اتهامات بالتخاذل والإرهاب.. تحريض سعودي يستهدف حزب الإصلاح ضمن حملة تستهدف الإخوان
- خاص الأحد, 15 نوفمبر, 2020 - 10:56 مساءً
اتهامات بالتخاذل والإرهاب.. تحريض سعودي يستهدف حزب الإصلاح ضمن حملة تستهدف الإخوان

[ محمد بن سلمان وما يسمى هيئة كبار العلماء بالمملكة ]

أشعل بيان لهيئة كبار العلماء السعودية هاجمت فيه جماعة الإخوان المسلمين ووصفتها بـ"التنظيم الإرهابي"، غضبا واسعا بين سياسيين وناشطين ومدافعين عن حقوق الإنسان في العالم العربي بما في ذلك اليمن، بعد أن كان الإخوان المسلمون من أبرز حلفاء المملكة على مدار عقود، تحولوا خلال سنوات قليلة ماضية إلى ألد خصومها السياسيين داخل وخارج البلاد.

 

والثلاثاء، أصدرت هيئة كبار العلماء السعودية بيانا قالت فيه إن "الإخوان جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام منحرفة تخرج على الحكام وتثير الفتن وتتستر بالدين وتمارس العنف والإرهاب".

 

ورأت أن "الإخوان لم يظهر منها عناية بالعقيدة الإسلامية، ولا بعلوم الكتاب والسنة، وإنما غايتها الوصول إلى الحكم ومن رحمها خرجت جماعات إرهابية".

 

وقال وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة عبد اللطيف آل الشيخ، الجمعة، إن جماعة الإخوان هم خوارج هذا الزمن والتبليغ عنهم لدى الجهات المسؤولة واجب شرعي.

 

وأصدر آل الشيخ بيانا إلى أئمة وخطباء المملكة لقراءته في خطبة الجمعة، بشأن التحذير من جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها جماعة إرهابية.

 

 

ورحبت إسرائيل، الأحد، ببيان هيئة كبار العلماء السعودية الذي وصف جماعة الإخوان المسلمين بـ"الإرهابية". وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية "يسعدنا نحن في إسرائيل أن نرى هذا المنهج المناهض لاستغلال الدين للتحريض والفتنة".

 

وبين حين وآخر تذكر الرياض أن هذه الجماعة التي تعد من أعرق التنظيمات السياسية والدعوية في العالم العربي "إرهابية"، وأنها "سبب وجود الإرهاب في العالم"، مع رفض الجماعة لهذه الاتهامات، خاصة أنها كانت مدعومة لعشرات السنين من السعودية وغيرها من دول الخليج.

 

فتح هذا الأمر تساؤلات عدة عن سبب إعادة السعودية لهذا الملف إلى الواجهة مجدداً، رغم عدم وجود أي نشاطات سياسية تذكر للجماعة داخل المملكة، وتوقف معظم نشاطاتها في الكثير من البلدان العربية نتيجة الانقلابات العسكرية التي دعمتها الرياض وأبوظبي وغيرها لوأد الثورات العربية المنادية بالديمقراطية بدعوى محاربة الإسلاميين

 

لم يكن جديداً تصنيف السعودية لجماعة الإخوان المسلمين على لائحة الإرهاب، إنما الجديد هو خروج بيان رسمي من قبل هيئة كبار العلماء في المملكة، ما يمثل "فتوى سياسية" أكثر من مجرد بيان، في ظل تغيرات محلية ودولية، مثل إعادة هيكلة الهيئة وتعيينات شاملة فيها، وخسارة الرئيس الأمريكي الداعم للنظام السعودي دونالد ترامب وفوز خصمه الديمقراطي جو بايدن بسباق الرئاسة.

 

وتداول نشطاء مقطع فيديو يتحدث فيه خطيب أحد المساجد بالسعودية، الجمعة الماضي، عن حزب الإصلاح، ويتهمه بالتراجع عن الحرب، والتآمر على التحالف والمملكة، في تحريض واضح وصريح على الحزب.

