[ نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي (ارشيف) ]
وصف وزير الخارجية عبد الملك المخلافي العلاقة بين صالح والحوثي بغرام الأفاعي الذي ينتهي بالكارثة.
وقال: إن أوضاعهم وفرصهم انتهت ومن ثم أقدموا على أساليب للاحتيال على السعودية والمجتمع الدولي، وأشار: ورغم ذلك نحن على استعداد لاستئناف المفاوضات التي قد يحدد المبعوث الأممي تاريخا لها قبل نهاية الشهر الجاري.
كما تحدث عن نتائج زيارته إلى موسكو وبروكسل، مشددا على أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يتمسك بتنفيذ القرار الدولي وبالمرجعية اليمنية والخليجية. وأكد أن تعز تنتصر وقد رفع الحصار عن مساحات كبيرة منها وشدد على أن اليمن لن يعود كما كان وسوف ينتصر على حكم صالح الذي امتد إلى 33 عاما.
و عن حجم التدخلات الإيرانية في اليمن قال المخلافي للشرق الاوسط ان ايران تقدم يوميا الدليل على تورطها ودعمها لجماعة الانقلاب بالمال والسلاح.
وكشف بأن الحكومة اليمنية قد تقدم شكوى إلى مجلس الأمن يلزم إيران وغيرها الالتزام بالقرار 2216 الذي يطالب بعدم تقديم الدعم والمساندة للأجنحة الانقلابية.
وتحدث عن تنسيق مع أعضاء وقيادات المؤتمر التي عزلت صالح والتي تسعى إلى إعادة بناء حزب المؤتمر من دون علي عبد الله صالح، واكد بأنهم يدعمون هذا الجانب ويشجعونهم على سرعة اتخاذ القرار.
وقال المخلافي ان تأخر النصر في تعز جاء بسبب تمسك صالح والحوثيين باستمرار المعارك لأنهم يعرفون أن معركة تعز هي الأساس، مضيفاً: لذلك أرسلوا عددا ضخما من ألويتهم وقواتهم لمحاصرتها لكنهم فشلوا، وبالنسبة لصنعاء هناك جهود كبيرة وقوات الحكومة تقترب من العاصمة والمعارك مستمرة.
وعن دخول وفد من مليشيا الحوثي للمملكة قال المخلافي انها ليست سوا محاولة من جماعة الحوثي للهروب من التزاماتهم التي وردت في القرارات والمرجعيات المتفق عليها وأي مفاوضات تجري معروف أطرافها والراعي الأممي.
واضاف: وبالتالي فإن صالح والحوثيين يقومون بعمليات احتيال على المجتمع الدولي ودول التحالف والأشقاء في السعودية يتمسكون بالمسار المتفق عليه دوليا وعربيا، وما حدث هو مجرد لقاء بين الإخوة في المملكة وبعض الشخصيات وتمت على الحدود حول المعونات والهدنة وتبادل الأسرى وضحايا إطلاق النار وهذا أمر نحن مطلعون عليه ونرحب به.
نص الحوار:
* على خلفية رصد التدخلات الإيرانية في الشأن العربي أعلنت إيران أنها سوف ترسل مستشارين عسكريين إلى اليمن هل هذا هو كل شيء أم ماذا؟
- للأسف كل يوم يأتي من إيران تجاوزات غير مسبوقة وتثبت بأنها دولة مارقة ومتمردة على الشرعية الدولية ونحن لم نعد بحاجة إلى إثبات بالأدلة أن إيران تتجاوز وتهدد الأمن القومي العربي، وهي كل يوم تقدم بنفسها الأدلة الدامغة التي تؤكد تورطها في الشأن العربي واليمني على وجه الخصوص، ومعروف أن القرار 2216 الذي يلزم كافة الدول بعدم تقديم العون للإرهابيين ومدهم بالسلاح والمال، وكل هذا يدفع الحكومة اليمنية أن تقدم في أي وقت شكوى إلى مجلس الأمن لاتخاذ الإجراءات المناسبة.
* ألا ترى أن عدم حسم قضية صنعاء سببه الدعم الإيراني الكامل لجماعة الحوثي وصالح؟
- من المؤكد وقد أشرت بأنه لم نعد بحاجة إلى إثبات أن الحرس الثوري موجود داخل اليمن، وقد تم ضبط سفينتين محملتين بالأسلحة حاولتا أن تدخل المياه اليمنية لتقديم سلاح للحوثيين خلال الأسبوعين الماضيين وقد أعلن عن هذا من خلال قوات التحالف والولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي.
* كيف ترى العلاقة بين الحوثي وصالح حاليا وهل كما ورد عبر التقارير الإعلامية وجود انقسامات ومشاكل بين الطرفين؟ خاصة بعد هزيمتهم في تعز وهل تم حسم قضيتها؟
- أولا طبيعي أن يحدث الخلاف لأنه هكذا تكون نهاية غرام الأفاعي الذي ينتهي بكارثة لأن الأفاعي في النهاية تقتل بعضها بسمومها، ومع قرب الهزيمة تتضح الخلافات أكثر ويحاول كل طرف النجاة بعيدا عن الآخر. والحوثيون يدركون الآن أن صالح لا مستقبل له وهو يدرك أنهم إن تخلوا عنه أن فرصته في النجاة ضئيلة وبالتالي هذا يضاعف من مساحات الخلافات بين الطرفين والمحصلة النهائية أن اليمن سوف ينتصر على أجنحة الانقلاب.
