[ آرون: عمليات الأمم المتحدة ودور المبعوث الأممي في اليمن يتجه دوما نحو المشاكل الآنية ]
قال السفير البريطاني لدى اليمن، مايكل آرون، اليوم الاثنين، إن قضية تعز مهمة، والواقع على الأرض صعب جدا.
وأضاف السفير، خلال ندوة نظمت عبر تطبيق الزوم، مع عدد من الناشطات اليمنيات، نظمها الائتلاف اليمني للنساء المستقلات، أن عمليات السلام وعمليات الأمم المتحدة ودور المبعوث الخاص تتجه دائما لحل المشاكل الآنية.
وخلال الندوة التي حملت عنوان "تعز المنسية.. حين يحضر الملف الإنساني في مبادرات السلام، لماذا تغيب تعز؟"، سئل السفير عن أسباب تغييب ونسيان محافظة تعز، أجاب آرون أن السبب يكمن في أن "عمليات السلام وعمليات الأمم المتحدة ودور المبعوث الخاص تتجه دائما لحل المشاكل الآنية مثل مباحثات السويد "ستوكهولم" كانت لحل القتال في الحديدة والساحل الغربي بينما ما يجري الآن هو البحث عن حل لوقف هجوم الحوثيين على مأرب".
وأردف السفير أن قضية تعز كانت واحدة من ثلاثة ملفات في حوار ستوكهولم لكن تشكيل اللجان لم يتم بسبب خلاف بين الأطراف على الهدف من تشكيل اللجان.
وأوضح أن الحوثيين أفشلوا تلك المبادرة، مؤكدا أنها كانت فرصة من الجهود المحلية التي تعمل على تقدم ملموس في هذا المجال.
وبحسب آرون، فإن "هناك فرصة مع المبعوث الجديد"، مبديا استعداده بالتحدث معه لشرح الوضع في تعز وأهمية هذه القضية.
وتحدثت خلال اللقاء الدكتورة وسام باسندوه، رئيس تكتل 8 مارس من أجل نساء اليمن، عن تغييب تعز من كل مفاوضات السلام، لافتة إلى أن الحوثيين يحاصرون المدينة منذ سبع سنوات، وأنها كملف انساني تكاد تكون غائبة عن كل الأطروحات والنداءات الدولية عدا نداءات الناشطين والإعلاميين فقط.
وأوضحت أن الدور الدولي غائب في تعز ويتجاهل معاناتها، وأن كل محاولات فتح المعابر تبقى محاولات جلها مدنية.
وقالت إن قضية تعز "لم تحضر في حوار ستوكهولم إلا في الأخير لحفظ ماء الوجه فقط بينما حضرت ملفات أخرى مثل فتح مطار صنعاء بقوة وهو الأمر الذي تكرر مؤخرا في الدبلوماسية الأخيرة للحل".
من جهته، تحدث الدبلوماسي اليمني في القاهرة بليغ المخلافي عن أن قضية تعز أهملت ونسيت والوضع الإنساني يتفاقم يوميا.
وقال المخلافي إنه "أحد المعانين من الوضع الحاصل في تعز، فوالدته كبيرة بالعمر وهي مريضة وتحتاج أن تنتقل من المدينة إلى الريف لمسافة لا تزيد عن 15 كيلومترا لكنها تأخذ وقتا أكثر من ثماني ساعات لقطع تلك المسافة".
وبحسب المخلافي فإن "المبادرات المدنية التي كانت في 2015 - 2016 حاولت تخفف الوضع بإيجاد ممرات إنسانية لكن معظمها فشلت"، مؤكدا أن "تعز تحتاج إلى مبادرات مدنية، وتحتاج تلك المبادرات إلى دعم المجتمع الدولي".
ورأى المخلافي أن المطلوب من المجتمع الدولي دعم السلطات المحلية في تعز، ودعم المبادرات المدنية لخلق مبادرات عملية قادرة على التخفيف من وطأة المعاناة الإنسانية.
من جهته، قال عضو نقابة الصحفيين اليمنيين، نبيل الأسيدي، إن "هناك مشكلة تواجه تعز بشكل جاد متمثلة في المعركة المؤجلة أو التي لم تبدأ بعد، وأن هناك الكثير من التعقيدات في تعز انعكست على الأداء الإعلامي".
واعتبر الأسيدي أن "الحوثيين مستفيدون من قضية تعز لأنهم استخدموها كورقة ضغط ودائماً ما يفاوضون بها بشكل جانبي بغرض الابتزاز بينما المفاوضات التي لم تتناول سوى نقاط عن تعز لم تكن إلا كإسقاط واجب لإيقاف دخول قوات الساحل إلى الحديدة وإيقاف الكارثة الإنسانية، رغم أن الكارثة لم تتوقف".
وتحدث الأسيدي عن معاناة الناس في تعز جراء القصف العشوائي على المدنيين، مؤكدا أن "الوضع الصحي مدمر تماما وهناك أمراض عديدة، كوليرا وكورونا وغيرها، وبسبب تسرب حالات ونزوح الأطباء من المدينة جعل الكارثة تتفاقم أكثر، وأصبح الموت شيئا بديهيا في تعز".
بدورها تحدثت وضحى مرشد عن "تهميش ملف تعز في كل المفاوضات"، معتبرة أن أي حلول قد تحصل لن ينفذ الحوثيون منها شيئا لأن الحل الحقيقي في البحث عن السلام الشامل الكامل في اليمن ككل".