التحاق الحضارم باتفاق الرياض.. مناورة متأخرة مدفوعة باستحقاقات عديدة (تقرير)
- حضرموت - خاص الإثنين, 04 نوفمبر, 2019 - 08:07 مساءً
التحاق الحضارم باتفاق الرياض.. مناورة متأخرة مدفوعة باستحقاقات عديدة (تقرير)

[ اجتماع لقيادات ومكونات حضرمية في الرياض ]

يعمل الحضارم منذ أكتوبر/تشرين الأول المنصرم على إحداث حراك على المستوى الشعبي والرسمي لإعلان موقف من اتفاق الرياض المزمع تنفيذه غدا الثلاثاء، اعتبره بعض المراقبين مطالبة بتجاوز التبعية التي وضعت أبناء حضرموت في خانة التهميش  سواء في عام 1967 أو الوحدة الاندماجية في 1990.

 

وقال مؤتمر حضرموت الجامع في وقت سابق إن أي ترتيبات تخص القضايا الوطنية وخاصة الجنوبية وحضرموت تعتبر إحدى ركائزها لا يشارك فيها مؤتمر حضرموت فإنها لا تعنيه ولا تمثله وسيكون له موقف منها.

 

وفي رسالة بعثها رئيس مؤتمر حضرموت الجامع الشيخ عمر بن حبريش إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي، حملت موضوع حوار جدة الخاص بترتيبات المرحلة الانتقالية.

 

والأسبوع الماضي حملت طائرتان سعوديتان عددا من شخصيات وقيادات المكونات السياسية والاجتماعية بحضرموت إلى العاصمة السعودية الرياض.

 

وشهد اليومان الماضيان لقاءات مكثفة لتلك القيادات التي من بينها مستشار رئيس الجمهورية المهندس حيدر العطاس ومحافظ حضرموت اللواء الركن فرج البحسني ونائب رئيس مجلس النواب المهندس محسن باصرة.

 

توحيد الصف اليمني

 

وفي السياق قال عضو مجلس الشورى والقيادي البارز في حزب الإصلاح، صلاح باتيس، إن إيفاد عدد من القيادات الحضرمية يأتي في إطار حرص الأشقاء بالسعودية على توحيد الصف وجمع كلمة اليمنيين بقيادة الرئيس هادي لمواجهة المشروع الإيراني وإسقاط الانقلاب الحوثي.

 

وأضاف باتيس في حديثه لـ"الموقع بوست " أن إشراك القيادات الحضرمية في اتفاق الرياض يأتي ضمن استعادة الدولة وبناء اليمن الاتحادي وفق مخرجات الحوار الوطني الشامل والمرجعيات الثلاث، لكي يتعاون الجميع لبناء مستقبل أفضل للشعب اليمني على أسس الشراكة والعدالة والحكم الرشيد.

 

رسالة مبطنة

 

وفي السياق اعتبر المحلل السياسي رياض باسلامة أن الدعوة  لم توجَّه لتلك الشخصيات بصفتهم الشخصية بل وجّهت للمكونات الحضرمية العاملة في الساحة الحضرمية -من غير الأحزاب المُعترف بها- كالحراك الثوري الجنوبي والائتلاف الوطني وحلف قبائل حضرموت و مؤتمر حضرموت الجامع والعُصبة الحضرمية ومرجعية قبائل حضرموت بالوادي والصحراء وهم في الأساس لا يمثّلون أنفسهم شخصيّا.

 

وأضاف باسلامة في حديثه لـ"الموقع بوست " أن "مكانة حضرموت التاريخية والاقتصادية لا تسمح بتهميشها في أي اتفاق أو تسوية سياسية قادمة وإن كان الحضور صوريّاً أو "شاهد ماشفاش حاجة" -كما يراه البعض- إلا أن حضرموت حتماً ستنال نصيبها من الكعكة وإن كان لا يتناسب مع حجمها".

 

وتوقع باسلامة أن تكون دعوة تلك المكونات هي رسالة مبطَّنة من مؤسسة الرئاسة والحكومة للمجلس الانتقالي بأنهم ليسوا الممثل الشرعي والوحيد لتمثيل الجنوب وإن كانت الاتفاقية معهم فهي ليست إلا لحل الخلاف القائم بيننا وبينهم في مناطق النزاع وإن هناك قوى تنافسهم في التمثيل وتستحق نصيبها من المناصب.

 

ولفت باسلامة إلى أن إشراك تلك القوى في حضور حفل التوقيع جاءت بعد تصريح البعض منها بأن ذلك الاتفاق لا يعنيها فجاء الرد سريعا خشية معارضتهم وكسباً لوِدّهم بل وتحميلهم جزءا من المسئولية الأخلاقية على الأقل.

 

واستطرد "كأنَّ الداعي يقول لهم: وإن لم تكونوا طرفا رئيسيا في الاتفاق فأنتم شهودا على ما تم الاتفاق عليه ويمكن الرجوع إليكم عند الاختلاف في التنفيذ وهذا شيء مؤكّد، فصيغة الاتفاق عائمة ومفخَّخة وحمّالة أوجه وسيُختَلَف عليها من اليوم الثاني لتوقيع الاتفاق".

 

محور الاستقرار والثروة

 

في حين اعتبر مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية أن حضرموت تمثل شرق اليمن، والثروة الكامنة وثقافة الدولة الراسخة في المنطقة. وقال المصدر لـ"الموقع بوست" إن حضرموت هي مركز محور الاستقرار في اليمن وتشكل دائرة يصل نصف قطرها أكثر من 400 كم، هي شبوة مأرب الجوف المهرة سقطرى.

 

وأشار إلى أن المصالح الاقتصادية والخطة الإستراتيجية في الجيوسياسية الخليجية مستقبلا تضع سواحل المحيط الهندي من بئر علي إلى رأس فرتك في بؤرة اهتمامها.

 

حراك ثقافي

 

وفي إطار الحراك الحضرمي نظمت ديوانية سيئون الثقافية ندوة حول مستقبل حضرموت قدمها الباحث الأكاديمي الدكتور عبد الله سعيد باحاج.

 

وتطرق باحاج في الندوة التي حضرها نخبة من السياسيين والمثقفين، إلى مكانة حضرموت التاريخية ودورها الريادي في نشر رسالة الإسلام في جنوب شرق آسيا وأفريقيا.

 

واستعرض المحاضر التاريخ العريق للحضارم في مجالات التجارة والفكر والأدب والدعوة والفقه في البلدان التي استقروا بها، ففي إندونيسيا وسنغافورا وماليزيا وغيرها من جزر شرق آسيا عشرات المؤلفات وعشرات الصحف وعشرات المعارك الفكرية التي ألفها وأصدرها وخاضها الحضارم.


التعليقات