كسر الحظر الجوي.. ماذا يعني دخول السفير الإيراني إلى صنعاء سياسيا ولوجستيا؟
- خاص السبت, 17 أكتوبر, 2020 - 07:35 مساءً
كسر الحظر الجوي.. ماذا يعني دخول السفير الإيراني إلى صنعاء سياسيا ولوجستيا؟

[ وزير الخارجية الإيراني ]

أعلنت الخارجية الإيرانية، اليوم السبت، رسمياً عن وصول سفيرها الجديد إلى العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثيين المقربة من طهران.

 

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، إن السفير الإيراني الجديد، حسن إیرلو، وصل إلى عاصمة اليمن، دون التطرق إلى زمان وكيفية الوصول.

 

يأتي هذا الإعلان عقب ضجة إعلامية على تويتر أمس الجمعة تحدثت عن وصول السفير الجديد تزامنا مع وصول الدفعة الثانية من أسرى الحوثي المفرج عنهم ضمن صفقة تبادل رعتها الأمم المتحدة بالتعاون مع الصليب الأحمر الدولي شملت أكثر من 1000 أسير من الجانبين الحوثي والحكومي.

 

وأكد مصدران، أحدهما ملاحي، لوكالة "شينخوا" الصينية أن سفير طهران وصل الأربعاء الماضي إلى مطار صنعاء الدولي قادما من مسقط على متن طائرة عمانية، برفقة القيادي في الجماعة عبد الملك العجري.

مرشد إيران خلال استقبال وفد الحوثيين في طهران منتصف العام

وأثار خبر دخول الدبلوماسي الإيراني إلى اليمن موجة سخط وسط مؤيدي الحكومة اليمنية، كون المجال الجوي يسيطر عليه التحالف العربي الذي جاء لاستعادة الشرعية في بلادهم، واعتبروا ذلك اختراقا كبيرا.

 

صفقة عمانية حوثية

الصحفي اليمني "خليل العمري" اتهم مسقط مباشرة بالضلوع خلف العملية بالقول: "عُمان هي تاكسي أذرع ⁧‫إيران⁩ في اليمن الذي يقلهم إلى العالم ومن المرجح أن يكون "إيرلو" الذي أعلن عن وصوله إلى صنعاء قد دخل عبر البوابة الشرقية للبلاد".



 

 

وبالعودة إلى أنباء دخول السفير رسميا عبر مطار صنعاء، فقد استطاعت وساطة عمانية إيصال عدد من الجرحى الحوثيين الذين تلقوا العلاج خارج صنعاء ضمن الجسر الجوي الأممي الذي سيرته الصحة العالمية إلى اليمن.

 

لم يكن الجرحى لوحدهم، بل إنهم ليسوا طرفا مهما في الصفقة، فالمعنيون بالصفقة هم قيادات في الجماعة علقوا في العاصمة مسقط منذ أشهر عقب حضورهم مشاورات مع الحكومة اليمنية، ومنعهم التحالف من العودة.

 

لكن الصفقة كانت أكبر من ذلك، لتشمل إدخال السفير الإيراني، العدو الأول للتحالف، والسبب الرئيسي لتدخل السعودية في اليمن، كون جماعة الحوثيين تدين للأولى كليا.


 

ما علاقة أمريكا بالصفقة؟
 

الصفقة المثيرة للجدل استفادت منها الولايات المتحدة عبر الإفراج عن رهينتين أمريكيتين قيل إنهما كانا يعملان في المجال الإغاثي ضمن منظمات الأمم المتحدة.

 

الجانب الأمريكي حصل أيضا على رفات جندي من المارينز قتل قبل سنوات من قبل تنظيم القاعدة في محافظة البيضاء اليمنية.

 

جميعنا يتذكر عملية الإنزال الأمريكية في يكلأ بالبيضاء عام 2014 إبان الانقلاب الحوثي، والتي أدت إلى مقتل 14 مسلحا ينتمون للقاعدة وجندي أمريكي واحد عجزت قوات المارينز من سحب جثته، هذا إضافة إلى عدد من المدنيين الأبرياء.

 

في عملية استخباراتية بين جماعة الحوثي والقاعدة، تمكنت الأولى من معرفة المكان الذي دفن فيه التنظيم جثة الجندي، لأن ثمن جثته سيكون باهظا.


 

اختراق خطير

يرى إبراهيم جلال، وهو صحفي يمني مقيم في لندن، أن وصول سفير طهران إلى صنعاء يعد اختراقا وعملية استخباراتية نوعية نفذ عن طريق دولة شقيقة.

 

وأضاف الصحفي المختص في شؤون اليمن والخليج أن ذلك يمثل "ضربة لفيلم تحالف إعادة الشرعية والحكومة اليمنية، فطهران، التي أرسلت مئات المقاتلين والخبراء للحوثيين، استطاعت أخيرا كسر الحظر متعدد الأوجه على أعلى المستويات".


 

أما الصحفي شفيع العبد فقد كتب على تويتر أن تحالف دعم الشرعية اليمنية قال في مارس 2015 إنه جاء لاستعادة صنعاء من مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، لكن الأخيرة بعد ما يقارب 6 أعوام من الحرب تمكنت من إيصال سفيرها إلى صنعاء معززا مكرما.
 

هل يعلم التحالف؟

في حين لم يعلق التحالف العربي على الحادثة الخطيرة، يتساءل الجميع: هل يعلم بهذه الصفقة أم أن الشريك الأمريكي والوسيط العماني يتصرفون خارج إرادة التحالف الهش والمليء بالتناقضات واللؤم معا؟.

 

الصحفي السعودي سليمان العقيلي علق على الخبر قائلا: "سفير وخبراء إيرانييون كانوا ضمن الدفعة الحوثية العائدة إلى صنعاء مقابل إفراج عن الرهينتين الأمريكيتين"، وأضاف متذمرا: "تصوروا كم في الصفقات السرية من بيع وشراء"، في إشارة إلى عجز بلاده.


 


 

إذا كان التحالف يعلم فهي مصيبة، وإن كان لا يعلم فالمصيبة أعظم وأفظع. فدخول العدو الرئيسي بعلم التحالف يعني تراخيا وحيادا عن الهدف بعد سنوات من العبث والدمار. أما إن كان بلا علم فالحظر الشكلي الذي يفرضه جويا قد اخترق، أو أنه مخترق منذ زمن بشكل كبير دفق الأسلحة والخبراء للحوثيين، لكن دون كشف الستار.

 

أخيرا، الأمر خطير جدا، ونشر إيران للخبر يمثل ضربة للوسيط العماني خصوصا بهذه السرعة عقب ثلاثة أيام، والمرجح أنه تصرف فردي من طهران خلافا لما تم الاتفاق عليه والذي يستدعي التكتم بالتأكيد، والإعلان عنه يجب أن يتم بعد مدة طويلة لكي يلتبس الأمر في طريقة الدخول، ويجنب الوسيط مشقة الإحراج.


التعليقات