بالرغم من القصف والحرب..
مأرب.. 400 امرأة يستعرضن مشاريعهن المصغرة في بازار عام لتمكينهن اقتصاديا
- الموقع بوست ـ مأرب ـ محمد حفيظ الخميس, 09 ديسمبر, 2021 - 08:43 مساءً
مأرب.. 400 امرأة يستعرضن مشاريعهن المصغرة في بازار عام لتمكينهن اقتصاديا

استغلت لوزة أمير(18 عام) البازار النسوي وأعدت كومة لذيذة من الحلويات المعجنة بيديها السمراء، لتدخر مالاً يقيها مصير مثيلاتها المهمشات الشابات العاملات في التسول على شوارع المدينة، وحزمت أمتعتها مبكرا، وحلواها الى السوق المفتوح لمنتجات العاملات النسوية في مدينة مارب، والذي افتتح صباح الخميس ليكون سوقا لتروج النساء المبتدئات لمشاريعهن الصغيرة وسلعتهن البسيطة.

 

طعمية وكعك ملون ومشكل بأشكال نقشات يديها التي تلوح لكل من مر أمام طاولتها في زاوية الصالة المفتوحة بعفوية لشراء ما لذ له من حلويات النسوة اللاتي ارتصت طاولاتهن محملة بالكثير من المعجنات بأشكال وطعم مميز وملفت كطاولة "لوزة" المتنوعة.

 

400 امرأة عرضت منتجات مشاريعهن الصغيرة، في صالة المعرض المفتوح، والذي خصص للمستفيدات من مشروع المساحات الامنة للنساء والفتيات خلال العام الجاري 2021 لتمكين المرأة ودعم سبل العيش كبازار نسوي لعرض منتجاتهن ضمن برنامج التمكين الاقتصادي للنساء المتضررات من الحرب والنازحات والمعنفات.

 

تقول "لوزة" إنها تأمل من خلال مشروعها الصغير، أن تتمكن من بناء مستقبل لها يحفظ لها كرامتها وأسرتها الصغيرة حيث تعمل لوزة من أجل إعالة أسرتها المكونة من أمها وأخواتها الثلاث، وهي تُعيل أسرتها وتوفر لقمة عيشهم من خلال أعمالها الصغيرة بين المعجنات امام المدارس وفي حارتها في مخيم الجفينة أكبر مخيم للنازحين في المحافظة.

 

استعرضت "لوزة" منتجات يديها للزوار، "ابيع هذه المنتجات كي اعيش مع امي واخواتي بشرف" تقول لوزة، فهي لا تؤمن بمقولة أن كل المهمشات متسولات وها هي تثبت ذلك بواقع أن لها هدف، الا وهو عدم الخروج للتسول مع اقرانها من الفتيات المهمشات، فيما تأمل "لوزة" بتوسيع مشروعها بحيث تصبح لها الادوات اللازمة لصناعة معجنات مختلفة مثل الترتة والحلويات الاخرى، ذلك اذا ما توفرت لها الاموال الكافية لشراء مستلزمات اضافية حسب وصفها.

 

"حفصة عبد الله" منسقة المساحات الآمنة في المدينة تقول في تصريحها لـ "الموقع بوست " ان هذا البازار يقام سنويا من اجل تشجيع اعمال المشاريع الصغيرة للنساء اللاتي إلتحقن بمشروع المساحات الامنة خلال العام في مجالات تم تدريبهن على صناعة المعجنات والخياطة والتطريز والكوافير وصناعة البخور والعطور كمشاريع صغيرة بهدف اخراج المرأة من دائرة الضعف الى دائرة القوة والاعتماد على الذات.

 

وتشير حفصة الى أن الكثير من النساء فقدن معيلهن ولديهن أطفال ايتام وذلك يجعل المرأة تتحمل مسؤولية امام اطفالها لتربيتهم، وتقوم مقام رب البيت، لذلك وجدت المساحات الامنة لتبني تدريب تلك النساء على مشاريع صغيرة تستطيع من خلالها توفير احتياجاتها البسيطة وتطوير تلك المشاريع وتوسيعها.

تحول بازار عرض منتجات النساء ايضا الى متنفس للمواطنين حيث ازدحمت صالات المعارض بالزوار بكثافة لم يتوقعها القائمين على البازار، برغم القصف المستمر على المدينة منذ صباح الخميس، حيث تقول بيروت المفلحي مديرة كتلة التعليم في مارب إن نسبة الحضور والاقبال كبير لا يوصف ولا يقارن بما تتعرض له المدينة، من قصف وحرب، الا أن نسبة اطمئنان المواطن كبير وثقته بقيادة المحافظة كبير ايضا وهذا دليل كافي، كما ان الحرب ولدت ضغط كبير لدى المواطنين في مدينة مارب، مما يجعلهم يبحثون عن أي متنفس ولو بسيط ليخرجوا ما بداخلهم من كبت ولدته الحرب والقصف الحوثي الدائم على رؤوسهم واحيائهم السكنية وكذا تخوفاتهم التي يعيشونها كل حين جراء الحرب الدائرة على اطراف المحافظة منذ سنوات.

 

وأشارت المفلحي الى أن إقبال الناس على الشراء من البازار بدلا الشراء من السوق هو توجه الناس الى دعم وتحفيز المرأة المنتجة وهو اعلان غير مباشر بأن الناس بات لديهم قناعة بان عمل المرأة ليس عيب بل شرف كبير ودافع أساسي للمرأة أن تكون قادرة على كل شيء بما فيها ان المرأة اليمنية تحملت كل نتائج الحرب وصبرت واحتسبت ولم تستسلم للواقع المؤلم بل كابدت كل صعوبات الحياة وخرجت معلنة انها ستعمل وتكون هي الاب والام في ذات الوقت وما "لوزة امير" الا نموذج واحد من خروجها من بوتقة التسول الى سوق العمل بشرف وكرامة واعتزاز .


التعليقات