"الموقع بوست" ينشر النص الكامل لفيلم "موت على الحدود"
- متابعة خاصة الإثنين, 23 مارس, 2020 - 12:41 صباحاً

[ نص فيلم الموت على الحدود ]

قد تعتقدون أن هذه المشاهد مألوفة من الحرب في اليمن.. ولكن الحقيقة.. أن هذه الجبهات ليست في أي منطقة يمنية على الإطلاق!

وإنما هي على حدود المملكة العربية السعودية من جهة اليمن

والسؤال.. لماذا نشاهد مقاتلين يمنيين وبهذه الأعمار على أراض سعودية؟

كيف حُشدت هذه المجاميع وماهي خفايا وأسرار هذا الملف؟

 

علي الهجرة

 

زيد كان كل شيء والله ما عصيش أمر لي

جاء إلى هنا نتيجة ظروف الحاجة وانه كان خطب

يستغلوا الحاجة عند الناس نتيجة الحرب وارتفاع الغلاء الفاحش

 

لا تمثل قصة زيد حالة استثنائية وسط الكثير من الحالات التي وثقناها في هذا الفيلم.

زيد الذي قضى في جبهة البقع على الحدود السعودية اليمنية وهو لايتعدى السابعة عشر من عمره.. كثيرون مثله لم يعودوا من هناك ليرووا لنا قصتهم

 

 لكننا التقينا بعض الذين عادوا

 

حذيفة

 

أصبحت أخاف، نتيجة لما حصل معي بالجبهة. فكنت أنام ثم أصحو، أشتم وأصرخ..

حتى (وصل الأمر) إلى أن أدخلوني غرفة

وأغلقوا الباب بقفل

وأبقى بلا نوم حتى الصباح.

فأضحى الليل عندي نهارا والنهار عندي ليلا.

عندما رجعت إلى اليمن تعالجت (من هذا الأمر)

 

 في يوم من الأيام خرجت في الليل أجري وأطلق الرصاص على أناس أتخيلهم أمامي، ناسياً (الواقع)، كأني تخيلت الواقع الذي كنت أعيشه في الحدود.

 

في هذه المشاهد الحصرية نرى آثار القصف على مدينة الربوع السعودية والمفارقة هنا أنك لن تجد جيشا سعوديا فالمشهد يجمع مقاتلين يمنين يتصارعون على الحدود.

 

تشكل جبهة الحدود جزءً من مشهدٍ كبير فقد تدخل التحالف في اليمن بعد انقلاب الحوثيين على الشرعية لينطلق ما سمي حينها عاصفة الحزم بتاريخ الخامس والعشرين من مارس 2015.

 

حينها بدأت السعودية بحشد قوات عسكرية جديدة لتحصين شريطها الحدودي مع اليمن ضد هجمات الحوثيين، فقامت بتأسيس ألوية عسكرية تتوزع على جبهات عديدة .

 

في هذه الجبهات المشتعلة على الحدود يؤتى بمقاتلين من شتى مناطق اليمن وبطرق مختلفة.

 

في هذا التحقيق وبمساعدة فرق ميدانية، سنقوم بالكشف عن تفاصيل ما يحدث هناك بالصوت والصورة وعبر تسجيلات خاصة وحصرية تعرض لأول مرة

 

هنا في محافظة تعز، كما في مدن أخرى كثيرة، تتشارك الجدران والأعمدة حمل هذه الصور والتعازي لشبابٍ قُتِلوا في جبهات الحدود

 

العقيد/ سنان الحميري

 

ظاهرة تجنيد الشباب من محافظة تعز بدأت بعد عاصفة الحزم نتيجة ان الحوثيين بدأوا يهاجموا السعودية فهناك بدأ السعوديين يطلبوا شباب من أجل القتال في الحدود السعودية ولكن كترت في الأعوام الأخيرة بأعداد كبيرة جدا خاصة من أبناء محافظة تعز وإب.

 

 

بدأنا التحقيق بالبحث عن الخيط الأول في هذه القصة وهم السماسرة الذين يقومون بحشد المقاتلين وإقناعهم بالذهاب إلى الحد الجنوبي في المملكة العربية السعودية

حاولنا وبطرق متعددة الوصول لأحد السماسرة.   

 

مكالمة هاتفية بين حذيفة وأحد السماسرة

 

أخي، عندي أفراد في تعز يريدون الذهاب إلى الحدود هل تعرف مندوبا؟

-           كم عددهم؟

-             خمسة

-           هل تستطيع توصيلهم إلى الوديعة؟

-           بإمكاني التحدث مع شخص يوصلهم إلى هناك.

