة من هذا النوع، في محافظة ما زالت تنزف دمها بسبب الانقلابيين، ومن والاهم من ذلك الموالين لصالح الذين ينخرون في الشرعية والدولة وفي تعز، وقالت "لقد رفضنا تواجد الملطخة أيديهم بالدماء مشاركة أو تحريضاً في ديوان المحافظة من أول يوم ودفعنا ثمن موقفنا ذلك وتم استبعادنا وسنواصل هذا الرفض".
 
وأشارت الكهالي إلى أن المحافظ محمود أداة بيد الإمارات ووسيلة هدم وتخريب، ولا بد من التصدي له وإسقاطه ،ولتذهب قوى فبراير التي تضحك على الناس وعلى نفسها إلى الجحيم، تسليم المحافظة لثوار فبراير الكتيبة الأولى حق وواجب ومسؤولية في أعناقنا ومن أجله سنناضل.
 
الانتقام من فبراير والمقاومة
 
ومن جانبه قال أكرم الحمادي، محافظة تعز بطبيعتها محافظة ثورية ولن تقبل تدوير الفاسدين والقتلة الذين وقفوا في صف الانقلابيين ضد أهلهم ومحافظتهم، وعلى المحافظ أن يدرك أن أبناء تعز سيصطفون خلفه عندما يتمثل مشروع المقاومة والتحرير والبناء في ظل شرعية الرئيس هادي.
 
وأضاف الحمادي "إذا قبل المحافظ أن يتحول إلى أداة لتدوير الفاسدين والقتلة خدمة لأجندة تعمل ليلا نهار لإضعاف الشرعية والانتقام من ثوار فبراير وإبطال المقاومة والتحرير مما يتسبب في تنامي حالة الرفض الشعبي والاحتقان داخل المحافظة، فسيجد نفسه يسبح عكس التيار، وهذا ما نبه عليه الرئيس هادي، المحافظ أثناء لقائه بالسلطة المحلية في عدن عندما قال لهم ترفعوا عن الخلافات والحسابات الحزبية وضعوا مصلحة تعز أولاً .
 
كتابات بلغة التهديد
 
رضوان العريقي، هو الآخر كتب منشورا على صفحته قائلاً كثيرا ما كنا نسمع يا معمري شوف لك حل  ... وإلا عطف لك وارحل ،كشعار للمسيرات التي كانت تنطلق شبه يومية مما كان يسمى ساحة الحقوق والحريات التي كان يديرها ويشرف عليها أمين عام التنظيم الوحدوي الناصري عبدالله نعمان وأمين سر التنظيم الناصري عادل العقيبي .
 
وأضاف أنه في حين خرج أبناء مديرية صالة في مهرجان يدعون من خلاله لاستكمال التحرير ومؤكدين دعمهم للجيش والأمن ويرفضون تصدير القتلة وإعادة تدوير الفاسدين فانتفض إعلاميو وناشطو الحزب الناصري ممن يعملون ليل نهار للتحريض ضد قيادات في الجيش والأمن ووجدوها فرصة للتكسب والاسترزاق وبدؤوا بشتم محافظ تعز بأنه فاسد وحامي القتلة على لسان المحتشدين في المهرجان وقوَّلوهم مالم يقولوا .
 
وتابع العريقي فقد كتب بعضهم كتابات بلغة التهديد والوعيد لقيادات في الجيش بالطرد وبالقتل علما أنهم يعيشون كالخفافيش يسهرون ليلا وينامون نهارا ويختبئون في إحدى حواري مدينة تعز وشغلهم الشاغل توزيع التهم وإثارة الفتن بين مكونات المجتمع وبأجر شهري ودراهم معدودة وتحت شعار الحرص على تعز .
 
وأضاف وفي تناقض عجيب عندما انطلقت الحملة الأمنية تحولوا إلى مدافعين ووكلاء للقتلة الخارجين عن القانون الذين يغتالون الناس في الشوارع وتصويرهم بأنهم حبيوبين وأصحاب حس مرهف وأنه تم تسيس الحملة الأمنية لاستهدافهم وتحول القاتل أنس عادل - مثلا - في نظرهم إلى إنسان مسالم ويجب على المحافظ إنقاذه من الحملة الأمنية المسيسة كما يزعمون.


التعليقات