قبائل البيضاء والحوثيون.. مرحلة فارقة في مسار الحرب
- العربي الجديد الخميس, 14 مايو, 2020 - 02:06 مساءً
قبائل البيضاء والحوثيون.. مرحلة فارقة في مسار الحرب

[ تستمر قبائل البيضاء ومراد في الاحتشاد (عبدالله القادري/ الأناضول) ]

على الرغم من فارق الإمكانات الهائل لصالح الحوثيين، وخذلان التحالف بقيادة السعودية لأبناء محافظة البيضاء اليمنية المناهضين للحوثيين، لدرجة تصنيف الرياض وأبوظبي لبعض أهم قياديي المحافظة في قوائم الإرهاب، مثل نائف القيسي وعبد الوهاب الحميقاني قبل أكثر من ثلاثة أعوام، ما زالت بعض مناطق المحافظة، ومنها قيفة وذي ناعم، متمنعة عن مقاتلي الحوثيين حتى اليوم. في منطقة آل عواض في مديرية ردمان التابعة لمحافظة البيضاء، أعلن الشيخ القبلي وعضو البرلمان اليمني ياسر العواضي، في 29 إبريل/ نيسان الماضي، ما يسمى قبلياً بـ"النَكَف"، أي استدعاء القبائل الأخرى للحرب معه بعدتها وعتادها، كعادة يمنية قائمة في مناطق القبائل. جاء ذلك بعد قتل حملة أمنية حوثية المواطنة جهاد الأصبحي. وقتل المرأة في اليمن أمر يجلب كل السوء والعار لفاعله، ويمنح أهالي المرأة كل الحق في ملاحقة الجاني، كمسألة تتعلق بالعرض والشرف، أكثر من تعلقها بالحق في الحياة أو بمرجعية قانونية. وقد أعلنت قبائل كثيرة الاستعداد للوقوف إلى جانب آل عواض وآل الأصبحي في مواجهة الجناة من الحوثيين، أو جماعة الحوثيين كلها إن لزم الأمر، في حال لم تقم الجماعة بتسليم القاتل لقبيلة الضحية من أسرة الأصبحي.

 

قوبلت هذه الدعوة باستنفار كبير من جماعة الحوثيين وشخصيات الصف الأول منها، بأخذها على محمل الجد، والاستعداد للمواجهة، بالتزامن مع الدعوات لحل القضية بالطرق الودية. إلا أن الجماعة قابلت تصلّب القبائل المحلية في موقفها المطالب بتسليم قتلة ابنتها بتصلب مماثل، إذ رفضت تسليم الجناة للقبيلة، وعرضت اللجوء للقضاء لحل المشكلة، مع مطالبتها قبيلة المرأة المقتولة بتسليم مطلوبين أمنيين قاموا بقتل ستة من عناصر الأمن بحسب رواية الجماعة، التي اتهمت أسرة جهاد الأصبحي بإيواء ومساعدة عناصر من تنظيم "القاعدة" اعتدوا على مقاتلين حوثيين. وسعى الحوثيون لفرض إرادتهم بلغة مغلّفة بالحق والقانون، مع إظهار الاستعداد لإنصاف الضحية، ولكن عبر أجهزة القضاء التابعة لهم، وبعيداً عن ضغط القبائل، الذي تم تفسيره على أنه خدمة للتحالف. وتم تخوين الشيخ العواضي الذي تصدر الموقف بالتشكيك في أنه يخدم التحالف وحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي بهذا التصرف، على الرغم من أنه في خطاباته المنشورة يحرص على إبداء الثقة بزعيم الحوثيين، ويطالبه بإنصاف القبيلة، وأيضاً ينفي أي ارتباط أو نوايا ارتباط مع التحالف أو هادي.

