القيادي الاشتراكي محمد علي أحمد: صالح أشهر مسدسه في وجهي عشية الوحدة والأحمر احتوى الموقف
- خاص الثلاثاء, 17 ديسمبر, 2019 - 09:11 مساءً
القيادي الاشتراكي محمد علي أحمد: صالح أشهر مسدسه في وجهي عشية الوحدة والأحمر احتوى الموقف

[ محمد علي أحمد يكشف تفاصيل لقائه مع صالح عشية الوحدة ]

كشف القيادي في الحزب الاشتراكي اليمني محمد علي أحمد حقائق جديدة حول اللحظات الأخيرة قبل الاحتفال بالوحدة، واشتراط رفاقهم في الحزب مغادرتهم صنعاء لتنفيذ اتفاق الوحدة الموقع بين الرئيس الشمالي علي عبد الله صالح والرئيس الجنوبي علي سالم البيض، في العام 1990.

 

وتحدث محمد علي أحمد -في رسالة بعثها للصحفي شفيع العبد- عن معلومات تنشر لأول مرة حول اللحظات التي سبقت قيام الوحدة اليمنية بين شطري اليمن الشمال والجنوب، وكذلك اشتراطات قيادات في الاشتراكي ضد رفاقهم بالحزب بين ما يعرف بـ"الطغمة" و"الزمرة" مغادرة صنعاء.

 

وكان الصحفي شفيع العبد قد قارن -في صفحته على فيسبوك- اشتراطات ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، بإخراج الوزيرين الجنوبيين صالح الجبواني وأحمد الميسري باشتراطات الحزب الاشتراكي بإخراج خصومهم الذين كانوا يعرفون بـ”الزمرة" من صنعاء واليمن ككل كشرط أساسي لتوقيع اتفاقية الوحدة.

 

وتابع أحمد "ما تم قبل الوحدة بهدف طردنا من صنعاء بناءً على طلب السلطة بما تسمى "الطغمة" حينها ونحن "الزمرة" وهي من مصطلحات الانقلابات بين الكتل السياسية للحزب الاشتراكي في الماضي مع الأسف، كل ما حدث صراع بين الأخوة في الحزب وهزم جزء منه سمي بمصطلحات سياسية كما يحلو للمنتصر".

 

وأردف "لقد دعانا علي عبد الله صالح للقاء قبل سفره إلى عدن بيوم واحد من إعلان الوحدة (أحمد مساعد حسين وعبد ربه منصور هادي ومحمد علي أحمد) وطرح علينا الخروج من الوطن، وكان اللقاء بحضور الأخ علي محسن الأحمر، وشرح لنا ما تم في مجلس النواب من قرارات، وقال لنا: أنا مسافر إلى عدن اليوم وأنا جهزت لكم التذاكر وحق الإقامة وإذا عندكم أي مشاكل من أجل جماعاتكم من الحراسات بحلها لكم وأنتم ستغادرون صنعاء الآن إلى أي دولة وسنرتب أوضاعكم في سفاراتنا، وذلك بسبب اشتراط سلطات الجنوب خروجكم".

 

وقال "كانت هذه شروطهم من أجل نوحد الوطن ونحن المجموعة المذكورة على قيد الحياة".

 

وأردف "أثناء حديث صالح، كان تركيزه علي شخصياً حيث كنت أجلس جواره مباشرة على الكنبة، بينما كان الأخوة أحمد مساعد حسين وعبد ربه منصور هادي يجلسان على يساري على كرسيين منفردين، يقابلهما الأخ علي محسن الأحمر منفرداً على الجهة اليمنى، حيث كان اللقاء في قاعة الاستقبال الطويلة في مقر القيادة العامة للقوات المسلحة التي كان صالح يستقبل فيها السفراء ويؤدي فيها الوزراء اليمين الدستورية، وكان يتواجد في القاعة على بعد منا الأخ عبد العزيز عبد الغني رحمه الله يجلس وحيداً".

 

واستدرك أحمد بالقول "توجيه صالح حديثه لي شخصياً يعني أن أصحابي أحمد مساعد وهادي كأنهم قد اطلعوا على مضامين الموضوع قبلي ولم يتبق إلا أنا ليطلعني على ما يريد".

 

ومضى القيادي في الاشتراكي بالقول "بعد انتهاء صالح من الحديث، باشرته بالقول: أنت أخرجت علي ناصر قبل ستة أشهر ونحن تواطأنا معك في ذلك، وتريدنا أن نخرج من الوطن في عيده وغايته، لذا من المستحيل أن نغادر ونحن الذين حققنا الوحدة ودفعنا الدم في سبيلها 13 ألف شهيد في 13 يناير 1968، ‪ لقد ضحينا بأفضل الرجال من أجلها، وتريد اليوم أنت وعلي سالم البيض أن نخرج من اليمن، وأنت وهو ترفعون العلم بالكرفتات، ونحن الذين دفعنا الثمن نخرج مطرودين من الوطن، فهذا هو المستحيل بعينه، ولن نخرج من صنعاء إلا أشلاء ولن نخرج كما تريدون".

