كشفت قناة "روسيا اليوم"، عن تفاصيل المحادثات بين ممثلين عن جماعة الحوثي، والحكومة السعودية، والتي بدأت قبل أشهر، وتوجت أمس الإثنين، بلقاء تم في السعودية، لأول مرة، بين وفد الحوثي، ووفد سعودي، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب.
وأوضحت القناة، أن الوفد الذي انطلق أمس من صعدة إلى جنوب السعودية، بموكب ضخم من سيارات الدفع الرباعي، حمل معه جندي سعودي أسرته الجماعة، بالإضافة إلى جثث 30 جنديا سعوديا، قتلوا خلال المواجهات على الشريط الحدودي، في بادرة لحسن النوايا من قبل الحوثيين، بحسب "روسيا اليوم".
ونقلت القناة، عن قيادات كبرى مقربة من الحوثيين، أن اللقاء الأخير بين وفد الحوثيين، ومسؤولين سعوديين، "جاء تتويجا، لجلسات سرية، عقدت في مسقط وفي العاصمة الأردنية عمان، بين ممثلين عن الحوثيين وآخرين عن الحكومة السعودية بإشراف أوروبي".
وأوضحت القيادات أن تلك اللقاءات، تركزت على موضوع تأمين الحدود، مقابل وقف الغارات وقبول الحوثيين بشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، والانخراط في تشكيل حكومة وحدة وطنية، تستكمل الاستفتاء على الدستور، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، بعد تعديل ما يعترض عليه الحوثيون وحزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وكشفت القناة، عن رسالة سرية، موجهة من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، للشؤون السياسية، جيفري فيلتمان، أوضح فيها أن السعودية دخلت في مفاوضات سرية مباشرة مع الحوثيين، وأنها وافقت مؤخرا على استئنافها في العاصمة الأردنية.
وأوضحت بأن الرسالة المسربة، تعود إلى منتصف فبراير الماضي، وتشير إلى أن ولد الشيخ أحمد التقى وزير الدولة السعودي مساعد العبيان، الذي يوصف بأنه صندوق أسرار الملك سلمان، وشخصا ثانيا يدعى أبا علي، ويعتقد أنه من جهاز الاستخبارات السعودية، وأنه أبلغ الرجلين بـ"استعداد الحوثيين لاستئناف المفاوضات السرية المباشرة مع ممثلي الرياض"، وأنهما "رحبا بهذا التقدم المحرَز، وأعربا عن التزامهما المضي قدما في هذا المسار"، رغم أنهما أبديا بعض الملاحظات.
وأشارت الرسالة الموجهة من المبعوث الأممي إلى مساعد المسؤول الأممي فيلتمان، إلى أن المسؤولَين السعوديين رأَيا أنه "في ضوء التقدم، التي تحرزه قوات التحالف ميدانيا باتجاه صنعاء، فإن من مصلحة الحوثيين اغتنام الفرصة، والتفاوض بحسن نية، باعتبار أنهم في موقف ضعيف ميدانيا، وأن خياراتهم بدأت تضيق".
وأوضحت الرسالة، بأن المسؤولين الأمميين رفضا فكرة رفع مستوى تمثيل المملكة في هذه المفاوضات في الوقت الراهن، كما طالب بذلك المتحدث باسم "أنصار الله/الحوثيين" محمد عبد السلام، مؤكدين أن "الشخصين، اللذين مثلا الرياض في الجولة السرية السابقة، هما من نفس مستوى محمد عبد السلام".
وذكرت الرسالة أن المسؤولَين السعوديين وافقا على مقترح الحوثيين بعقد المفاوضات في عمان بعد أن خيرهما الحوثيون بين الأردن والمغرب، وأن هذه المفاوضات السرية يمكن أن تعقد في غضون أسبوع، إذا ما وافقت الأطراف على ذلك.
ودعت القناة، إلى عدم الافراد في التفاؤل باقتراب انتهاء الحرب، لافتة إلى أن موقف حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يرأسه علي عبد الله صالح، حليف الحوثيين، وأيض موقف حزب الإصلاح، لا يزالا غامضين، حتى الآن من هذه المحادثات الحوثية السعودية.