حذر وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك من محاولات تقويض المتمردين الحوثيين الجهود الدبلوماسية الجديدة للتوصل إلى سلام مع مواصلة محاولاتهم للسيطرة على مدينة مأرب قبل مناقشتهم لأي وقف لإطلاق لنار.
وقال بن مبارك في مقابلة له مع وكالة "فرانس برس"، الجمعة، إن الوسطاء العمانيين حققوا تقدما في الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكنه حض أوروبا على إبقاء ضغوطها على المتمردين.
وأشار إلى أن إيران التي تساند الحوثيين دعمت هجماتهم الدامية مؤخرا، معتبرا أن طهران تريد استخدام اليمن كورقة مساومة في المفاوضات النووية مع القوى الكبرى في فيينا.
ودعا الوزير اليمني الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على الحوثيين، مؤكدا عدم وصولهم أي رد من زيارة الوفد العماني سوى هجومين داميين على مدينة مأرب خلال اليومين الماضيين.
وأكد أن "العمانيين يلعبون دورا حيويا (...) ولهذا السبب اعتقد أنهم أرسلوا وفدهم إلى صنعاء للتباحث مع القيادة السياسية للحوثيين"، متابعا "لكن لم يصلنا أي رد منهم. الرد الوحيد الذي تلقيناه كان مجرد هجومين داميين وقعا أمس واليوم الذي سبقه".
وبحسب بن مبارك فإن هجمات الحوثيين على المدنيين في مأرب إشارة إلى رغبة الفصائل الحوثية المتشددة في استمرار النزاع العسكري حتى سيطرتهم على مدينة مأرب، الأمر الذي قد يؤدي إلى تغيير حاسم في موازين القوى.
وقال "أعتقد أن هؤلاء المتشددين الذين يعتقدون أن لديهم حقا إلهيا لحكم اليمن لا تزال لديهم بعض الأوهام حول تحقيق نصر عسكري".
وأردف "هم يضغطون بقوة على مأرب، لذا لا يريدون حدوث أي شيء قبل ذلك، كما تعلمون، قبل الاستيلاء على مأرب"، في إشارة إلى آخر منطقة تقع تحت سيطرة الحكومة في الشمال.
وحذر بن مبارك من أنه "إذا حدث شيء في مأرب، فإن هذا سيغير المشهدين السياسي والإنساني بشكل كامل ومأسوي"، لافتا إلى أن "كل ما مررنا به قبل مأرب سيكون مختلفا بشكل كامل بعد مأرب، إذ إن مارب تستضيف ما لا يقل عن مليوني لاجئ ونازح".
واعتبر أن الهجمات تظهر عدم احترام المتمردين التام للمبعوثين الدوليين في صنعاء، وهو يرى يد طهران من ورائهم.
وقال "أعتقد أن الإيرانيين لا يريدون أن يروا أي حركة في الملف اليمني قبل ضمانهم شيئا في فيينا. نحن لا نقبل ذلك. ولا نريد أن يأخذ الإيرانيون اليمن رهينة".