العميد الذيفاني.. حياة حافلة بالنضال ورحيل مبكر (بروفايل)
- خاص الثلاثاء, 07 أبريل, 2020 - 05:25 مساءً
العميد الذيفاني.. حياة حافلة بالنضال ورحيل مبكر (بروفايل)

[ العميد محمد الذيفاني قائد اللواء 310 مدرع في مأرب ]

في العام 1979 كانت أسرة أحمد كامل الذيفاني القاطنة في منطقة ذيفان التابعة لمديرية ريدة وقبيلة عيال سريح في محافظة عمران، على موعد لاستقبال مولود جديد سمته محمد، نشأ وترعرع في كنف والده، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدرسة الإرشاد بمكتب ذيفان حتى أكمل دراسته الثانوية، ثم انتقل بعدها إلى الجامعة.

 

عاش محمد حياة بسيطة كأي أسرة يمنية تعمل في مجال الزراعة، وما كان يميز والده هو عمله كمأمون للعزلة "من يكتبون قواعد الأملاك". واصل محمد دراسته الجامعية إلى جانب مساعدته لوالده في الزراعة، وكان مترعرعا في كنف والده، ملتهما منه طرق الإصلاح بين الناس، ومساعدتهم ومشاركتهم في أتراحهم وأفراحهم قبل انخراطه في العمل الطلابي والسياسي بعد التحاقه بالجامعة.

 

تعليمه وحياته الاجتماعية

 

العميد محمد كامل الذيفاني أب لثمانية من الأبناء ثلاثة منهم ذكورا، التحق في قسم القرآن وعلومه بكلية التربية جامعة صنعاء في العام 1997، ثم انخرط في العمل الطلابي في الاتحاد العام لطلاب اليمن، مقدما خدماته لزملائه والملتحقين بكليته أثناء دراسته، تخرج الذيفاني من كلية التربية في العام 2002، ليتحق بالسلك التربوي كمربيا ومعلما تابعا لوزراة التربية والتعليم.

 

مرثية كتبها العميد عنتر الذيفاني بصفحته بالفيسبوك، رصدها "الموقع بوست"، رثا فيها العميد محمد كامل الذيفاني -وكان أستاذه في الابتدائية وما بعدها- بالقول: "مثل محمد كامل لا ينبغي إلا أن يكون شهيدًا، فمنذ صباه وهو المحب لدينه ووطنه، تفرست فيه صغيرا وصدقت فيه فراستي، نعم كان أحد طلابي بل وأنجبهم وأكثرهم نشاطا وتأثيرًا وحركة، لكن سرعان ما تحول الطالب إلى أستاذ ومعلم وفقيه لمعلمه، أما صدقه وإخلاصه فقد جعل منه قائدا فذا ومصلحا اجتماعيا وقائدا عسكريا لا يشق له غبار".

 

من مراسم التشييع

 

قرر الذيفاني في الانتخابات المحلية لعام 2006، خوض منافسة سياسية انتهت بفوزه كعضو في المجلس المحلي لمديرية ريدة، وعمل خلال فترته على خدمة المواطنين في عزلته ومتابعة مشاريع البنى التحتية لعزلته، وحل القضايا الاجتماعية، ومساعدة الحالات الإنسانية، وكل هذا كان متسقاً مع عمله التربوي والتعليمي.

 

واصل الذيفاني في العام 2013 مشواره العلمي والأكاديمي مسجلا في كلية التربية جامعة صنعاء لنيل درجة الماجستير، لكنه لم يكملها كما أكد ذلك الدكتور قائد المنتصر الذي كان يعمل في هيئة التدريس في الكلية قائلا: "كان محمد كامل الذيفاني من طلابي في الماجستير بكلية التربية صنعاء درس بهمة عالية وعزيمة لا تفتر رغم كثرة مشاغله، وأنهى تمهيدي الماجستير بتفوق، وكان طموحه أن يرى دولة النظام والقانون والعدالة والمساواة تحكم أبناء اليمن، غير أن الجائحة الحوثية الغاشمة كانت أسرع، فعلق دراسته وامتشق سلاحه دفاعا عن الجمهورية، ولم يتسن له إكمال طموحه ودراسته".