 

 

شوفو على تعبئة وعلى طرح وعلى كلام دنيء لا يليق بمنابر المساجد ولا كأن السعودية والإمارات هي من قتلت مئات الناس ودمرت البنية التحتية لليمن !! أيش الفرق بين السعودية البلد الحرام وبين مليشيا الحوثي كلاهما يجرم في حق شعب مسالم !! اشتي اشقدف لعلماء السعودية من شق ومن طرف واتذكر الدكتور سلمان العودة انه سعودي واتراجع

Posted by Hasan İsmail on Saturday, November 14, 2020

 

ولاقى بيان هيئة كبار العلماء بالسعودية استنكارا وغضبا بين أوساط اليمنيين، باعتبار حزب التجمع اليمني للإصلاح أحد أجنحة التنظيم في اليمن الذي أعلن الحزب مؤخرا عدم انتمائه للجماعة.

 

واعتبر ناشطون مهاجمة الإعلام السعودي لحزب الإصلاح، أحد أكبر الأحزاب السياسية في اليمن المؤيدة للتحالف العربي الذي تقوده الرياض في اليمن ضد جماعة الحوثي والذي تقيم قياداته في العاصمة السعودية، ابتزازا سياسيا.

 

وفي السياق اعتبر مراسل وكالة أسوشيتد برس في اليمن أحمد الحاج تعامل قيادة السعودية مع قيادات حزب الإصلاح والتحريض ضدهم  بتهم الإرهاب، وإن كان تحت مسمى "الاخوان المسلمين"، أسلوب وابتزاز رخيص.

 

 وقال: "مهما كانت درجه الخلافات مع قيادة الإصلاح، في الأخير هم من أبناء هذا الوطن، وكرامتهم من كرامة اليمنيين".


 

 

من جانبها قالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان إن السعودية الأم والأب الروحي للإرهاب وهي مصدره.

 

وأضافت كرمان: "إلى هيئة كبار المطبلين لابن سلمان وملمعي أحذيته: الإخوان في السعودية مكافحون في سبيل الحرية ونظام الطاغية بن سلمان قامع لحريات الجميع".

 

 

وتابعت: "الإخوان وغير الإخوان، تمتلئ سجونه بكل من قال"لا" بل وبكل من يتوقع أنه سيقول لا"، مشيرة إلى أنه بسقوط بن سلمان سيتنفس الجميع الحرية وذلك اليوم قادم لا ريب فيه. واستدركت "أما الإرهاب فالسعودية أمه وأبوه الروحي، اخترعته وصنعته كفكر وغذته وزاولته كممارسة".

 

من جهته قال الكاتب الصحفي عامر الدميني: "تلك هي السعودية، لا تفِ مع حلفائها، ولا تضع اعتبارا لأي طرف تحالف معها".

 

وأضاف: "بالأمس الرئيس السابق علي عبد الله صالح عدو واليوم تبكي عليه، وبالأمس حزب الإصلاح حليف واليوم تهاجمه، وبالأمس تدعم الشرعية واليوم تنقلب عليها".

 

 

تلك هي #السعودية. لاتفي مع حلفائها، ولاتضع اعتبارا لأي طرف تحالف معها. بالأمس صالح عدو واليوم تبكي عليه. وبالأمس الإصلاح...

Posted by ‎عامر الدميني‎ on Sunday, November 15, 2020

 

وتابع: "في كل محطة تجد قطيعا من اليمنيين يؤيدها، ويعمل وفق سياستها"، مردفا "جنت السعودية على اليمن قديما وحديثا".

 

ومن ضمن التحريض على حزب الإصلاح قال المحلل السياسي الإماراتي المقرب من بن زايد خلفان الكعبي: "دعونا نفكر بصوت عالي: هل حزب الإصلاح يعتبر جزءا من جماعة الإخوان وهل ينطبق عليه ما جاء في فتوى هيئة كبار العلماء؟".

 

 

في حين قال محمد بن المختار الشنقيطي، أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان بجامعة حمَد بن خليفة في قطر: "انهارت دفاعات السعودية بتسليم العراق لإيران، والغدر بالثورة المصرية، والتآمر على الثورة اليمينة، وخذلان الثورة السورية، وحصار قطر.. وانتهى الأمر بأنها تحاصرها إيران من ثلاث جهات، وهي منشغلة بالحرب على الإخوان".

 

 

كذلك الباحث اليمني عبد السلام محمد كتب قائلا: "في الوقت الذي تتصدى الدفاعات الجوية السعودية لصواريخ وطائرات مسيرة قادمة من عند الحوثيين المدعومين من إيران، كان خطباء الجمعة في المساجد السعودية يقرؤون تعميما حكوميا ضد الإخوان المسلمين ويذكرون حزب الإصلاح اليمني اسما لا تلميحا".

