في ظل أجواء الحرب والنظرة القاصرة للمرأة..
سيدة أعمال تفتتح أول مقهى خاص بالنساء في مدينة مأرب
- رويترز الإثنين, 02 نوفمبر, 2020 - 04:52 مساءً
سيدة أعمال تفتتح أول مقهى خاص بالنساء في مدينة مأرب

عندما أدركت أم فراس أنه لا يوجد أماكن ترفيه للنساء في مدينتها باليمن قررت أن تتصرف بنفسها، ففتحت مقهى للإنترنت للنساء فقط على أمل تغيير المفاهيم السائدة في البلاد عن قيادة النساء للمشروعات.

 

وقالت وهي جالسة في المقهى الذي افتتحته في أبريل نيسان 2019 في مأرب بوسط اليمن "الفكرة جاءت من خلال حديث عفوي دار في محيط الأهل والعيلة على أنه ما في أماكن ترفيه وتسلية تخص المرأة، ما في أماكن تجتمع فيها النساء بكل أريحية، ما في أماكن تخص المجتمع النسائي بحيث يكون كل الكادر من الإدارة إلى أصغر موظفة بالمكان كادر نسائي".

 

وتعني النظرة السائدة في المنطقة لخروج المرأة للعمل أن البعض لن يتقبل مشروعها.

 

لكنها قالت "من الطبيعي أنه أي فكرة جديدة لابد أن يكون لها مؤيد ومعارض، كلمة "كافيه" بشكل عام قد تكون ارتبطت بأفكار ومعتقدات سيئة وذلك راجع للموروث الثقافي والمجتمعي لكلمة "كافيه" أيضاً راجع للطبيعة القبلية السائدة في المنطقة قد لا تسمح لمثل هذا النوع من المشاريع".

 

وفي هذا السياق كان اجتذاب الزبائن مسألة صعبة لكن خدمة الإنترنت القوية النادرة في اليمن أتت بثمارها مع الطالبات.

 

وتقول أم فراس "أصبحت أهداف فكرتنا تأخذ بعد أعمق ورؤية أعمق فاصبحنا نريد إبراز دور المرأة بالمجتمع من خلال المشاريع النسائية الخاصة".

 

وتأتي وداد طالبة الطب لتدرس في المقهى وتحبه لعدم وجود أماكن غيره للطالبات.

 

وتقول زبونة أخرى تدعى هاجر "طبعا بنجتمع هنا احنا الصاحبات كلنا بنخرج نغير جو من جو البيت بنكسر الروتين اليومي، بنجي نتصفح الانترنت بناخذ بعض المشروبات من المكان هذا، يعني بنعتبره ترفيه لأنفسنا بحكم انه ما فيش بمحافظة مأرب أي مكان ترفيهي للنساء فقط".

 

ومأرب منطقة غنية بالغاز الطبيعي في وسط اليمن، وازدهرت كمدينة تعج بالسكان مع بداية الحرب المستمرة منذ نحو ست سنوات إذ فر الناس إليها من مناطق القتال. وشكل ذلك ضغوطا على خدمات مثل الإنترنت لمواكبة الزيادة السكانية.

 

وإدارة الأعمال ليست بالأمر السهل في اليمن الذي دمرته الصراعات والأمراض والأزمة الاقتصادية الطاحنة.

 

واحتدم القتال في الفترة الأخيرة كذلك حول مأرب وهي من معاقل الحكومة المعترف بها دوليا في اليمن.

 

وتستورد أم فراس معظم أنواع المشروبات التي تقدمها من الخارج، محافظة على جودة ما تقدمه رغم التحديات التي تواجهها مع ارتفاع الأسعار وتذبذب سعر العملة اليمنية.

 

وقالت "أيضا بعد أن بدأنا عملنا، من خلال عملنا بدأنا نواجه صعوبة في الحفاظ على معايير الجودة في كل ما نقدمه خصوصا في ظل ما نواجهه الآن من ارتفاع بالأسعار وتغير مستمر في سعر صرف العملة".

 

لكنها رغم ذلك تطمح للتوسع وإقامة مكان ترفيه أكبر للنساء والأطفال.


التعليقات