 

ياسر العواضي شخصية سياسية وقبلية رفيعة، وكان من المقربين للرئيس السابق علي عبد الله صالح حتى مقتله على يد الحوثيين في ديسمبر/ كانون الأول 2017. وعقد الرجل حينها صفقة غامضة مع الحوثيين تخلى فيها عن صالح ولم يقف في صف الحوثيين، أي أنه مارس نوعاً من الحياد الإيجابي أو البراغماتية، في وقت توقع كثيرون منه أن يقف إلى جانب صالح، لكنه اكتفى بنعيه ورفع صورته كتغريدة ثابتة في حسابه الشخصي على "تويتر" حتى الآن. وغادر صنعاء إلى قبيلته ومنطقته الأم في مديرية ردمان بمحافظة البيضاء بعد قتل صالح، ولا يزال يصف التحالف العربي، بقيادة السعودية، بـ"العدوان"، وهو التوصيف المعتمد من قبل الحوثيين. كما أن له علاقة مباشرة مع أبرز قيادات الجماعة، فما الذي دفعه لاتخاذ هذا الموقف المتسم بمغامرة مرتفعة المخاطر، وهو يعرف عن الحوثيين أنهم لا يتركون من يقوم بها على قيد الحياة، مهما أظهروا من مرونة في التعامل معه قبل التمكن منه؟

 

خلفية الصراع

 

قبل نحو قرن من الآن (1919 تحديداً)، تم استئناف تاريخ سابق من الصراع بين دولة الأئمة الزيديين شمال اليمن والكيانات المحلية في البيضاء، يعود إلى مطلع القرن السادس عشر، عندما قامت دولة الطاهريين بالتوسع من حاضنتها في رداع إحدى حواضر البيضاء، نحو صنعاء العاصمة التقليدية للدولة الزيدية، والسيطرة عليها وبسط نفوذ الطاهريين على مناطق حكم الأئمة التقليدية، لدرجة استعانة الإمام شرف الدين يومها بالمماليك لهزيمة الطاهريين، قبل أن يخضع اليمن لحكم الدولة العثمانية فترات متفاوتة حتى الحرب العالمية الأولى. اليوم يتعامل أغلب أبناء البيضاء وكثير من المناطق في اليمن مع جماعة الحوثيين باعتبارها امتداداً لحكم الأئمة الزيديين في جوهرها وممارساتها، واتكائها على نظرية الولاية التي تمنح سلالة معينة (آل البيت) حق الحكم كأمر إلهي. ولهذا يستدعي بعض اليمنيين الثارات التاريخية مع الأئمة لقتال الحوثيين اليوم.

 

بعد الحرب العالمية الأولى وتولي الإمام يحيى حميد الدين حكم شمال اليمن كوريث لمناطق السيطرة العثمانية، كانت البيضاء واقعة تحت نفوذ أسرتين قويتين، هما أسرة الرصاص كسلطان على بعض مناطق البيضاء، وأسرة الحميقاني كمنازع لآل الرصاص نفوذاً وقوة. ومع رجحان كفة القوة للحميقاني بعد اغتيالهم السلطان صالح بن أحمد الرصاص، لجأ أخوه حسين الرصاص إلى الإمام يحيى في صنعاء لنصرته على خصمه، وكانت تلك ثغرة نفذ منها الإمام يحيى إلى البيضاء، وإن لم تكن دون ثمن كبير ومؤلم للجانبين. فقد صمد الحميقاني ولقن جيش الإمام يحيى بقيادة عبد الله الوزير هزيمة قاسية، قبل أن يقوم الإمام بالحشد الموسع لقتال الحميقاني بجيش قبلي ضخم، قاده علي الشامي وخاض معركة شرسة ضد قبائل البيضاء، لا تزال أحداثها تروى حتى اليوم.

 

بعد هزيمة الحميقاني، لم تغادر جيوش الإمام البيضاء كما أمل الرصاص، وهذا جعل الرجل يشعر بفداحة الخطأ الذي اقترفه عند استعانته بالإمام يحيى، فقرر طي صفحة ثأره مع الحميقاني والتوحد معه لإخراج جيش الإمام من البيضاء، لكن ذلك انتهى من دون تحقيق انتصار لصالحهم، وكانت البيضاء آخر منطقة في شمال اليمن تخضع لحكم الإمام يحيى. واستمرت الانتفاضات ضد حكّام الإمام في المحافظة من قِبل الرصاص، ثم من قبل الدباغ، حتى عام 1940، ولم تذعن البيضاء للإمام إلا بعد قيام بريطانيا بالقبض على السلطان حسين الرصاص وابنه، وتسليمه للإمام الذي سجنه بصنعاء حتى قيام ثورة 26 سبتمبر/ أيلول 1962 التي أنهت حكم الأئمة شمال اليمن. وخلال حقبتي الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين عمد حكام الإمام في البيضاء إلى إذلال أبناء المحافظة، بفرض الجبايات الباهظة وإيداع كثير من الشباب في المعتقلات، تحت مسمى "رهائن"، ما عزّز النقمة الشعبية على نظام الأئمة.

