حمى الضنك تنتشر في تعز مجددا وسط صمت مسؤولي السلطة المحلية
- تعز - وئام الصوفي الاربعاء, 05 سبتمبر, 2018 - 10:54 صباحاً
حمى الضنك تنتشر في تعز مجددا وسط صمت مسؤولي السلطة المحلية

[ انتشار حمى الضنك مجددا في تعز ]

تشهد محافظة تعز انتشارا لوباء حمى الضنك والذي أصبح يهدد حياة الآلاف من سكان المدينة المصابين بهذا المرض ويعيش السكان مأساة صعبة، بعد أن انتشر الوباء والذي أصبح حديث المحافظة والمناطق المجاورة، بعدما تفشى في معظم منازل المدينة.
 
وازداد قلق سكان مدينة تعز بعد وفاة ثلاث حالات بوباء حمى الضنك إلى جانب وصول عدد الإصابات إلى 214 حالة .
 
وأفادت مصادر طبية في محافظة تعز بوفاة ثلاث حالات مصابة بوباء حمى الضنك بالإضافة إلى  تسجيل 214 إصابة بالوباء والتي وصلت إلى مستشفى الثورة والسويدي في مديرية صالة في مدينة تعز خلال الأيام الماضية ، لافتة إلى أن المرض بدأ بالانتشار الواسع في مختلف مديريات محافظة تعز وخصوصاً مديرية التعزية .
 
وأضافت المصادر لـ"الموقع بوست" أن مدينة تعز تعاني للعام الرابع من حصار مفروض من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية ، بالإضافة إلى أن حصار مدينة تعز يصاحبه قصف عشوائي بين الحين والآخر من قبل المليشيا مشيراً إلى أن مدينة تعز تعاني من حرب بيولوجية من خلال انتشار الأمراض والأوبئة وحرب عسكرية من خلال القصف والقنص التي تستهدف الأحياء السكنية .
 
وأشارت المصادر إلى أن مدينة تعز تعاني أيضاً من تدمير البنية التحتية وتدمير بعض المرافق الصحية وإهمال الحكومة والسلطة المحلية في دعم القطاع الصحي بمدينة تعز بالموازنة المطلوبة لمكافحة الأوبئة والأمراض التي تنتشر في مدينة تعز .
 
وبحسب المصادر فإن حمى الضنك أصبحت تشكل خطراً كبيراً على سكان مدينة تعز ومديريات المدينة وخصوصاً مديرية التعزية التي انتشرت فيها وباء حمى الضنك بشكل كبير لافتاً إلى أن مديرية التعزية في النصف الأول من العام الجاري وصلت الإصابات بوباء حمى الضنك إلى أكثر من 1300 حالة بالإضافة إلى  الوفيات توفت حالتان.
 
وأشارت إلى أن حمى الضنك انتشرت بسبب الانتشار الكثيف للبعوض والذي يعد السبب الرئيسي في انتشار المرض والذي هو عبارة عن مرض فيروسي معدٍ يصاب به الإنسان عن طريق لدغة بعوضة أنثى من جنس الزاعجة مصابة بالعدوى.
 
وأوضح أن القطاع الصحي بمدينة تعز، يعاني من شح الإمكانات نتيجة الوضع الراهن والحالة الاستثنائية نتيجة استمرار الحرب على مدينة تعز للعام الرابع على التوالي، خصوصاً مع التراجع الواضح لتدخلات المنظمات الدولية في محافظة تعز ، وأشار إلى أن الوضع الذي تعيشه مدينة تعز خطير ولابد من  الإسراع بالتدخل للحد من انتشار وباء حمى الضنك،  الذي بدأ بالانتشار في مدينة تعز بشكل غير طبيعي بالإضافة إلى انتشار الوباء في عدد من المديريات التابعة للمحافظة.
 
وطالبت المصادر الحكومة الشرعية والسلطة المحلية والمنظمات الدولية، بسرعة إنقاذ سكان مدينة تعز من انتشار وباء حمى الضنك القاتل ودعم مدينة تعز بالعلاجات الأساسية لعلاج المواطنين من وباء حمى الضنك بالإضافة إلى توفير الاحتياجات الأساسية للتوعية والوقاية ومستلزمات مكافحة الأوبئة الفتاكة، بحسب تعبيره.
 
تراكم النفايات
 
لم يعد خافيا ما آلت اليه مدينة تعز من واقع خدماتي متردي وانتشار الأمراض والأوبئة ، بل أصبح الوضع مأساويا للغاية بسبب تراكم النفايات بصورة غير مسبوقة وقد كادت تغرق بالنفايات .
 
والمتتبع لمشهد النظافة في مدينة تعز يلاحظ العجز الظاهر في صندوق النظافة والتحسين في المدينة التي يوجد فيها آلاف مؤلفة من عمال النظافة المسجلين على كادرها ولكن الذين يعملون في الشوارع سوى القلة، فقد تضاعفت كميات النفايات في المدينة وأصبحت مستعصية على الحل وتراكمت وتحولت إلى أكوام من النفايات وترتع فيها الحشرات الزاحفة والطائرة بشكل مخيف.
 
 ويسير الوضع في مدينة تعز من سيء إلى أسوأ في ظل التقاعس الذي يظهره صندوق النظافة والتحسين في إيجاد مخرج من تلك الحالة ،فالأمور المتعلقة بالنظافة العامة تحولت إلى معضلة مضى عليها ما يقارب عامين من دون أية بوادر للتحسن، وتحولت مدينة تعز إلى مدينة غارقة بالنفايات، نتيجة غزو القمامة لأحيائها وشوارعها .
 
من المسؤول
 
ورغم قيام عدة حملات نظافة سابقة من قبل منظمة مرسي كور بالتعاون مع صندوق النظافة والتحسين ،  ومؤسسة شراكة للتنمية الاجتماعية، إلا أن جميعها كانت مؤقتة بزمن معين انتهت مدتها خلال فترات محدودة، وسرعان ما عادت القمامة للانتشار والتكوم من جديد في الأحياء والشوارع.
 
وقال سكان محليون في مدينة تعز لـ"الموقع بوست" إنهم يعانون من أعراض ارتفاع في درجة الحرارة وقيء وإسهال وذلك بسبب تراكم النفايات وعدم الاهتمام بنظافة المدينة، مؤكدين أن الوضع أصبح مأساة حقيقية جراء انتشار وباء حمى الضنك ولا أحد يقدر مدى خطورتها، بينما المسؤولون والسلطة المحلية يستخفون بالوضع وكأنه لم يكن هناك شيء .
 
وبات مشهد القمامة في شوارع مدينة تعز مألوفاً لدى المواطنين، الأمر الذي جعلهم يتساءلون: أين المسؤولون عن ذلك وأين دورهم وإلى متى يكتفون بالفرجة ويقفون مكتوفي الأيدي، أين هي مساعيهم الحقيقية، ولماذا لا يوجد أي نتيجة إلى اليوم؟ هل ينتظرون إلى أن تحل كارثة بيئية ويموت سكان مدينة تعز بوباء حمى الضنك وأمراض أخرى سارية يصعب السيطرة عليها .


التعليقات