جدل واسع في تعز إثر مسيرة جماهيرية طالبت باستكمال التحرير
- خاص الأحد, 15 يوليو, 2018 - 09:55 صباحاً
جدل واسع  في تعز إثر مسيرة جماهيرية طالبت باستكمال التحرير

[ جانب من مسيرة أمس بتعز ]

أثارت المسيرة الحاشدة التي خرجت السبت، بتعز، جدلا واسعا بين مؤيد ومعارض لها، في أوساط المثقفين والناشطين والصحفيين اليمنيين.
 
وشهدت تعز مسيرة جماهيرية للمطالبة باستكمال تحرير المحافظة واستعادة مؤسسات الدولة وإنهاء الانقلاب وبناء اليمن الاتحادي.
 
ومن أبرز النقاط التي رفضها المشاركون بالمسيرة، هي إعادة تدوير الفاسدين والقتلة وتصدرهم المشهد من جديد، وتهميش وإقصاء القيادات في المقاومة الشعبية.
 
وخلال الأسابيع الماضية، خرجت مسيرات في مديرية المسراخ وصالة بتعز، احتجاجا على إقصاء قيادات بالمقاومة واستبدالهم بقيادات من حزب المؤتمر الشعبي العام المعروفين بولائهم للنظام السابق.
 
وتواجه مثل تلك القرارات بانتقادات واسعة؛ نظرا لتزامنها مع حالة الاحتقان التي تمر بها تعز، ولوجود كفاءات أخرى غير مثيرة للجدل يمكنها أن تتقلد مثل تلك المناصب.
 
مساندة جماهيرية
 
وكان بعض مؤيدي محافظ تعز أمين محمود، قد اتهموا المتظاهرين بالخروج ضده، وهو ما نفاه الناشط الإعلامي محمد مهيوب الذي قال: "أثبتت مسيرة اليوم بحشدها وشعاراتها وأهدافها ومطالبها، أنها فعل جماهيري مساند لشرعية الرئيس هادي وللسلطة المحلية لتحقيق مطالب التحرير".

 ورأى أن تلك المسيرة أثبتت أن لا أحدا يشوه محافظ تعز أو يعمل ضده عدا النشطاء والإعلاميين المقربين منه، والذين اعتبرهم بأنهم أصحاب مصالحهم ومن أتباع النظام السابق.
 
وأكد في منشور بصفحته بموقع الفيسبوك أن "تعز التي أنجبت ثورة فبراير وفجرت مقاومة باسلة، ووقفت في وجه القتلة والانقلابيين قادرة على وأد مشاريع أحفادهم ، كما فضحت كثير ممن يحتفون بالقتلة وعرتهم كمشاركين بقتل تعز مرة أخرى وموغلين في جرحها".
 
قضية تعز
 
في عام 2011 خرج أبناء تعز ضد فساد النظام السابق والتوريث، الذي سعى له الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ودفع التعزيون ثمنا باهضا فقد قتل العديد منهم وجرح آخرين نتيجة لمواجهة مظاهراتهم بالقوة.
 
وكان الناشط مهيب الحميدي قد أكد أن تحرير تعز مطلب شعبي عامي، ورفض عودة القتلة وتدوير المخلفات قضية أبناء تعز، ولا تخص حزب أو تنفرد بها جماعة.
 
واستدرك متسائلا: من ذا الذي يقبل رؤية قاتل أخاه أو ابنه أو جاره متربعا على كراسي الشرعية، في إشارة إلى تعيين مؤيدين للنظام السابق بمناصب بالمدينة.
 
عمل مُسيس
 
الصحفي هشام المحيا من جهته يعتقد أن المحافظ جاء ومعه مهمة رئيسية وهي إزاحة حزب الإصلاح من المراكز القيادية بتعز، فكان البديل أمامه إصدار قرارات لأعضاء في حزب المؤتمر بعضهم متهم بقضايا فساد ودعم الانقلاب، إضافة إلى تعيينه لشخصيات من أحزاب أخرى يسارية تحظى بدعم من بعض دول التحالف.
 
وبيَّن لـ"الموقع بوست" أنه نتيجة لذلك استشعر حزب الإصلاح الخطر وقام بحشد مسيرة تحت مسمى لا لعودة الفاسدين وباسم ثورة فبراير، الذين يعيد المحافظ تدويرهم إرضاء للحلفاء.
 
وانتقد المحيا ممارسات الجانبين، وطالب المحافظ أن يعدل عن قرارات التعيين التي أصدرها لشخصيات متهمة بالفساد ويستبدلهم بشخصيات وطنية وكفؤة، وأن لا يدخل بصراع مع أي حزب؛ كون تعز لا تحتمل ذلك على الأقل في الوقت الحالي.
 
اتهامات
 
أما الصحفي فيصل الذبحاني فرأى أن هناك حالة من الهوس والجنون السياسي، يقود أطرافا معينة باتجاه تقويض أي حالة صحية تبدأ في المدينة.
 
وفي معرض حديثه لـ"الموقع بوست" تساءل عن سبب عدم خروج تلك المظاهرات رفضاً للسلب والنهب والقتل المستمر ضد الأبرياء في الفترات الماضية.
 
وأردف "علامات الاستفهام تقفز للواجهة لماذا الآن ولماذا لم تكن قبلا في ظل سيطرة عصابات الموت بشارع جمال وسوق الصميل وحي المسبح وكلابة وغيرها من المناطق".
 
يُذكر أن الناطق باسم محور تعز عبدالباسط البحر، أكد اليوم أن قيادة المحور مع مطالب أبناء تعز الرامية إلى تحرير المدينة.
 
وتعيش تعز في ظل الحصار والحرب منذ مارس/آذار 2015، وهو ما أدى إلى مفاقمة أوضاع المدنيين الذين يزداد وضعهم سوءا نتيجة لتبعاتها.


التعليقات