 

القبائل وحروب الثورة

 

باعتبار البيضاء قبلياً امتداداً لقبيلة مراد، إحدى أقوى قبائل اليمن، والتي ينتمي إليها الشيخ علي ناصر القردعي، وحيث كان الإمام يودع المناهضين الأقوياء له في سجونه، فقد التقى الحميقاني والقردعي في سجونه، ورتبا، بمساعدة من أحد شيوخ قبيلة مراد (القبلي نمران)، عملية هروب شهيرة من سجن الإمام، ثم قاما لاحقاً بالاشتراك في مجموعة تزعمها القردعي باغتيال الإمام يحيى حميد الدين في فبراير/ شباط 1948. وبهذا كانت مراد كقبيلة في البيضاء ومأرب قد اشتركت في اغتيال الإمام يحيى، وهي ذاتها تشترك اليوم في المعركة ضد الحوثيين بمنطقة قانية، التي تقع جغرافياً بين مأرب والبيضاء، وقبلها الجوبة وجبل مراد في مأرب مطلع 2015. فالمحافظتان هما مصدر الخطر الأبرز وفق رؤية الحوثيين، كما بدا من شروطهم في الملحق الأمني لوثيقة السلم والشراكة الموقعة ليل 21 سبتمبر/ أيلول 2014، وهو التاريخ الذي فرضوا فيه سيطرتهم على صنعاء. حالياً يقود جبهة بيحان التي تشمل مناطق من شبوة (سيطرت قوات هادي عليها أواخر 2017) والبيضاء، اللواء مفرح بحيبح، وهو من قبيلة مراد من مأرب، بينما يقود جبهة قانية اللواء عبدربه الأصبحي، وهو من قبيلة مراد من البيضاء، وهو أيضاً من أسرة جهاد الأصبحي التي قتلت على يد الحملة الأمنية الحوثية أواخر إبريل، وأشعلت كل هذه التطورات في البيضاء اليوم.

 

صبيحة 26 سبتمبر/ أيلول 1962، تاريخ إعلان الجمهورية وإنهاء حكم الأئمة في شمال اليمن، كان أحمد سالم العواضي، والد الشيخ ياسر العواضي، معتقلاً في سجن الرادع في صنعاء، كرهينة لدى الإمام، الذي كان يقوم بأخذ أبناء زعماء القبائل رهائن لديه لضمان ولائهم وطاعتهم له. وفي اليوم نفسه كان السلطان حسين الرصاص لا يزال قابعاً في سجون الإمام منذ تسليمه إليه من قبل الإنكليز في عدن. من هذه الخلفية المباشرة خرج الرهينة أحمد سالم العواضي من قبضة الإمام بفضل ثورة 26 سبتمبر، ليصبح أحد أبرز المقاتلين في صف الجمهورية الوليدة يومها. وخرج حسين الرصاص من سجن الإمام نفسه بفضل الثورة نفسها ليصبح محافظاً للبيضاء، ويحشد أبناءها للقتال دفاعاً عن الجمهورية والثورة. وعندما كان المقاتلون الملكيون، بدعم سعودي مباشر، وبتخطيط وإشراف مرتزقة أميركيين وبريطانيين وفرنسيين، على وشك إسقاط العاصمة صنعاء، الواقعة رهن حصارهم منذ أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني 1967، فيما عرف بحصار السبعين، قاد الشيخ أحمد عبدربه العواضي، القادم من مديرية نعمان بمحافظة البيضاء، إلى جانب قوات الجيش النظامي، القوات الشعبية التي قدمت من البيضاء عبر الحديدة لفك الحصار عن صنعاء وترجيح كفة المقاتلين الجمهوريين، بل وإنقاذ الجمهورية والثورة، وقطع أي أمل لأسرة حميد الدين باستعادة حكمها لليمن، عندما نجح مع مقاتليه في 6 فبراير 1968 في كسر الحصار، وفتح طريق صنعاء الحديدة كشريان حياة للعاصمة المخنوقة. وتوزع المقاتلون عند فك الحصار على أربع فرق مختلفة، جميعها من رجال البيضاء، الأولى بقيادة أحمد سالم العواضي، والثانية بقيادة سالم الحميقاني، والثالثة بقيادة ضيف الله العواضي، والرابعة بقيادة محمد أحمد العواضي، كما روى المؤرخ محمد علي الشهاري.

