أكدت مصادر متطابقة، بمحافظة إب، قيام مليشيا الحوثي وصالح على تصفية أحد الجرحى بعد اتفاق على نقله لتلقي العلاج، وفقا لصفقة تبادل للأسرى بين الميليشيا والمقاومة الجمعة الماضية.
وكان قد أعلن مساء أمس الأول عن استشهاد القيادي الميداني في المقاومة الشعبية بمديرية حزم العدين، غمدان الشعوري، شقيق قائد مقاومة الشعاور الشيخ فيصل الشعوري، متأثرا بجراحه التي أصيب بها الجمعة الفائتة في المواجهات التي تشهدها المنطقة بشكل متقطع بين الميليشيا والمقاومة.
مصادر مطلعة، أشارت إلى أن وفاة الشعوري، لم تكن بفعل الإصابة السابقة، وإنما تعرض للتصفية الجسدية من قبل مليشيا الحوثي، بخلاف ما أعلن عنه.
حيث أوضحت المصادر أنه كان قد تم نقل الشعوري، لأحد مشافي مدينة إب لتلقي العلاج، بناء على وساطة قبلية بين الطرفين والتي تم خلالها أيضا تبادلا للأسرى والمختطفين، ومن ضمن اتفاق الوساطة نقل الجريح للعلاج نتيجة انعدام امكانيات معالجة الجرحى في المنطقة فتم الاتفاق على نقله للعلاج بمستشفى الثورة العام بمدينة إب الخاضعة لسيطرة الميليشيا منذ منتصف اكتوبر 2016م.
وكانت المصادر قد أفادت بأن لجنة الوساطة القبلية والتي كانت متواجدة بالمنطقة في مهمة إتمام صفقة تبادل للأسرى والمختطفين بين المقاومة والميليشيا تسلمت الجريح غمدان كبادرة إنسانية لمعالجته ولكنها سلمته للميليشيا بطريقة ما، فقد اتضح بحسب مصادر مطلعة أنه وبعد إيصال الجريح للمستشفى تم اختطافه واخفائه ولم يعرف مصيره حتى إعلان الميليشيا مقتله مساء أمس الأول الاثنين 28 مارس 2016م.
من جانبنا في (الموقع) تواصلنا مباشرة مع الشيخ فيصل الشعوري قائد المقاومة الشعبية في الشعاور وشقيق الشهيد غمدان للوقوف على الحقيقة والذي أكد جريمة التصفية لشقيقه من قبل الميليشيا الغادرة وقال أنها ارتكبت جريمة مضاعفة بالغدر وقتل جريح تم الاتفاق على نقله للمستشفى لتلقي العلاج .
وأضاف الشيخ الشعوري أن ذلك ليس بغريب على الميليشيا التي انتهجت نقض العهود والمواثيق والإنقلاب على كل الاتفاقات والعقود بل والقيم الدينية والمجتمعية في جريمة لن تمر دون عقاب.
ووجه القائد الشعوري عتابا شديدا للجنة الوساطة التي ائتمنها على أخيه الجريح لكنها لم تصن الأمانة وقال أن الكرة الأن بملعبها.
وكان الشهيد قد أصيب صباح الجمعة25 مارس الجاري، وصادف وصول لجنة الوساطة القبلية التي تبناها عدد من مشائخ المحافظة، حيث تكفلت لجنة الوساطة بإسعاف الجريح غمدان بعد أن استلمته من شقيقه الشيخ فيصل الشعوري وكلفت أحد أعضائها هو الشيخ بكيل عوضه بإسعاف غمدان ومرافقته.
مصدر مقرب من الشيخ بكيل عوضه أكد بأن الميليشيا قامت باختطاف الشيخ بكيل من مستشفى الثورة عند الساعة الرابعة عصر يوم أمس الأول الاثنيين واقتادته الى سجنها في مبنى مقر الأمن السياسي بالمحافظة الذي تسيطر عليه.
وأضاف المصدر أن الشيخ عوضه توجه للمستشفى بعد تلقيه اتصال هاتفي يفيد بوفاة الجريح غمدان فتوجه للمستشفى لكنه لم يعد بعدها وتم التأكد من اختطافه من قبل الميليشيا.
وكانت الميليشيا قد عززت من اجراءاتها مساء الأحد حيث لوحظ تواجد كثيف لعناصرها بحرم المستشفى وفي المداخل المؤدية إليه في الشوارع والأحياء المحيطة.
وبعد تواصل جهات قبلية وإعلامية مع عدد من أعضاء لجنة الوساطة القبلية أفاد الشيخ صالح المضل أحد أعضاء اللجنة بأنه على تواصل مع أعضاء اللجنة لتقصي الحقيقة ووعد بتقديم توضيح في الـ 8 من مساء الأمس لكن ذلك لم يتم.
من جانبه قال عضو اللجنة الشيخ أحمد النزيلي بأنه لم يطلع على ما جرى ووعد بأن تقدم لجنة الوساطة إيضاح عن حالة غمدان الشعوري ومصيره وأسباب اختطاف الحوثيين للشيخ بكيل عوضه عضو اللجنة .
مصدر آخر في لجنة الوساطة أكد بأنهم لم يتمكنوا من معرفة مصير الشعوري هل حي أم ميت وبأنهم ما زالوا على تواصل لمعرفة الحقيقة.
مصادر مقربة من الشهيد قالت أنهم سلموا الجريح للجنة الوساطة بعد أن خط أعضائها وجوههم ( كتعهد بحسب العرف القبلي اليمني) للشيخ فيصل الشعوري بمعالجة الجريح غمدان وحمايته وإعادته كمبادرة إنسانية تضاف لعملية تبادل الأسرى والمختطفين والتي كللت بالنجاح حينها.
ومما يعزز احتمال قيام الميليشيا بتصفية الجريح، طريقة تناول وسائل إعلامها الخبر بمقتل القيادي غمدان الشعوري في مواجهات مع ما تسميه مرتزقة العدوان في إشارة واضحة لتصفيته بعد خطفه من المستشفى.
فيما تناولت وسائل إعلام المقاومة في وقت متأخر نبأ استشهاد الشعوري بعد تأكيد مصادر باختطافه من المستشفى.
وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها الميليشيا بتصفية جرحى أو مختطفين بمحافظة إب كغيرها مة المحافظات حيث تكررت هذه الجريمة بدء من تصفية الشهيد أمين الرجوي ثم الجريح السريحي وغيرهم من الجرحى والمختطفين.
يذكر أن مقاومة الحزم عموما والشعاور والأهمول على وجه الخصوص تعاني النسيان التام من قبل حكومة الشرعية والتحالف وانعدام الدعم بمختلف صوره حتى باتت تفتقر لأبسط المقومات ولكنها رغم ذلك حققت الكثير من الانتصارات ولا زالت تواصل صمودها الأسطوري وتقاوم بإمكانيات ذاتية منذ أغسطس من العام الماضي.