 

يقول محمد علي أحمد "عند ذلك قفز علي عبد الله صالح من جواري خطوتين إلى الأمام في القاعة بصورة عدوانية وهو واضع يده على جراب مسدسه، ووجه لي عبارة قال فيها: أنا علي عبد الله صالح ولست مثل علي ناصر ولا علي سالم البيض تهددهم".

 

يضيف "بدوري وقفت من مكاني عندما نهض هو ولم يكن لدي سلاح، وكأنه يخوفني بتهديده وسلاحه، وكنت متهيأ للإمساك به في حالة إقدامه على إخراج مسدسه، كوننا كنا قريبين من بعض وكنا متواجهين بقلوب سوداء ومستعدين لبعض، وقلت له رافعاً يدي أمامه: وأنا لست مثل عبد العزيز عبد الغني ولا العرشي تهددهم، أنا محمد علي أحمد".

 

يواصل أحمد سرد ما حصل بالقول "كانت لحظات في غاية الخطورة فقدنا فيها التوازن، ولو كان معي سلاح لتطور الأمر، لكن الأخ علي محسن الأحمر رجل شجاع، قفز من مكانه ليجلس بيننا، وأرغمه على الجلوس معاتبا له بالقول: هؤلاء ضيوفك وبلا سلاح ومن العيب عليك ما فعلت، وأعاده إلى الكرسي وعدنا لإكمال الحديث، وعلي عبد الله يقول: ماذا أقول لهم وهذا يوم عظيم ما بيدخلوا صنعاء وأنتم فيها".

 

يشرح محمد على أحمد ما حدث بالقول "كان صالح يمسك بيده دفتر ورق لون غلافه أزرق، سحبته منه بغضب، وقلت له قول لهم هذا الرد هو ردنا على طلبهم إخراجنا من صنعاء، وكتبت له الأسماء مبتدأً بقائدهم: علي سالم البيض، حيدر العطاس، فضل محسن عبد الله، سالم صالح محمد، محسن عبد الله الشرجبي، سعيد صالح، صالح عبيد أحمد، باعتبارهم كجنوبيين، ومن الطرف الثاني (حوشي) ومنهم: جار الله عمر، الشامي، الهمزة، أحمد علي السلامي".

 

واستطرد "وبعدها قلت لصالح، إذا هم يريدوننا نخرج، هذه شروطنا نحن إخراج هؤلاء أيضا من جهتهم، وأنا موقع عليها وحدي، رغم أن رفاقي لم يتحدثوا بشيء، وكأنهم موافقين مسبقاً، الله يعلم بما في القلوب".

 

واستدرك "الجدل والنقاش كان بيني وبينه وقلت له قل لهم وأنتم يريدون منكم هذا الشرط بالمثل، وقلت له: إذا تريد تتخلص منا ومنهم طلعنا طائرة واحدة وفجرها، نحن لا يمكن نخرج من صنعاء".

 

يقول أحمد "بعدها نظر علي عبد الله صالح لعلي محسن، وقال أنا بكلف علي محسن يجلس معكم بعد بهذه المهمة وتعاملوا معه"، مضيفا "هذا ما تم أثناء اللقاء وهي شهادة لله لمن ماتوا، والبقية مازالوا أحياء أحمد مساعد وعبد ربه منصور وعلي محسن صالح".

 

وذكر "بعد خروجنا من القيادة العامة عدنا إلى بيوتنا، وتولى علي محسن المهمة ووزع جماعتي في اليوم الثاني منهم عليوة وأحمد مساعد وباجميل وعلي الأحمدي ومعهم ناصر العولقي وزير الزراعة، أرسلهم صعدة، وهادي أرسله حجة، وأحمد عبد الله الحسني في الحديدة أسكنه هناك ولم يحضر إلى صنعاء".

 

وتابع "أنا استدعاني علي محسن بعد توزيعه المجموعة كلا على حدة، وهو ما زال حياً يرزق، وطرح علي فكرة الخروج من صنعاء إلى أي محافظة أخرى، حتى يمر هذا اليوم ويلبي شرط جماعة عدن، فقلت له هم يدخلون صنعاء وأنا بدخل عدن ما دام نحن موحدين"، فرد الأحمر لي "صعب خيارك هذا، هل في خيار ثاني، قلت له يدخلون صنعاء وأنا بدخل مكيراس لودر أمشعة قريتي، فقال صعب هل فيه خيار ثالث قلت له يدخلون صنعاء، وأنا سأجلس في بيتي وإذا أنتم خائفون نتحرك، هات لي من حراستك معي وأنا أعطيك من حراستي مثلهم عندك إذا عندكم شك أن نعمل شيئا مخلا بالأمن. قال لا ممكن تجلس في البيت وما تخرج حتى لا تسبب لي إحراج مع الرئيس. قلت له وجب ابشر ووافقت على ذلك. وهذا كلامي ومن أحكي عنه على قيد الحياة ممكن يقول رأيه في ذلك".