 

كل هذا الإرث من الصراع المستمر لقرون، والمستند إلى خلفيات معقدة ومتشابكة، مذهبية ومناطقية وسياسية، بين مكونات المجتمع المحلي في البيضاء وسلطات صنعاء، من الأئمة الزيديين قبل ثورة 26 سبتمبر 1962، جعل أغلب سكان البيضاء اليوم ينظرون للحوثيين باعتبارهم غزاة، قادمين من شمال الشمال كامتداد لنظام الأئمة عقائدياً، ولغلبة القوة والسلاح والنفوذ التي مثلتها قبائل شمال الشمال التي كان يحشدها الأئمة لقتالهم أيضاً. لكن هذا لا يمثل كل التفسير لاندفاع الحوثيين باتجاه البيضاء، من أول يوم لهم في صنعاء، وليس كل التبرير لعدم رضوخ قبائل البيضاء للحوثيين حتى اليوم، على الرغم من كل الضحايا والخسائر الهائلة للطرفين وإن كانت غير مرئية الآن، لأن الإعلام المحلي والإقليمي لم يسلط الضوء عليها كما يجب، فهي مقاومة محلية ذوبت كل الفوارق والاختلافات السياسية والقبلية بينها، وسخرت مواردها الخاصة من دون انتظار دعم التحالف أو الحكومة، ومضت نحو مواجهة الحوثيين، قبل أن يكون هناك جيش وطني وقبل تدخّل التحالف بقيادة السعودية. ولذلك لم يكن هناك ما يجذب إعلاماً حربياً موجهاً في اليمن والإقليم إلى جبهة البيضاء بالقدر الذي يوازي أهميتها.

 

هناك سبب إضافي شديد الأهمية يقف وراء حرص كل طرف على السيطرة وبسط النفوذ في البيضاء، فهي محافظة مفصلية تشترك حدودها مع ثماني محافظات يمنية أخرى، هي شبوة وأبين ولحج والضالع من محافظات الجنوب، وإب وذمار ومأرب وصنعاء من محافظات الشمال. وبالتالي فهي مفتاح جغرافي لأغلب هذه المحافظات، ولا يمكن عسكرياً ولا إدارياً الوصول إلى هذه المحافظات بسهولة من دون المرور بالبيضاء، وهي اليوم الممر الرئيسي بين صنعاء وجبهات القتال في قانية، الواقعة بين البيضاء ومأرب، والوهبية في عمق البيضاء، ونعمان وناعط المحاذيتين لشبوة ومكيراس المحاذية لأبين، وأيضاً الزاهر المحاذية ليافع في محافظة لحج. وليس هناك طريق آخر يربط صنعاء بأغلب هذه الجبهات المفتوحة اليوم، أو التي كانت مفتوحة بالأمس القريب منها، بحكم وقوع الممرات الأخرى خارج سيطرتها.

