رغم التوجيهات الرئاسية.. دائرة استهداف المواطنين الشماليين في عدن في اتساع
- عدن ــ خاص السبت, 03 أغسطس, 2019 - 10:34 مساءً
رغم التوجيهات الرئاسية.. دائرة استهداف المواطنين الشماليين في عدن في اتساع

[ أحد شوارع عدن بعد تهجير مواطنين شماليين ]

ما تزال أصداء حادثة استهداف مُعسكر الجلاء بالبريقة، والتي راح ضحيتها نحو 36 قتيلاً، بينهم القيادي الأبرز في قوات الحزام الأمني منير اليافعي أبو اليمامة، قائمةً حتى اليوم، حيث تُنفذ قوات الحزام الأمني حملات ترحيل واحتجاز للمواطنين المنتمين للمحافظات الشمالية، ولليوم الثالث على التوالي.

 

حملات الترحيل والإجراءات التسعفية الموجهة ضد المواطنين الشماليين، تركزت في مديريتي المنصورة والشيخ عثمان، وأجزاءٍ بسيطة من مديرية دارسعد، شمالي عدن، بينما شهدت مديرية خورمكسر حوادث محدودة تم خلالها احتجاز عشرات المواطنين الشماليين، بينما سادت حالة من الهدوء باقي أرجاء المديريات.

 

وجاءت إجراءات قوات الحزام الأمني التابعة لدولة الإمارات رداً على ما شهده مُعسكر الجلاء من استهداف، والذي تبنته ميلشيا الحوثيين الانقلابية.

 

وبحسب لقاءات ميدانية متفرقة، أجراها "الموقع بوست" في مديريتي المنصورة والشيخ عثمان، فقد تركزت إجراءات قوات الحزام الأمني التعسفية في شوارع المنصورة التالية: شارع السجن المركزي ومحيطه، خط 90، شارع الكثيري، محيط جولة السفينة، حيث تم إغلاق محال مفروشات يملكها مواطنون شماليون، في حين تبقت المحال التي يملكها المواطنون الجنوبيون، كما تم ترحيل عمال البناء الذين يفترشون الجولات والشوارع الرئيسية بالمنصورة.

 

ووفق اللقاءات، فإن ما جرى من ترحيل واعتداءات كان أشبه ما يكون بالإجراءات الفوضوية، كونها لم تستهدف كل الشماليين ومحالهم، وإنما في نطاق محدود وفي الشوارع الرئيسية، فيما لم يتم الوصول للشوارع الفرعية والأحياء السكنية.

 

وأكدت مصادر محلية تعرض المواطنين الشماليين للابتزاز والسلب من قبل عناصر الحزام الأمني، فمن تم ضبطهم وحجزهم أُخذت هواتفهم ومقتنياتهم الشخصية، كما تم الاعتداء عليهم بأعقاب البنادق، والتلفظ عليهم بألفاظ نابية، وحشرهم في شاحنات نقل غير صالحة للنقل الآدمي.

 

وفي مدينة ساحلية كالعاصمة المؤقتة عدن، حيث ترتفع درجة الحرارة لتصل إلى 40°، يصبح شرب المياه أمراً ضرورياً وبشكل متواصل مهماً لتفادي السقوط أرضاً بسبب الجفاف، وهو ما اتخذته قوات الحزام الأمني أسلوباً لامتهان كرامة المواطنين الشماليين وتعذيبهم، فبحسب اللقاءات التي أجراها "الموقع بوست" فقد تم وضع المحتجزين على متن الشاحنات ولفترات تصل لساعتين تحت حرارة الشمس دون تزويدهم بالمياه، وذلك قبل أن تبدأ عملية ترحيلهم لنقاط متقدمة بعد محافظة لحج والمُحاذية لمحافظة تعز.

 

منطقة الدرين الصناعية، في مديرية المنصورة، تمت مداهمتها صباح اليوم السبت، وترحيل ما يربو عن 100 عامل ممن ينتمون للمحافظات الشمالية، والذين يعملون في الورش الصناعية المختلفة (خشب، ألمنيوم، حديد، سمكرة سيارات).

 

(ن.ق.م)، أحد مسؤولي الورش بمنطقة الدرين، تحدث "للموقع بوست" عما جرى لزملائه من مداهمة عند السابعة من صباح اليوم السبت، حيث استطاع هو الفرار بينما قُبض على الباقين، والذين أُخذت هواتفهم وما يملكون من نقود، بحجة أن هذه النقود هي لأجل دفع أجرة سائق الشاحنة.

 

ووصف ما تم بعمل العصابات، فعناصر الحزام الأمني الذين داهموا الورشة لم يكونوا يريدون ترحيل العاملين فحسب، بقدر ما كانوا يبحثون عن هواتف العمال ومقتنياتهم الخاصة لأجل سلبها.

 

منع للدخول

 

وعمدت قوات الحزام الأمني التابعة لدولة الإمارات إلى منع دخول المواطنين المنتمين للمحافظات الشمالية إلى محافظات إقليم عدن، وتحديداً محافظة عدن، حيث شددت على إجراءات تفتيش الهويات، وإنزال كل من يملك هوية صادرة من المحافظات الشمالية.

 

ولم تتوقف إجراءات قوات الحزام الأمني عند حد منع المواطنين وإنزالهم من على متن الباصات، بل واتجهت لوقف حركة شاحنات النقل الثقيل، وذلك في خط يافع والذي تتخذه شاحنات النقل الثقيل بديلاً عن طريق الضالع المُغلق بسبب التوترات العسكرية هناك.

 

وتسببت هذه الإجراءات بخسائر مادية فادحة، جراء تأخر البضائع، فضلاً عن فوات رحلات الطيران عن المسافرين، الذين قدموا من المحافظات الشمالية لأجل السفر عبر مطار عدن الدولي.

 

وكان رئيس الجمهورية قد وجه أمس الجمعة، في اتصال مع نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أحمد الميسري، ومحافظ عدن أحمد سالمين، بوقف أي ممارسات خارجة عن النظام والقانون ضد المواطنين من أي محافظة كانوا.

 

وأعقب توجيه الرئيس، صدور مذكرة من وزارة الداخلية، موجهة لإدارة أمن عدن، بوقف أي حملات أو تصرفات مناوئة لأبناء المحافظات الشمالية، وإيقاف من يقوم بها وبشكل فوري.

 

إلا أن تلك المذكرات والتوجيهات لم تجد لها أي أصداء على أرض الواقع، حيث تتوسع دائرة استهداف المواطنين الشماليين، والاعتداء على أملاكهم وابتزازهم ونهب ممتلكاتهم.


التعليقات