امتزجت اليوم أصوات تكبيرات النصر، مع أصوات نبضات قلوب أبناء تعز الذين صنعوا نصر مدينتهم بأيديهم، بعد معاناة استمرت أكثر من عشرة أشهر، مارس فيها الحوثيون جرائم عديدة، أشدها الحصار الخانق على تعز.
وحققت اليوم المقاومة الشعبية انتصارا كبيرا، سيطرت فيه على مناطق عدة، في الجبهة الغربية من المدينة، والتحمت المقاومة قبل دقائق مع قوات الجيش الوطني في جبهة الضباب، وكُسر الحصار عن المدينة.
وعقب الانتصارات التي حققتها المقاومة، خرج أبناء المدينة يجوبون الشوارع، وانطلقت مسيرة حاشدة إلى منطقة بير باشا غرب المدينة، التي كانت قبل ذل
وتفاعل المئات من النشطاء على مواقع الاجتماعي مع الأحدث الأبرز في المدينة.
دموع الفرح
الناشط فارس البنا وأحد أبناء مدينة تعز علق في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك:" كما تعبر (الدموع) عن مشاعر فياضة لا يحتملها الكلام.. يفعل (الصمت) أيضا ذلك" .
واستدرك:" هناك لحظات لعظم حجمها؛ يصبح تلخيصها أقرب إلى المستحيل".
أما الناشط الإعلامي تميم القحطاني فعلق:" أقسم بالله أننا لأول مرة أبكي دموع النصر، تعز هم خذلوها وهي نصرتهم".
والدكتور أشرف عبدالغني قال:" اليمن كلها توزعت ما بين باك من الفرح ورافع اكفه بالدعاء، وشاخص إلى الشاشات يتابع".
الدكتور أحمد فرحان كتب هو أيضا:" من منكم ذاق طعم دموع الفرح".
انتهى الخوف
من جهته وجه رسالته إلى أبناء تعز الناشط عبدالله الحرازي قائلا:" إلى أطفال تعز، إلى نساء تعز، انتهى الخوف يا أحبتي إلى الأبد إن شاء الله إلى الأبد".
وتابع:" أما أبطال تعز فأقبل الأرض من تحت أقدامكم الشريفة، مران بانتظاركم على أحر من الجمر، أما صنعاء فتزغرد الآن".
لا خوف على تعز
الكاتب محمود ياسين كتب:" تعز تمكنت من فك الحصار بقبضتها، وليس باتفاق أو انسحاب اختياري للحوثيين وصالح، لقد انهارت جبهتهم".
أما الكاتب نبيل البكيري فذكر:" لا خوف على تعز بعد اليوم، هزموا في تعز ومعهم كل سلاح الجيش والمليشيات، وتعز لا تملك حتى السكين، اليوم تعز تمتلك جيشا وطنيا منظما ومعها كل أحرار اليمن".
القيادي في ثورة فبراير محمد المقلبي قال:" تعز تحررت بتضحيات هؤلاء، من حاصر تعز عام كامل لا يمكن له الانسحاب إلا مهزوم".
واستنكر تقليل البعض من شأن ما حققته المقاومة، إذ ادعوا أن النصر حدث بسبب انسحاب المليشيا فعلق المقبلي:"عيب يا نخب المرض المزمن، تقللوا من تضحيات الأبطال".
الأهم من الانتصار
الأديب خالد الرويشان شارك أهل تعز فرحتهم:" تعز ..عِزّ اليمن وانعتاقه، تعز تشرق بالأمل، والاهم من الانتصار أن تحافظ عليه، إذا لم تضف إليه".
ويضيف:" أنت لا تمثل تعز فحسب .. بل تمثل اليمن والأمل والمستقبل، وسنة من الانتصارات والانكسارات كافية لأن تتعلم معنى الانتصار، وكيف تحافظ عليه، انتبه من الأغبياء المتربصين الذين لم يدخلوا معك معركة، تذكر أن معارك الميدان جزء من الحرب، وليس كل الحرب".
الأقدام العارية
الإعلامي سمير النمري تفاعل مع الحدث قائلا:" طرد المعتدي يستحق التضحية بالروح والمال، جاء الحوثي ليذيق أبناء تعز ويلات العذاب، فهب الشباب حفاة الأقدام ردعه".
مفارقة عجيبة
في الوقت الذي قال فيه أحد أبناء تعز الكاتب فيصل علي:" يجب تأمين منازل الحوثيين والمتحوثين المقاتلين منهم والمدنيين" وخاطب أفراد المقاومة:" لا تتركوا الناس يحاسبونهم القانون وحده الذي يفصل بيننا وبينهم لا المجتمع .. احرسوا بيوتهم امنوا نسائهم وأطفالهم والمدنيين منهم، لسنا من قريش ولن نفجر بيوت أحد ولن نسرق بيوت أحد .. نحن مقاومة والمقاومة حب والحب للوطن وللناس جميعا بلا استثناء، وأقدر مشاعركم وغضبكم يا أهلنا في تعز شهداء وجرحى وحصار وخوف وجوع ، كل هذا لن يحولنا من مظلومين إلى ظالمين نحن "يمنيون"".
ذكر أيضا الطبيب أحمد فرحان:" من العجائب أن من بين الجرحى الذين تم إسعافهم اليوم نكتشف جرحى حوثيين".
في الوقت ذاته كشف الكاتب عبدالعزيز المجيدي عن بشاعة عنصرية الحوثيين اليوم الذي تم دحرهم من مناطق عدة في المدينة، إذ كتب على صفحته بالفيس بوك:" صحفيون ينقلون روايات شهود عيان من أبناء الأحياء المحررة ، تؤكد أن الميليشيات أثناء فرارها ، قامت بإطلاق النار وقتل جميع من حاولوا الفرار معهم في الأطقم من المتحوثين، استبقت ذلك عبر الإعلام باتهام" الدواعش" بارتكاب مجاز بحق المدنيين، أثناء انسحابها بحجة أنهم متحوثين".
وأضاف:" كانوا يستخدمون المتحوثين أحذية فقط، وعندما كانت الميليشيات تهرب من المعركة، لم تفكر سوى بقتل المتحوثين كأشياء فائضة عن الحاجة لا تستحق الحياة، هكذا كان مصير الخونة عبر التاريخ أول من يتخلص منهم، مشتري خدماتهم".