 

حشود لا تتوقف

 

تستمر اليوم قبائل البيضاء ومراد في الاحتشاد لتلبية الدعوة القبلية للشيخ ياسر العواضي وأتباعه، ويستمر الحوثيون بحشد مقاتليهم في الجهة الأخرى، وعلى أعلى مستوى، فقد توجه محمد علي الحوثي، رئيس اللجنة الثورية للحوثيين سابقاً وعضو المجلس السياسي المقرب من زعيم الجماعة، إلى ذمار المحاذية للبيضاء جغرافياً، بينما توجه القيادي في الجماعة حنين قطينة إلى البيضاء للغرض نفسه، فيما يستقبل القيادي الآخر محمد البخيتي زعامات قبلية من البيضاء في صنعاء. كذلك، يجتمع شيوخ قبائل من البيضاء، يقفون إلى جانب الحوثيين، كماجد الذهب، لتحديد الموقف من قضية شديدة الحساسية، مناطقياً وقبلياً. ويستمر حسين العزي، نائب وزير الخارجية وعضو لجنة الوساطة بين الطرفين، بنشر مواقف حول القضية، مع ارتفاع حدة نبرته ضد العواضي وأنصاره يوماً عن يوم. وإذا نجح الحوثيون في شق صف القبيلة البيضانية فقد يحققون بعض التقدم وتُرجح الكفة لمصلحتهم، أما إذا لم ينجحوا، فإن خسائر الجماعة ستكون كبيرة، خصوصاً إذا استمرت القبائل، التي لبت دعوة العواضي، بالعمل منفردة ضد الحوثيين، مع تدبير مصادر تسليح وتمويل دائمة وكافية، من دون التورط مع قوات هادي أو التحالف السعودي بشكل يسلبها القرار والقدرة على العمل الميداني السليم.

 

ما عرفه اليمنيون من تجارب قبلية محلية في مواجهة الحوثيين، بعد سيطرتهم على صنعاء، في منطقة العود في إب، وعتمة في ذمار، وحجور في حجة، وما حدث معهم من خذلان التحالف الذي تركهم ضحايا للحوثيين بحكم فارق التسليح، يقدّم الخوف من مصير غير مرضٍ لقبائل البيضاء على الحماس لمواجهة قد تلقن الحوثيين درساً قاسياً. ولكن ما عرفه اليمنيون من تجربة قبيلة مراد مع الحوثيين في مأرب قبل تدخل التحالف عسكرياً، وقبل تشكيل جيش وطني، ومن دون دعم خارجي، بقدرتها على إيقاف تقدم الحوثيين ومن معهم من الجيش الموالي لصالح يومها نحو مدينة مأرب، يقدّم الحماس على الخوف.

 

قد تكون دعوة "النكف" القبلي لقتال الحوثيين في البيضاء، إن استمر الأخيرون برفض تسليم قتلة جهاد الأصبحي لقبيلتها، مقدمة لانكسار واسع للحوثيين، يؤدي على الأقل إلى تصفية وجودهم في أراضي إقليم سبأ، الذي يضم البيضاء ومأرب والجوف، وقد تكون مقدمة لورطة قاتلة تقع فيها قبائل مراد والبيضاء عموماً، في حال كان الاستعداد غير كافٍ لمواجهة الحوثيين، أو في حال تم تجميد جبهات القتال الأخرى مع الحوثيين، بشكل يمكنهم من حشد مقاتليهم إلى البيضاء كما يحدث غالباً عند فتح جبهة قتال جديدة مع الحوثيين، أو عند تدخل التحالف، بطريقته المعتادة، التي تمنح حلفاءه قدرة البقاء على قيد الحياة من دون القدرة على تحقيق تقدم أو انتصار يرجح كفتهم بوضوح، وقيامه بقصفهم إذا خالفوا سياسته المرسومة لمعاركهم. ففي هذه الحالة قد يستعيد الحوثيون أنفاسهم، ويرتبون صفوفهم ويجمعون إمكاناتهم مع معنويات النصر، لشن ضربة قاصمة، ليس على البيضاء فقط، وإنما على مأرب أيضاً، بشكل يجعل طريقهم سالكاً نحو محافظتي النفط والبحر، حضرموت وشبوة، إما لعمل عسكري حقيقي أو للتلويح به، كنقطة قوة على طاولة المفاوضات التي ستلي بالضرورة تطوراً بهذا الحجم إن حدث.


التعليقات