 

يواصل محمد علي أحمد سرد الذي حدث قائلا: "بعد الغداء من يوم الوحدة عندما رفعنا الأعلام على سطوح المباني، وفي الساعة 12 يوم 22 مايو/ أيار 1990، اتصلت بعلي ناصر وهنأته بيوم الوحدة، وقلت له أنت أولى من يستحق التهنئة بهذا اليوم العظيم، هذا اليوم غايتنا، باعتبارك صاحب الفضل لهذه الوحدة، أهنئك وأهنئ شعبنا الجبار يحيا اليمن الموحد".

 

وقال "لكنهم للأسف شوهوا الوحدة بسلوك قادتها وممارساتهم ضد الشعب وأفقدوه الغاية بسبب سلوك الأفراد، وبعد الغداء ذهبت إلى بيت محمد سليمان ناصر وخزنا (تعاطيا نبتة القات) مع بعض، وكنا نتفرج على السير من عدن إلى دخول صنعاء والمهرجان وكلمات الترحيب وكلمة البيض العاطفية مكررا عبارة الوحدة إلى الأبد ثلاث مرات".

 

وأوضح أن هذه هي الحقيقة والحاضرون ما زالوا أحياء، وإن شاء الله لم يخني التعبير، وأعطيك تفاصيل المبلغ المدفوع من علي محسن الذي دفعه له علي عبد الله صالح مع التذاكر هو مئة ألف دولار حق الإقامة عندما نقبل السفر للخارج الهند أو أي وطن آخر نختاره وكيف تم التوزيع بين خمسة أفراد بما فينا المحاسب لعلي محسن أعطيته عشره آلاف دولار منها. هذا ليس بيع لعلي ناصر وربما عنده معلومات أخرى هو مسؤول عنها وإنما المئة ألف دولار كما قال لي علي محسن صالح الأحمر مصاريف سفر عند القبول به وهذه براءة ذمة للإخوان الذين استلموا من 30 ألف دولار حسب ما نشره الإعلام في المواقع، أعوذ بالله من ذلك هذه كرامة وشرف وتاريخ ويكتب بأمانة لمن هم مسؤولون عما يقولون وبعيدا عن المناكفات والتشهير. وممكن التأكد من علي محسن صالح الذي استدعاني إلى بيته بعد انتهاء الحفل وتوزعوا جماعة الزمرة في الفنادق والشقق يوم 22 مايو 1990".

 

يقول "اتصل علي محسن للبيت معتقداً وجودي هناك ولكن العكس كان غير ذلك قالوا له الحراسة سوف نشعره وبعدها اتصلوا بي وأبلغوني اتصال محسن. رجعت اتصلت به وقال وينك؟ فقلت له أنا بخمر، فاستغرب وكان منزعجا من ذلك، فقال لي إذا يدك بالماء فلا تجف إلا عندي، قلت له ابشر يا سيد القوم. فتحركت من عند محمد سليمان إلى عنده لكونهم متجاورين في السكن، وما هي إلا دقائق وأنا دخلت عليه، استغرب وقال لي كيف قطعت المسافة بهذه السرعة، قلت له الله معنا وحليف لنا، وبعد جلوسنا قلت له إنني كنت عند محمد سليمان. وشرح لي ما كان يفعل ويكذب على علي عبد الله صالح بتقارير الموقف للعمليات إنني في الحديدة من أجل أن لا يغضب عليه، وقال الحمد لله الأمور مشت كما نحن نريدها، والآن هذه التذاكر حقكم للسفر، مزقهن بنفسه ورماهن في كيس القمامة، وقال لي هذه مئة ألف دولار لك شلها من عند المحاسب تستحقها تكريما لمواقفك والله أنا معجب كثيرا بمواقفك".

 

وقال "بدوري شكرته ورجعت إلى بيتي ووزعت المبلغ بيننا بالتساوي أنا وأحمد مساعد وهادي وأحمد عبد الله الحسني وعبد الله عليوة و10 آلاف دولار مع المحاسب، ورفعت له كشفا باستلامهم، فقال أنا أعطيتك إياها لك وليس للتوزيع وقلت له أنا عملت كذا والمال بيكمل وهذا كان باسم المجموعة لو نجحت الخطة، فالمال لله والكرامة والشرف باقيين".

 

وختم محمد علي أحمد رسالته قائلا "هذه هي قصة قضيتنا قبل الوحدة وللأمانة وشهادة لله".


التعليقات