الروائية فكرية شحرة في حوار مع "الموقع بوست": أكتب حين يمتلئ جوفي بالأحداث المؤسفة والدامية في وطننا
- حاورها: صلاح الواسعي الخميس, 22 أبريل, 2021 - 02:06 مساءً
الروائية فكرية شحرة في حوار مع

[ الكاتبة والروائية اليمنية فكرية شحرة ]

فكرية شحرة كاتبة وروائية يمنية مشهورة لها الكثير من المؤلفات في المجال الأدبي ومقالات دورية في الشأن السياسي.

 

من مؤلفاتها رواية "صاحب الابتسامة" صادرة في جزأين وهي ملحمة أدبية "تحتشد لوحات قاتمة رسمتها الحرب في اليمن ضحاياها أطفال أبرياء ونساء ضعيفات تحت خط الجوع والموت".

 

تقف الروائية شحرة موقف الضد من مفهوم حيادية الكاتب عن القضايا السياسية لبلده، فالكاتب بمفهومها هو "جزء من هذا الوطن وعليه واجب نحوه، وإذا لم يحرك إبداعه ألم بلده فمتى سيكتب ومتى سينصر قضيته؟".

 

لها العديد من الروايات والمؤلفات الأدبية منها: صاحب الابتسامة، عبير أنثى، نصف روح، قلب حاف، ومجموعة قصصية بعنوان "غيبوبة"، ومؤخرا صدر لها "الثجة" وهي رواية تحكي واقعا اجتماعيا وسياسيا مؤلما يخنق اليمن كله. تسرد واقع يتسيده السلاليون بخرافاتهم ومعتقداتهم بالحق الإلهي بالسلطة والحكم وادعاء تفوقهم العرقي على سائر الناس بما يعكسه ذلك الواقع المُر من معاناة يروح ضحيتها المجتمع كله والمرأة اليمنية على وجه الخصوص.

 

ولأن الكاتبة أحد الشخصيات الأدبية المؤثرة في اليمن حرصتُ من خلال محاور قليلة أن أقتطع جزءا من وقتها المزدحم لترد عليها بأجوبة مختصرة وجميلة.

 

نص الحوار:

 

* ماذا تعني لكِ التجارب التالية: الرحل حميد شحرة، ومجلة نوافذ؟

 

** حميد شحرة -رحمة الله عليه- ليس أخي فقط بل معلمي وصديقي وسندي الذي غاب في أول العمر.

 

مجلة نوافذ هي أول مجلة تنشر فيها قصصي القصيرة باسم مستعار هو "فدوى" حيث كان يمنع من قبل الأسرة الكتابة باسمي.

 

* ثورة الربيع العربي في اليمن كيف أثرت على تحديد ميولك الكتابية؟

 

** ثورة الـ11 من فبراير لم تكن ثورة شعب فقط بل مثلت لي ثورة شخصية أيضا فقد كانت انطلاقة نحو الكتابة الصحفية بقوة عوضا عن الكتابات المتقطعة قبلها، فخلال الثورة كنت أكتب في ثلاث صحف أسبوعية بشكل منتظم وكانت أحداث البلد هي محور كتاباتي، واستطعت الكتابة في الوضع وفي الأدب فهما حالتان لا تنفصلان.

 

* ذات مرة قلتِ إنك لم تجدي نفسك في المجال السياسي غير أن لكِ مقالات أسبوعية تنشر في المواقع هل ثمة ما يجبر الكاتب الأدبي على الكتابة بالشأن السياسي؟

 

** لا شيء يجبر الكاتب سوى شعوره بالمسؤولية في توعية الناس وقول رأيه في ما يحدث في بلده، فأنا ضد فكرة الكاتب المنفصل عن أحداث وطنه خاصة إذا شهد الوطن وضعا كالذي نعيشه.

 

* نلاحظ مؤخرا غزارة الإنتاج الأدبي في البلاد لكن أرى أن هناك ميلا نحو الرواية على حساب القصة والأقصوصة والشعر، هل توافقيني في هذه النظرة؟

 

** لا أستطيع تقييم الوضع بهذه الصورة لأن هذا يعد أمرا صعبا في حال أني لم أطلع على كل الإنتاج الأدبي الحاصل في الساحة اليمنية.

 

 

لكنني أعتقد أن هناك توزانا في كتابة الرواية والقصة القصيرة بل وغزارة ملفتة في الإنتاج الأدبي رغم سوء الوضع وانصراف الناس عن قراءة الأدب أكثر من ذي قبل.

