تساؤلات دون أجوبة بشأن انتحار طالب في كلية الإعلام بجامعة صنعاء
- أنور أحمد الاربعاء, 09 فبراير, 2022 - 04:18 مساءً
تساؤلات دون أجوبة بشأن انتحار طالب في كلية الإعلام بجامعة صنعاء

[ جدل في اليمن حول انتحار شاب نتيجة للظروف المعيشية التي يشهدها اليمن جراء الحرب ]

أثارت قضية انتحار طالب، في كلية الإعلام بجامعة صنعاء، حالة من الجدل والتساؤلات في الأوساط اليمنية، حول الأسباب التي دفعت الشاب على الانتحار، لكنها بقيت تساؤلات من دون أجوبة.

 

والإثنين، أقدم الطالب في كلية الإعلام بجامعة صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، فيصل فهد دبوان المخلافي، على الانتحار داخل الحرم الجامعي، وعُثر على الطالب مشنوقًا على إحدى الأشجار جوار كلية الهندسة.

 

وانغمرت منصات التواصل الاجتماعي في اليمن، بردود فعل متباينة، بين متعاطف مع الشاب المنتحر ومستنكر للحادث، متسائلين عن الأسباب والدوافع التي تجعل شابا في مقتبل العمر يقدم على الانتحار.

 

رسالة لليمنيين

 

اعتبر الكاتب اليمني، مصطفى راجح، انتحار الشاب فيصل المخلافي، رسالة جيل كامل أفقه مسدود، ورسالة لكل اليميين، من أجل الوقف ضد كل من يشارك في إستباحة اليمن وسد أفقها، أمام أبناءها الذين يعيشون ظروفًا قاسية جراء الحرب.

 

ويقول الكاتب في منشور على صفحته بالفيسبوك، إنّ فيصل وضع حداً لحياته في مشهد عام داخل جامعة صنعاء ليكون رسالة لكل الناس في هذه البلاد، لمواجهة اليأس الذي ينشر مرارته في كل حلق.

 

وأوضح أن الشاب أقدم على الانتحار، بعد أن وصل إلى منتهى قدرته على الإحتمال في مواجهة الظروف القاسية، وأرسل شهقته الأخيرة للجميع ليؤكد أنه لم يستطيع المواصلة، وليس بإمكانه إحتمال الحياة تحت وطأة كل ما يخصم من كرامته وحريته.

 

ويعيش اليمنيون ظروفًا قاسية، ويواجهون بثبات أوضاعًا مأساوية فرضت عليهم بسبب الحرب والحصار الشديد المفروض من قبل التحالف السعودي الإماراتي، الذي عمد على إطالة أمد الحرب من خلال إنشاء التشكيلات العسكرية في المناطق المحررة.

 

كما أن فشل التحالف في تحقيق الهدف الرئيسي الذي جاء لتحقيقه في اليمن، والمتمثل في إنهاء الانقلاب الذي نفذته مليشيا الحوثي على السلطة الشرعية في خريف 2014، أدى إلى اتساع رقعة الصراع، واتساع دائرة الفقر بين اليمنيين، الذين يعانون من الجوع وتردّي الخدمات المختلفة.

 

دعوة للمواجهة

 

في هذا الصدد، دعا الكاتب محمد دبوان المياحي، الشباب اليمنيين، إلى الاستعداد الدائم لمواجهة التحديات، وعدم الاستسلام لليأس، مؤكدا أن فكرة الحياة محاطة بالتعب والفقدان والشرور المجانية وستولد أحلام إضافية وخيبات جديدة، ويجب على الشاب مواجهة جميع الاحتمالات.

 

ويقول الكاتب، إنه لا يمكن للمتاعب والصدمات، أو الفشل ولا كل ضروب القسوة، أن تدفع المرء للإنتحار، وانه مهما كانت الحياة التي يواجهها الإنسان موحشة؛ فإن بمقدوره مجابهتها، باستثناء من هو مصاب بمرض يفقده قدرته الطبيعية على العيش ويجعل انهياره خارج ارادته.

 

وأشار المياحي، إلى أن هناك بشر يواجهون أقسى الظروف، ويتمكنون من النجاة ويتحولون لأبطال غير قابلين للهزيمة ومصدر طاقة لا تنضب لمن حولهم، مؤكدا أن الحياة قاسية، وحياة اليمنيين مضاعفة القسوة، ولكن يجب مواجهة الحياة والقتال من أجل البقاء وعدم الاستسلام.

 

الاعلامي والصحفي خالد العلواني، أكد على ضرورة عدم التبرير أو التسويغ لجريمة الانتحار، كمبدأ ثابت في الانتصار لحق الحياة المقدس، مشددا على أهمية التعاطف مع أسرة الضحية ومواساتهم في مصابهم، بعيدا عن أي اعتبارات أخرى.

 

وأوضح العلواني، أنه يجب عدم إلصاق تهمة الانتحار على الشخص قبل التشخيص الجنائي المحترف والمحايد،  مشيرا إلى المنتحر قد يكون ضحية لجريمة قتل حرص الجناة فيها على إظهاره بمظهر المنتحر.


التعليقات