أثار إعلان قوات ألوية العمالقة التابعة للجيش اليمني والمدعومة إماراتيا استكمال عملياتها في محافظتي شبوة ومأرب جدلا واسعا بين أوساط اليمنيين، في الوقت الذي كان اليمنيون متفائلون بتوحيد جهود القوات الحكومية لاستكمال تحرير مأرب والبيضاء والعاصمة صنعاء من قبضة الحوثيين.

وقال بيان صادر عن القوات المدعومة من الإمارات: "استكملت ألوية العمالقة الجنوبية عملية ما سمتها (إعصار الجنوب) التي تكللت بتحرير مديريات بيحان (عسيلان وعين وبيحان) في محافظة شبوة، ومديرية حريب بمأرب من قبضة الحوثيين".

وذكر أنه "بعد النجاح الكبير الذي حققته قوات العمالقة الجنوبية في عملية (إعصار الجنوب)، بدأت بنقل ألويتها ‏إلى عرينها بجاهزية عالية"، دون مزيد من التفاصيل.

وفي تناقض واضح بشأن قيادة ألوية العمالقة هو إعلانها رسميا في موقعها الرسمي وعلى صفحتها بفيسبوك استكمال عملياتها في شبوة ومأرب، لكن حسابها على توتير نفى مزاعم الانسحاب، وأكد أن تلك القوات لا زالت مرابطة على أرض المعركة في مواجهة الحوثي.

وتوالت ردود فعل اليمنيين بشأن إعلان القوات المدعومة إماراتيا، البعض يبرر الانسحاب ويرى أن قوات العمالقة ينتمون لأبناء الجنوب في تكريس يهدف إلى الانفصال وبأنه على أبناء الشمال استكمال التحرير، وآخرون يرون أن الانسحاب يأتي بضغوط إيرانية على دولة الإمارات خاصة بعد الهجمات الأخيرة التي تبتنها جماعة الحوثي واستهدفت منشآت حيوية في العاصمة الإماراتية أبوظبي.

ورافق إعلان قوات العمالقة حملة دشنها ناشطون وإعلاميون محسوبون على الإمارات من أتباع طارق صالح والانتقالي الجنوبي يبرروا الانسحاب بطرح واهٍ ويهاجموا الطرف الأخر(الجيش الوطني وحزب الإصلاح ونائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن الأحمر ووزير الدفاع محمد المقدشي).

وفي الشأن ذاته قال الأكاديمي والباحث اليمني معن دماج "انجاز العمالقة ممتاز وعظيم، ويمكن البناء عليه لإحداث تحول استراتيجي في سير المعركة".

وأضاف "فقط ما معنى مطالبة الصالحيين- السقميين (قوات طارق صالح والناشطين المحسوبين عليه)  للشماليين بأن يقاتلوا.. هل نفهم أنهم غير معنيين بالقتال وأن الأربع السنوات التي قاتلوا فيها في صفوف الحوثيين تعفيهم من القتال؟

الكاتب الصحفي عامر الدميني تساءل قائلا: هل تتوقعون من الأجير أن يكون وطني؟ مضيفا "المعركة واحدة لا يمكن تجزئتها، ومن راتبه وأمره بيد غيره لا يمكنه أن يتقدم أو يتأخر إلا بأمر سيده ومولاه وكفيله والمنفق عليه. (في إشارة منه إلى مليشيات الانتقالي وطارق صالح)

وتابع "العمالقة في كل الأحوال هي قوة عسكرية مُسيرة و قرارها ليس بيدها، ولها دور وخريطة معينة، ومن كان يراهن عليها في تحرير الشمال فهو واهم، ذلك قدرها وقدرتها".

وأردف "هي لا تلام كثيرا بل يلام من يسيرها ويوجهها، وقدر اليمنيين والأحرار أن يخوضوا معركتهم مع الحوثي دفاعا عن كرامتهم، حتى ولو بدت اليوم المعركة صعبة، فحتما سيحين اليوم الموعود".

الصحفي خليل العمري يرى أن الحوثيين المدعومين من إيران أجبروا الإمارات على العودة خطوة للخلف عقب تعرضها لضربات صاروخية استهدفت مطار ابوظبي وقاعدة الظفرة العسكرية.

وبشأن التناقض في إعلان ألوية العمالقة يقول العمري "يبدو أن إعلام العمالقة مختطف بيد شلة الانتقالي، لافتا إلى أن المصادر الميدانية تتحدث عن تموضع لبعض الكتائب فقط، والعمالقة لا يزالون في خطوط التماس في شبوة ومأرب.

الصحفي علي الجرادي هو الآخر توقع بعد إعلان ألوية العمالقة الجنوبية انتهاء عملية إعصار الجنوب وإعادة تموضع قواتها في شبوة أن هناك الترتيب لدخول قوات جديدة إلى مسرح العمليات العسكرية خصوصا جنوب مأرب باتجاه البيضاء وبقية المناطق الشمالية.

وقال "اتحدث هنا عن احتمالية إرسال من سماها قوات من حراس الجمهورية وربما مضاعفة مزيد من  ألوية اليمن السعيد التي كانت بعض كتائبها قد وصلت مأرب خلال الأسابيع الماضية".

وتابع "إحتمالية انتهاء المعركة ضد الحوثيين غير واردة لاعتبارات كثيرة، فليس من مصلحة الشرعية اليمنية وحلفائها الخليجين التوقف عند هذا النطاق الجغرافي البسيط الذي يقابله اتساع مساحة نفوذ وسيطرت الجماعة"، حد قوله.

وأردف "يمكن يكون هناك عمالقة شماليين، كل الاحتمالات واردة".

الخبير العسكري علي الذهب غرد قائلا: "كثر الله خير العمالقة على ما قاموا به، والبقية على من يريدون المشاركة في السلطة والثروة وهم في أبراج عالية خارج الحدود".

وأضاف الذهب "عمليا، لا يمكن لألوية العمالقة أن تخوض، منفردة، معارك في الجغرافيا الزيدية، فضلا عن محدودية قدراتها البشرية والمادية"، متابعا "هناك سيناريو آخر، مكمل، قد يكون في الطريق".

في حين قال الإعلامي بشير الحارثي إن "ايقاف العمالقة لعملياتها العسكرية واعادة تموضعها في شبوة هذا ما كنا نحذر منه أن الهدف ليس تحرير اليمن وهزيمة المشروع الحوثي الارهابي وإنما مدخل لإعادة الانتقالي والإمارات إلى شبوة بعد أن كانت تحت سيطرة الشرعية".

وسخر الحارثي بالقول: عملية حرية اليمن السعيد أيش أخبارها؟

الناشط السياسي حمزة المقالح يرى أن العمالقة قوة مقاتلة عقائدية شرسة مدعومة من التحالف العربي لا علاقة لها بالمشاريع السياسية ( لا الجمهورية و لا الوحدة و لا الانفصال) .

وقال إن تقدمت فهي رغبة التحالف وإن تراجعت فهي رغبة التحالف وإن توقفت فهي رغبة التحالف أيضا، لأنه من يدير الملف العسكري من 2015م وحتى اليوم ، وليس من الحكمة أن يتخذ أحد موقف من هذه القوة التي لا تملك عداوة حتى الآن إلا مع مشروع الحوثي".