"الأمريكي للعدالة" يدعو لتشكيل لجنة تحقيق دولية حول محرقة اللاجئين الأفارقة في صنعاء
- متابعة خاصة الاربعاء, 10 مارس, 2021 - 01:29 مساءً

أدان المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) الكارثة المروعة التي تعرض لها لاجئون أفارقة في مركز احتجاز تابع لجماعة الحوثي في مدينة صنعاء.

 

ونقل المركز في بيان له إفادات لناجين من الحريق استمع المركز إلى شهادتهم أن جماعة الحوثي تقوم باحتجاز أكثر من ألف لاجئ أفريقي في عنابر ضيقة داخل مبنى مصلحة الجوازات في صنعاء لا تتوفر فيه شروط الاحتجاز القانوني ويتم تكديسهم دون مراعاة لآدميتهم ودون توفير الحد الأدنى من ضمانات الغذاء والصحة البدنية والعقلية وقواعد السلامة.

 

وأضاف الشهود أن المئات من اللاجئين الأفارقة ومعظمهم مهاجرون أروميون مستضعفون قادمون من أثيوبيا -بعضهم يحمل وثيقة لجوء- تم اعتقالهم بشكل تعسفي دون مراعاة للبعد الإنساني واشتراطات المواثيق الدولية، وتتضمن سياسات الاحتجاز لدى جماعة الحوثي والإبقاء عليهم في بدروم ضيق داخل مبنى الجوازات لفترات طويلة وفي ظروف اعتقال غير إنسانية بالغة القسوة ولفترات حبس غير قانونية تجعل منهم معتقلين لا محتجزين ويغير وصف الحجز إلى معتقل، حيث يستمر اعتقال اللاجئين عدة أشهر نتيجة عجزهم عن دفع فدية -تعادل مئة إلى مئتي دولار أمريكي- لمشرفي المعتقل مقابل الإفراج عنهم، أو المشاركة في القتال ضمن صفوف جماعة الحوثي في استغلال لظروف الاعتقال السيئة تكشف عن سياسة جماعة الحوثي في وضعهم في ظروف اعتقال بالغة السوء لإقناعهم بأفضلية القتال لمن يعجز عن دفع الفدية.

 

وأفاد الشهود بأن خلافا حدث مع حراسة المعتقل عندما حاولوا إجبار الضحايا على فك الإضراب الذي نفذوه للمطالبة بالإفراج عنهم وتحسين ظروف الاعتقال تطور إلى أن قام أحد عناصر الحوثي بإلقاء قنبلة يدوية في أوساط المعتقلين أدت إلى اندلاع حريق ناتج عن الانفجار الذي تسبب في مقتل عدد منهم بعد اشتعال النيران في المكان وبينهم نساء وأطفال تفحمت جثثهم إلى جانب من قضوا في هذه الحادثة، وحتى هذه اللحظة لم تكشف جماعة الحوثي عن عدد الضحايا الحريق وأسبابه في تعتيم شديد على ما حدث.

 

وقال إن عددا من أقارب الناجين الذين تحدث معهم عبر الهاتف إن جماعة الحوثي قامت بمداهمة منازل أقارب وأصدقاء الناجين من المحرقة واعتقال عدد ممن فروا من المعتقل عقب اهتمام وسائل الإعلام بالحريق بوصفه جريمة متعمدة بقصد منعهم من الإدلاء بشهادتهم والتعتيم على الحادثة.

 

وعبر المركز عن فداحة الكارثة التي تعرض لها اللاجئون الأفارقة الإثيوبيون الذين ينتمون لأقلية الأرومو المضطهدة الذين انتهى بهم المطاف إلى عملية قتل جماعي بصورة بشعة.

 

وحمل المركز الأمريكي للعدالة جماعة الحوثي المسؤولية نتيجة الممارسات التعسفية تجاه المهاجرين من جماعات مستضعفة وفي سلوك يتنافى مع مبادئ الإنسانية رغم قانونية وضع العديد منهم ممن يحملون وثيقة لجوء، واحتجازهم في مكان غير مؤهل بأعداد كبيرة وتعريض حياتهم للخطر بسبب ظروف الاعتقال غير القانونية والتعامل معهم بعنف مفرط واستغلالهم بالخروج نظير فدية أو التجنيد الإجباري مما يشكل جرائم عديدة في نظر التشريعات المحلية وانتهاكات جسيمة تجرمها المواثيق الدولية، إضافة إلى التعتيم الرسمي على نتائج الحريق وعدد ضحاياه وأسبابه، وملاحقة الناجين منه في جريمة تتحمل مسؤوليتها جماعة الحوثي بالمقام الأول مع قصور كبير في عمل مفوضية اللاجئين المسؤولة عن ترتيب أوضاع اللاجئين.

 

واستنكر المركز الأمريكي للعدالة بشدة لما تعرض له هؤلاء اللاجئون، كما عبر عن أسفه كذلك وخيبة أمله من الموقف الدولي إزاء هذه الجريمة الكبيرة التي لم تلق أي إهتمام حتى هذه اللحظة.

 

ودعا المجتمع الدولي ومنظمة الهجرة الدولية ومفوضية شؤون اللاجئين وكافة المؤسسات الدولية ذات العلاقة إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية للوقوف على ما حدث ولكشف الملابسات التي أودت بحياة عدد كبير من اللاجئين الأفارقة ومحاسبة الجناة .

 

كما دعا المركز الأمريكي للعدالة جماعة الحوثي إلى الكف عن ملاحقة اللاجئين واحترام آدميتهم وضمان تأمين حياتهم وسلامتهم وسرعة الإفراج عن المعتقلين، والكشف عن حقيقة ما تعرضوا له في الحادثة الأخيرة واحترام حقوق اللاجئين وفقا لمبادئ الإنسانية ونصوص المواثيق والمعاهدات الدولية.


التعليقات