 

وأضاف: "عندما اتخذت الرياض قرارها ضد الإخوان في مصر اتخذ حزب الإصلاح اليمني قرارا على الأرض بدعم الشرعية اليمنية والتحالف مع السعودية ولا زال حليفا صادقا يذود أعضاؤه بدمائهم دفاعا عن وطنهم وعن المقدسات التي تحلم إيران بالوصول اليها".

 

واعتبر الباحث اليمني "قرار السعودية باعتبار الإخوان جماعة محظورة هو قرار سيادي لها، لكن تهيئة الشارع ضد الإصلاح اليمني يوحي وكأنه تمهيد لاتفاق مع الحوثيين والشراكة مع إيران والإمارات لمواجهة وإقصاء حزب الإصلاح من أي مكاسب سياسية بعد الحرب".

 

وتابع: "كانت معادلة الحرب من بدايتها إرهاق الحوثيين والإصلاح في حرب استنزاف طويلة، يمكن للتحالف خلالها تقسيم وتفكيك اليمن، ومن ثم إخضاع الحركة الحوثية المسلحة وتسليمها حكم مناطق الشمال المغلقة، بينما هناك حليف بني على عجل (الانتقالي) سيستلم المناطق المغلقة في الجنوب".

 

وأردف: "لا تحتمل اليمن ولا السعودية أن يتخلى أحدهما عن الآخر فبينهما حدود بأكثر من 1400كم، وانعدام الاستقرار لليمن يعني انعدام الاستقرار للمنطقة، بعكس الإمارات التي لا تربطها حدود باليمن وأخطاؤها ضد الدولة اليمنية لا تتضرر منها، لكنها ستراعي مشاعر إيران المهددة لها".


 

 

في الوقت الذي تتصدى الدفاعات الجوية السعودية لصواريخ وطائرات مسيرة قادمة من عند الحوثيين المدعومين من إيران؛ كان خطباء...

Posted by Abdulsalam Mohammed on Saturday, November 14, 2020

 

بدوره الكاتب الصحفي السعودي تركي الشلهوب استغرب من التحول في موقف الهيئة من جماعة الإخوان المسلمين، واستشهد الشلهوب في هذا الخصوص بفتوى سابقة صادرة عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء التابعة لهيئة كبار العلماء السعودية، تصنف فيها جماعة الإخوان المسلمين بأنها "أقرب الجماعات الإسلامية إلى الحق".

 

وعلق قائلا: "بالأمس كانت المملكة تتبع قول ابن باز رحمه الله بأن جماعة الإخوان المسلمين أقرب الجماعات الإسلامية إلى الحق"، واليوم هيئة كبار العلماء "جعلتهم إرهابيين وأهدرت دمهم".

 

ورد الشلهوب على ترحيب إسرائيل ببيان هيئة كبار العلماء الذي يعتبر الإخوان المسلمين إرهابيين، وقال: "هذه هي حقيقة مساعي محمد بن سلمان، يريد بأيّ شكل أن يحصل على شهادة حسن السلوك من كيان مجرم".

 

 

وأردف: "يُحارب ابن سلمان الإسلام بحجة الإخوان المسلمين، وينكِّل بالعلماء بحجة الصحوة، والآن سوف يصعد القمع ضد الدعاة والمشايخ بحجة "الإرهـاب".

 

 

الإعلامي صلاح بن عمر بابقي عرج إلى الهجوم الذي يتعرض له حزب الإصلاح من على المنابر بمساجد السعودية.

 

وقال: "هجوم على حزب الإصلاح اليمني من على منابر المساجد في السعودية، لا قيادات الحزب تعلق، ولا الأحزاب الأخرى ترفض الهجوم على رفيقها".

 

 

هجوم على حزب الإصلاح اليمني من على منابر المساجد في السعودية لا قيادات الحزب تعلق ، ولا الأحزاب الأخرى ترفض الهجوم على رفيقها .. ومن يهن يسهل الهوان عليه مالجرح بميت إيلام

Posted by ‎صلاح بن عمر بابقي‎ on Sunday, November 15, 2020

 

واختتم بابقي منشوره قائلا: "ومن يهن يسهل الهوان عليه، ما لجرح بميت إيلام".


التعليقات