انسحاب القوات المشتركة من الحديدة يضع السكان أمام فوهات بنادق الحوثيين
- القدس العربي - خالد الحمادي الجمعة, 19 نوفمبر, 2021 - 04:59 مساءً
انسحاب القوات المشتركة من الحديدة يضع السكان أمام فوهات بنادق الحوثيين

خلقت عمليات الانسحاب المفاجئ والعشوائي للقوات المشتركة، وهي قوات محلية تابعة للإمارات، من محافظة الحديدة، غربي اليمن، حالة من الفوضى العسكرية والأمنية هناك، ووضعت السكان المحليين أمام فوهات بنادق ميليشيا الحوثي، التي استولت مباشرة على كافة المناطق التي انسحبت منها القوات المشتركة نهاية الأسبوع المنصرم، وأثارت جدلاً واسعاً في اليمن.

 

وقال شهود عيان لـ"القدس العربي" إن ميليشيا الحوثي ارتكبت فظائع كبيرة في حق السكان المحليين الذين وجدوا أنفسهم وجهاً لوجه أمام فوهات البنادق الحوثية، بعد انسحاب القوات المشتركة المحسوبة على الحكومة الشرعية، حيث شرعت ميليشيا الحوثي بعمليات انتقام من السكان المحليين بمحافظة الحديدة، جراء تعاونهم مع القوات الحكومية خلال الثلاث السنوات الماضية من سيطرة الأخيرة على مناطق الحديدة.

 

وأوضحوا أن الحوثيين نفذوا عمليات انتقامية مباشرة من السكان المحليين، إما عبر القتل المباشر لوجهائهم، أو عبر حملات الاعتقال للمؤثرين منهم أو الزج ببعضهم في جبهات القتال ضد القوات الحكومية، لاختبار صدق ولائهم وتغطية العجز في أعداد المقاتلين في صفوفها.

 

وأعلنت العديد من المنظمات الحقوقية والدولية بما فيها الأمم المتحدة، إدانتها الواسعة لعمليات الإعدامات المباشرة للأسرى في محافظة الحديدة، والتي تم تبادل الاتهامات بشأن ارتكابها بين القوات المشتركة والحوثيين، غير أن أغلب المصادر المحلية رجّحت ارتكاب الحوثيين لتلك الإعدامات وحاولت التغطية عليها بالفبركات الإعلامية التي تجيد ممارستها باحتراف في هذا الجانب لتضليل الرأي العام الدولي.

 

وكانت الحكومة الشرعية وجهت نداءً عاجلاً إلى الأمم المتحدة والمنظمات والبعثات الدولية العاملة في اليمن، للمطالبة بإيقاف جرائم الإعدامات الجماعية وحملة الإنتقام الواسعة التي تنفذها ميليشيا الحوثي الانقلابية بحق المدنيين في مناطق التحيتا والجاح والنخيلة والطايف والطور والمجيلس في محافظة الحديدة.

 

وقالت في بيان أصدرته وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان، إن مليشيا الحوثي مازالت تمارس عمليات انتقام واسعة بحق السكان في تلك المناطق التي انسحبت منها القوات المشتركة بما في ذلك القتل والسجل والذبح والتمثيل بجثث الأسرى، وعمليات الإعدام، والتعذيب، والعنف، ضد المواطنين والسكان، وتشريد المدنيين قسراً بوحشية مروّعة والاعتداءات عليهم وعلى الأعيان المدنية بشكل مباشر.

 

وأوضحت أن ميليشيا الحوثي اعتدت كذلك على المنازل والمدارس والمستشفيات وأماكن العبادة، ونفذت هجمات عشوائية أسفرت عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين وتدمير أعيان مدنية أو إلحاق الأضرار بها. ووصفت هذه الانتهاكات الحوثية في محافظة الحديدة بـ»الخطيرة» و»الجسيمة» وقالت إنها «تدلّ على وحشيتهم» وبناء على ذلك طالبت بـ»ضرورة محاسبة قيادات الميليشيات الحوثية وتصنيفهم ميليشيا إرهابية».

 

وكشفت الوزارة أنها «وثقت عمليات تعذيب لمدنيين لم يكونوا مشتركين مباشرين في أي أعمال قتالية، وكذا المقاتلين الأسرى وسوء معاملتهم، التي تبين وحشية هذة المليشيات الحوثية وعناصرهم المدعومة من إيران». وأشارت إلى أن الضحايا تعرضوا للضرب وتم ربطهم بجذع الأشجار والنخيل، وهُدّدوا بالبنادق الموجّهة إلى رؤوسهم، وحُرموا من الطعام والماء وتم سحلهم قبل أن تتم تصفيتهم. وأضافت ان ما تقوم به الميليشيات الحوثية من جرائم في الحديدة يعدّ «انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وترقى إلى جرائم حرب». وأكد أن «عمليات القتل في معظم الحالات ارتُكبت في إطار هجوم واسع النطاق ومُمَنهَج ضد مجموعة محدّدة من السكان المدنيين المعارضين لوجود مليشيا الحوثي وفكرهم الطائفي العنصري في مناطقهم، وقد ترقى أيضاً إلى جرائم ضد الإنسانية».

 

وأوضحت أنه بسبب عمليات الاحتجاز التعسّفي والاختطاف والإخفاء القسري، التي تمارسها مليشيا الحوثي على نطاق واسع، وانتشار عمليات السلب والنهب لممتلكات المواطنين، اضطر آلاف المدنيين إلى الفرار خوفاً من الأعمال الانتقامية التي تلتها عمليات تشريد انتقامية واسعة النطاق ودون أي مبرر قانوني، ما ينتهك القانون الإنساني الدولي والعرفي «وقد ترقى مثل هذه الأفعال إلى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب» على حد تعبير البيان الحكومي.

 

وطالبت الحكومة اليمنية المجتمع الدولي بتصنيف ميليشيا الحوثي «جماعة إرهابية» يتم ملاحقة قادتها ووضعهم على لائحة العقوبات الدولية، مشددة على ضرورة الإسراع في الإفراج الفوري عن كافة المحتجزين والمخفيين قسراً من المواطنين والنشطاء والشخصيات الاجتماعية، وضمان سلامتهم وأمنهم.

 

وتزامن ذلك مع إعلان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ميليشيا الحوثي كياناً يشكل قلقاً خاصاً لمشاركتها في «انتهاكات مستمرة وجسيمة للحرية الدينية» إلى جانب تنظيمات متطرفة كالقاعدة وداعش.

 

وصنفت وزارة الخارجية الأمريكية حركة الشباب وبوكو حرام وهيئة تحرير الشام والحوثيين و»تنظيم الدولة الإسلامية، وفرعها في الصحراء الكبرى، وفي غرب أفريقيا، وجماعة نصر الإسلام والمسلمين وطالبان، ككيانات تشكل قلقاً خاصاً.


التعليقات