-           في الوديعة؟

-           نعم

-           وأنت هل تقوم بالتوصيل أم لا؟

-           أنا أقوم بالتوصيل ولكن ليس دائماً.

-           هل لديك رقم المندوب؟

-           سأنسق مع صاحب سيارة نقل يوصلهم

-           هل تعطوني مقابلاً ماليا لو جمعت لكم أفراداً من القرية؟

-           على طول (بالتأكيد)

-           والله؟

-           والله؟

 

بعد العديد من المحاولات المباشرة وغير المباشرة تمكنا من إقناع أحد السائقين الذين يقومون بنقل المقاتلين وافق على الحديث معنا لكنه اشترط علينا أن نخفي هويته.

 

أحد سائقي حافلات نقل المقاتلين

 

كنا في البداية ننقل دفعتين أسبوعيا

وبعدها أصبحت خمس دفعات في الشهر

الآن قل العدد

لأن الناس بدأوا يخافون من وجود متاجرة بالبشر في الحد السعودي .

في البداية كانوا يعطوننا 500 ريالٍ سعودي لكل واحد

لكن في عامي 2017 و2018 تراجع هذا المبلغ

 بعد أن صارت العملة بالريال اليمني.

يدفعون 20 ألفا مقابل الشخص الواحد ،

بعض المجندين كانوا يأتون وليس بحوزتهم مال،

فكنا نقوم بتوصيلهم بحسب الاتفاق مع إدارة اللواء،

 توصيل من عجز عن الدفع.

 

من هنا تبدأ رحلتنا نحو الحدود.. تنطلق الحافلات في وقت محدد يُتفق عليه مسبقا، وتبدأ طريقها خروجا من تعز نحو منفذ الوديعة،

 

اقرأ ايضا: "ألوية الموت".. تحقيق لـ"الموقع بوست" بشهادات ووثائق يكشف محارق الحدود في جبهات السعودية

 

منذ لحظةِ الانطلاقِ ستبقى عدسةُ الكاميرا قريبةً لتسجلَ لنا أبرزَ محطاتِ الرحلةِ حتى الوصول إلى منفذ الوديعة الحدودي لنوثق بعدها ما يجرب على الأراضي السعودية.

 

غالبا يسلك السائقون طرقا آمنة ولكنها بعيدة، كالمرور عبر عدن مرورا بأبين وشبوة ثم عتق، حيث يستغرق هذا الطريق يومين كاملين للوصول أخيرا الى الوديعة حيث المنفذ..

 

في هذه المنطقة من الصحراء اليمنية قرب المنفذ، تتجمع عادة كل الوفود القادمة من مختلف المدن اليمنية، حيث يتم إحصاء الواصلين وأخذ بطاقات الهوية الشخصية للبدء بعملية التسجيل..

 

حذيفة

 

بالطبع كنا نتجمّع بالصحراء قبيل الوديعة

ثم ندخل المنفذ السعودي مباشرة.

وبعد دخول المنفذ، يقوم السعوديون بصفنا في طابور

عند الوصول، كل لواء يأتي ليغرينا للانضمام له،

فيقول أحدهم عندنا لك تأمين

والآخر يقول اعطيني بطاقتك وسأمنحك خمسة آلاف مقابل أجرة النقل

وبعضهم يأتي للواء الثالث، ويقول لنا عندنا كل سبل الراحة من "تخزين" وأكل وشرب. واحد آخر يقول صحيح إنك قد تتعرض للإهانة ولكن سترتاح معنا لأن هناك سعوديون باللواء، فيوفر لهم كل أشياء الأكل والشرب.

 

أحد سائقي حافلات نقل المقاتلين

 

-           (بالنسبة للسماسرة وأصحاب الباصات لايتواصلون مع السعوديين)

-           (التواصل مع مناديب الألوية)

-           (كل لواء يمتلك مندوبا أو مندوبين)

-           (وهم من يتفقون مع السماسرة)

-           نقوم بتوصيل عدد من المقاتلين

-           (ويدفعون مبلغا ماليا مقابل كل رأس)

-           ويدفعون مبلغا آخر لك

 

هنا توثق الكاميرا أحد المندوبين وهو يتحدث عبر هاتفه عن تفاصيل الحشد وجمع المقاتلين

 

نعم، استقطبوا لنا أناسا طائشين.

يقول أحدهم أريد أجراً على الفرد مبلغ كذا وكذا،

أي نحو إثنين مليون،

لأنه استقطب عدد 1185 شخصا.

ومن يصرح بهذا هو عبد الرحمن،

على أساس يفهمنا أنه من استقطب هؤلاء الناس.


التعليقات