قال رئيس مجلس الشورى اليمني، أحمد عبيد بن دغر، بأن ما يجري في اليمن يهدد حياة ثلاثين مليون يمني، مُرجعا سببه الأول إلى الحوثيين وإيران وبعض التحالف سببه الآخر، رافضا السكوت عما يحدث من تهديدات لليمن بالتقسيم والمجاعة.

وأضاف في مقال له نشره على صفحته بموقع فيسبوك، أن الشعوب الحية لا ترضَ بالقهر طويلًا، ولا تستكين للضيم مديدًا، مشيرا إلى أن "الجوع كافر، والجرح غائر، وصيحات المعدمين تتعالى، فالناس ليسوا جهلة كما قد يتصور البعض".

وأكد بن دغر، أنه "لا توجد قضية أهم من اليمن، فهو الأصل، وقد قلنا وأعدنا القول أن الشرعية هي شرعية اليمن، إذا سقط اليمن في مخطط التقسيم فإن الشرعية ستزول بزوال الأصل، ولا توجد خيارات أمام الشرعية سوى الدفاع عن اليمن".

وطالب رئيس مجلس الشورى، برفع القيود والضغوط عن الشرعية اليمنية، من قبل دول التحالف، مؤكدا أنه لا يمكن لأحد أن يسلب الشرعية شرعيتها إلا من منحها وهو الشعب، والشعب يرى أن شرعيته تتآكل تتراجع ويختفي وجودها الفعلي شيئًا فشيئًا.

وتطرق بن دغر، إلى الهجوم الذي تعرض له مع نائب رئيس مجلس النواب عبدالعزيز جباري، عقب دعوة وجهها لليمنيين وكل القوى السياسية بإنقاذ وطني يبدأ بوقف الحرب والبدء بحوار شامل عنوانه الجمهورية والوحدة وعدم عودة الإمامة.

وقال: "تهاجمنا أطراف كثيرة لدعوتنا للإنقاذ، واستُأجرت أصوات وأبواق، وخُلقت أمانات مؤتمرية واستدعت فروع، وكُتبت بالأمر بيانات، لا لشيئ إلا لأننا وصفنا الحالة في بلدنا بالكارثة، دماءٌ ودمارٌ ومجاعة، مليشيات وفوضى وتراجع وانكسار، وتقسيم يصنع أمامنا، لا سبيل لنكرانه".

وأكد أن "الإنقاذ الوطني مطلب سيتسع بنا أو بغيرنا، وهو فعل قادم من جوف معاناة الشعب اليمني".

وحول دعوتهما للسلام ووقف إطلاق النار، رد عليهم بالقول: "منذ متى كنا نرفض السلام، كنا نطلبه دائمًا عادلًا وشاملًا وفقًا لمرجعياته". مشيراً إلى الحوار مرات عدة مع الحوثيين وكانت الشرعية بوضع عسكري أفضل من الوضع القائم، كما ألمح للمفاوضات التي جرت بين الحوثيين والسعودية.

وختم بن دغر حديثه بالقول: "ليست لنا مصلحة في الخلاف مع أحد، ولم نكن دعاة شقاق ونفاق، لكن لنا مصلحة كبرى ودائمة ومقدسة في بقاء اليمن موحدًا، وأن يستمر نظامه الجمهوري قائمًا، ولا نرى أمامنا ما يحمي الجمهورية والوحدة والشعب، لهذا حمَّلنا الحوثيين المسؤولية الأولى عن الكارثة، رفضنا الانقلاب والإمامة وسنرفضها، بثوب "علي" جاءت أو "فارسية" بثوب الولاية".

وأمس الأول، اتهم بيان مشترك لبن دغر وجباري دول التحالف بتفكيك اليمن وتقسيمها وتمزيق الوطن والمجتمع، بما في ذلك تدمير ممنهج للجمهورية والوحدة مصدره الأول جماعة الحوثي، مؤكدا أن سياساتهم ذهبت بالبلد إلى أهداف مختلفة عن تلك التي أعلنت عنها عاصفة الحزم في 2015م.

ودعا جباري وبن دغر، إلى إيقاف الحرب ـ في مكاشفة صريحة وجريئة تأتي من قيادات عليا في الشرعية اليمنية ـ والشروع في "حوار وطني شامل لا يستثنى منه أحدًا، برعاية أممية ودعم قومي، يكون هدفه الوصول إلى سلام عادل ودائم وشامل، يستند إلى المرجعيات الوطنية التي شكلت يومًا ما محلاً للإجماع الوطني".