* بعض المراقبين للوضع في اليمن يرون أنه لن يعود كما كان وسوف يحدث التقسيم؟
- مؤكد أن اليمن لن يعود كما كان وهو في الأصل دخل في حوار وطني يمني بعد ثورة شعبية سلمية كي يتغير. وقد توصل الحوار إلى دولة وطنية من ستة أقاليم تتمسك بالعدالة والديمقراطية والمساواة وينفض عنها حكم الأئمة والتشطير وغبار الحروب السابقة خاصة حرب 1994 وإنهاء حكم صالح الذي استمر 33 عاما، وبالتالي ما يحدث هو أن صالح والحوثيين قاموا بالانقلاب لمنع هذا التحول، وعندما ينتهي كل هذا لن يعود اليمن القديم وسيكون هناك يمن جديد أكثر تطورا وأكثر عدالة.
* هل ترى مشاهد لتقسيم اليمن؟
- دولة وطنية وموحدة أكثر عدالة ومساواة.
* كيف ترون حسم قضية صنعاء والوضع في تعز؟
- تعز تنتصر وقد رفع الحصار عنها من الناحية الغربية وهي في طريقها لاستكمال تحرير المدينة بالكامل والتأخير جاء بسبب تمسك صالح والحوثيين باستمرار المعارك لأنهم يعرفون أن معركة تعز هي الأساس، لذلك أرسلوا عددا ضخما من ألويتهم وقواتهم لمحاصرتها لكنهم فشلوا، وبالنسبة لصنعاء هناك جهود كبيرة وقوات الحكومة تقترب من العاصمة والمعارك مستمرة.
* ماذا عن نتائج زيارتكم إلى بروكسل وهل تتعلق باستئناف المفاوضات مع جماعة الحوثي وصالح؟
- قمت بزيارة مؤخرا لكل من موسكو وبروكسل وأعتقد أن الرسائل التي عدت بها من هناك أن كل المجتمع الدولي متفق وموحد حول قضية اليمن ولا توجد انقسامات دولية أو خلافات كما يروج لذلك جماعة الانقلاب، وقد أكدت لي هذه العواصم التي قمت بزيارتها أن الموقف الدولي يقف خلف القرار 2216 والداعم للشرعية على أساس هذا القرار ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقد أكد لي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هذا الأمر وقد سمعته أيضا في بروكسل من قبل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن السيدة فيديريكا موغيريني وأكدنا من جانبنا كحكومة يمنية أننا مع أي مشاورات للسلام تحت رعاية الأمم المتحدة على أساس المرجعيات المتفق عليها، ومن ثم ربما نشهد قريبا مشاورات جديدة، رغم عدم استعداد جماعة الحوثي، لكن أوضاعهم في الداخل قد تجبرهم على الذهاب إلى المفاوضات وتنفيذ القرار.
* كيف ترى التسريبات التي تحدثت عن زيارة وفد من الحوثيين للسعودية؟
- هذه التسريبات التي تقع من جانب جماعة الحوثي محاولة للهروب من التزاماتهم التي وردت في القرارات والمرجعيات المتفق عليها وأي مفاوضات تجري معروف أطرافها والراعي الأممي، وبالتالي فإن صالح والحوثيين يقومون بعمليات احتيال على المجتمع الدولي ودول التحالف والأشقاء في السعودية يتمسكون بالمسار المتفق عليه دوليا وعربيا، وما حدث هو مجرد لقاء بين الإخوة في المملكة وبعض الشخصيات وتمت على الحدود حول المعونات والهدنة وتبادل الأسرى وضحايا إطلاق النار وهذا أمر نحن مطلعون عليه ونرحب به.
* هل أبلغكم المبعوث الأممي ولد شيخ حول موعد جديد للتفاوض؟
- التقيت به قبل أيام في الرياض وهو جاء لزيارتنا وتحدثنا في هذا الجانب وأبلغنا أنه بصدد تحديد موعد جديد وقلنا له نحن نرحب بأي موعد لأن موقفنا منذ يوم 12 يناير (كانون الثاني) الماضي لم يحضر جماعة الحوثي للتفاوض ولم يحدث أي تقدم يؤكد التزامهم.
* ما هو الموعد المتوقع لاستئناف المفاوضات مع جماعة الحوثي وصالح؟
- ربما تكون قبل نهاية الشهر الحالي ونحن على استعداد لاستئناف التفاوض.
* هل من دعم جديد من قبل الجامعة العربية والقرارات الصادرة عنها؟
- الموقف العربي موحد وقوي وداعم لليمن وللشرعية وللتحالف العربي وكل الاجتماعات الوزارية والقمم تؤكد على نفس الموقف ومؤخرا أعلنت دعمها لقوات التحالف في حربها ضد الحوثيين وفي نفس الوقت تدعم الحل السياسي وحتى القرار الذي صدر عن الدورة 145 أكد على الإغاثة الإنسانية.
* هل التقيت مع وزير خارجية جيبوتي لتسهيل الدعم والإغاثة عبر هذا الجوار المهم؟
- المساعدات تتدفق من كل مكان وموقفهم معنا ممتاز من خلال استقبال الرعايا اليمنيين وتسهيل خروجهم، خاصة أنه يربطنا بها جوار بحري مع باب المندب وبحر المخأ وعدن ويفصلنا عن جيبوتي باب المندب وجزيرة ميون.
* أعلن أن حزب المؤتمر سوف يعقد اجتماعا في القاهرة لعزل علي عبد الله صالح كيف ترون ذلك؟
- نحن ننسق مع أعضاء وقيادات المؤتمر التي عزلت صالح والتي تسعى إلى إعادة بناء حزب المؤتمر من دون علي عبد الله صالح وندعم هذا الجانب ونشجعهم على سرعة اتخاذ القرار.