 

مرحلة تحول

 

كان العميد الذيفاني كغيره من أبناء الوطن الأحرار الذين ما إن سمعوا نداء الوطن إلا ولبوه، واضعين أرواحهم على أكفهم في سبيل حرية وكرامة اليمن وأرضه وعرضه، مشاركا في معارك القتال ضد جماعة الحوثي منذ الحروب الأولى، مواصلا نضاله في عمران إلى جانب العميد حميد القشيبي، القائد السابق للواء 310 مدرع، ثم انتقل إلى صنعاء، ومنها انتقل مع طلائع الأحرار إلى محافظة مأرب، حاضنة المقاومة الأولى في أوائل العام 2015، وملاذ من تبقى من أبناء المؤسسة العسكرية الحاملين هم الوطن.

 

 

عمل الذيفاني في محافظة مأرب كقائد للمقاومين من أبناء محافظة عمران ضد المشروع الحوثي منذ بدايات العام 2015، وشارك مع طلائعه في معارك استعادة الدولة والجمهورية إلى جانب إخوانهم في محافظة مأرب والمحافظات الأخرى، ومن هنا جاءت فكرة تأسيس اللواء 310 مدرع ليكن هو ورفاقه من أوائل المؤسسين له حيث تدرج في القيادة فتم تعيينه حينها ركن تدريب اللواء بداية العام 2016، واستمر في مهامه القتالية والتدريبية حتى تم تعيينه قائدا للّواء بداية فبراير من العام 2020.

 

حياة حافلة بالنضال

 

خاض العميد الذيفاني غمار المعارك الوطنية والقتالية في مواجهة جماعةالحوثي الانقلابية، منذ الحروب الأولى في صعدة، مرورا بعمران وصنعاء ومأرب والجوف، وهذا ما أكده بيان النعي من وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان، الذي جاء فيه: "لقد سطّر الفقيد تضحيات عظيمة وبطولات خالدة في مختلف المعارك التي يخوضها الشعب اليمني وقواته المسلحة ضد جماعة الحوثي خلال مراحل مختلفة، ووقف في مقدمة الصفوف إلى جانب رفاقه من قادة وأبطال اللواء 310 ومنتسبي قواتنا المسلحة في حروب صعدة وعمران وصولا إلى صنعاء والجوف ومأرب، وكان أحد القيادات العسكرية التي ساهمت بفاعلية في إعادة بناء المؤسسة العسكرية، وبرحيله خسر الوطن واحدا من أنبل وأصدق رجالاته الأوفياء المخلصين".

 

 

وجاء في البيان أن "الفقيد البطل خلّد تاريخا عريضا ناصعا من المواقف الثابتة والوفاء للقسم والشرف العسكري، وكان طوال مسيرته النضالية قائدا ومحاربا شجاعا ومثالا متميزا لقيم العسكرية والجندية والقيادة خلال المهام والمناصب التي شغلها وكلف بها".

 

وأضاف البيان أن "الفقيد العميد محمد الذيفاني كان شجاعا مقداما وقائدا وفيا مخلصا وصاحب مواقف صادقة في الولاء والوفاء الوطني، ووقف شامخا من وقت مبكر أمام مليشيات الحوثي الانقلابية والجماعات الإرهابية، وكان من أوائل الضباط الذين انحازوا للوطن ولبوا نداء الواجب ونذروا أنفسهم للدفاع عن الثورة والجمهورية والثوابت والمكتسبات الوطنية".

 

رحيل الكبار

 

وكما يرحل الكبار والمناضلون والقادة والعظماء دوماً، رحل عميدنا الذيفاني قائد اللواء 310 مدرع مقارعا للظلم ومواجها للإمامة الجديدة، مضحيا بروحه الطاهرة في سبيل الحرية والكرامة والجمهورية، مستلهما من ثوار سبتمبر، كعبد المغني والزبيري والسلال والنعمان، الشجاعة والإقدام، ومن القشيبي والشدادي والصبيحي والحوري والتويتي الثبات والصبر والشجاعة ومواصلة النضال.

 


التعليقات