 

* في رواية "صاحب الابتسامة" استوقفتني عبارة "لا تكتب وأنت تنزف وجعا، ستلطخ الحروف البريئة بالألم"، وتذكرت مقولات لكتاب آخرين يقولون إن الكتابة هي نزيف ونوع من التخفيف عن الألم، نريد أن نحسم الجدل هنا، متى نكتب وكيف؟

 

** لا توجد طقوس معينة أنا أكتب حين يمتلئ جوفي بكل هذه الأحداث المؤسفة والدامية في وطننا، كما أن معاناة اليمنيين اليومية حافز لكتابة كل هذا الوجع.

 

أجدني أكتب كتنفيس أولا وكنوع من الرفض لما يحدث وأحيانا كبكاء صامت.

 

* البيئة المحافظة التي نشأتِ فيها والمجتمع الذي يفرض قيودا على حرية المرأة، كيف أثر على طبيعة إنتاجك الادبي؟

 

** الوضع الذي تعيشه المرأة في بلدنا معروف ويحتاج إلى إصرار كي يصل المرء لما يريد ولو كان هذا الذي يريده هو الكتابة فقط.

 

بالتأكيد كان لبيئتنا أثر في تأخر انطلاقتي ككاتبة مراعاة للظروف المفروضة ولعل هذا يجعلني أشعر دائما أني ممتلئة بالكلام الذي أرغب في كتابته وأنه فاتني الكثير من كل شيء.

 

* ما رأيك بموضوع حياد الكاتب عن قضايا بلاده وهل يحق للكاتبِ والأديب أن يدعي الحياد في قضايا بلاده؟

 

** كما قلت لك أنا ضد فكرة حياد الكاتب نحو قضايا بلده وما يجري فيه من أحداث مصيرية أو دامية.

 

الكاتب جزء من هذا الوطن وعليه واجب نحوه، وإذا لم يحرك إبداعه ألم بلده فمتى سيكتب ومتى سينصر قضيته.

 

* ما هي خلاصة تجربتك مع القراءة والكتابة، هل يمكن لنا الاستفادة منها؟ كتب معينة، نصائح بخصوص تقنية الكتابة والسرد الإبداعي؟

 

** دائما أقول لمن يسألني حول الكتابة إن هناك أمورا يجب أن تتوفر في الشخص كي يكتب وهي: أولا الموهبة أو الملكة، وثانيا القراءة والقراءة المكثفة، وثالثا الخيال الواسع الذي يجعل الكاتب يختلق عوالم في كتاباته، بالنسبة لي القراءة تأتي أولا وقبل كل شيء وقراءة كل شيء وليس الأدب فقط.

 

 

* في روايتك الأخيرة "الثجة" امرأة قروية تغني: "ألا يا ليت والله وربي ما خلق لي روح إلا حجر صم وسط السائلة مطروح"، وهو حال كل النساء القرويات وربما في المدن أيضا، هزتني العبارة، تساءلت: هذا واقع المرأة اليمنية في السلم فكيف يكون واقعها في الحرب؟

 

** كل ما سنقوله عن معاناة المرأة اليمنية في الحرب يعد تافها بجوار معاناتها الواقعية فالكلام كلام وهذا الواقع المزري المؤلم شيء آخر، فعلى عاتق المرأة يقع نصف شقاء الحرب فمعاناة المعيشة في جانب ومعاناة الفقد لقتلى الحرب من أبنائها أو زوجها أو أي قريب لها ومعاناة مصادرة الحرية والانتهاكات الحاصلة من سلطة الحوثيين.

 

* كيف تقرأين واقع الحركة الأدبية والثقافية في اليمن حاليا، هل تشهد تناميا أم تراجعا وانحدارا إلى الهاوية؟

 

** نلاحظ مؤخرا غزارة الإنتاج الأدبي وجودة الكثير من النصوص الملفتة على الأقل ما وصل ليدي منها في الرواية أو القصة أو الشعر وهذا الأمر جالب للفرح ووجه مشرق رغم الحرب وقسوة الوضع.

 

* رواية "صاحب الابتسامة" هل في العنوان إشارة للراحل حميد شحرة وكتابه "مصرع الابتسامة"؟

 

** نعم نوعا ما استمدت شخصية بطل روايتي من شخصية أخي حميد.


التعليقات