توكل كرمان: الخذلان الدولي ساند عبث طهران والرياض وأبوظبي باليمن
- خاص السبت, 26 مارس, 2022 - 05:03 مساءً
توكل كرمان: الخذلان الدولي ساند عبث طهران والرياض وأبوظبي باليمن

[ توكل كرمان خلال كلمتها في فعالية الناتو عن السلام والامن بروكسل ]

طالبت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، المجتمع الدولي، بإحترام حق الشعب اليمني في الحياة ووضع حد لحرب فاشية اجتمعت فيها إيران والسعودية والإمارات وميليشيات مدعومة منهم وشريكة لهم في حربهم ضد اليمنيين.

 

ودعت كرمان -في كلمة لها ألقتها في فعالية الناتو عن السلام والأمن لدعم مشاركة المرأة في صنع السلام في بروكسل- المجتمع الدولي والدول العربية إلى باتخاذ خطوات جادة وملموسة لمساعدة اليمنيين على تجاوز الحرب واحلال السلام.

 

 وقالت إن "أي مفاوضات لإنهاء الحرب واحلال السلام يجب أن تكون تحت اشراف ورعاية الأمم المتحدة ومجلس الامن والدول الكبرى، وعدم ترك ملف اليمن بيد أطراف الحرب الاقليمية المشاركين في إدارة الحرب والفوضى في اليمن واعني السعودية والامارات وايران".

 

وأضافت "لقد بدأت تظهر دعوات من السعودية، وأصداء لها في ايران، ظاهرها الرحمة والسلام وباطنها الشر والخراب".

 

وحذرت الناشطة اليمنية من أي صفقة بين السعودية وايران لتقسيم اليمن وتقاسم النفوذ داخله عبر الميليشات التابعة للدولتين، وبرعاية من روسيا. وقالت إن ذلك لن يؤدي الى السلام الذي يتطلع اليه شعبنا وسوف ينقل الحرب ضد شعبنا وبلدنا الى مستوى اكثر توحشاً وإجراما من قبل هذه الاطراف الخارجية المتورطة بجرائم الحرب التي يتعرض لها شعبنا منذ ثمان سنوات".

 

 

كلمتي في فعالية الناتو عن السلام والامن بروكسل ، مارس 2022 الاصدقاء والصديقات الحضور الكرام ان عودة الفاشية...

Posted by ‎توكل كرمان‎ on Friday, March 25, 2022

 

وأكدت على وحدة اليمن وكيانه الوطني الجمهورية اليمنية وأمنه واستقراره وسيادته وسلامة أراضيه في أي حوار او مفاوضات لإحلال السلام في اليمن.

 

وتابعت "لقد عملت دولتي التحالف السعودية والامارات من جهة، وايران والميليشيات الحوثية المدعوم منها، من الجهة الاخرى، على تهيئة أسباب تقسيم اليمن بين الاطراف الخارجية المذكورة.

 

وأشارت إلى أن ايقاف الحرب يتطلب ايقاف هذا العبث بمصير اليمن. ان تقسيم اليمن يعني ادامة الحرب ولن يقبله شعبنا وسوف يكون ذلك بداية لحرب طويلة وليس نهاية للحرب المأساوية القائمة الان.

 

وشددت على أن يكون الحل في البلاد وفقا للمرجعيات الثلاث " قرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية ، المبادرة الخليجية المنظمة للعملية الانتقالية ، ومخرجات الحوار الوطني ، كمحددات لأي حوار لانهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.

 

ودعت إلى العمل من أجل رفع الحصار الداخلي والخارجي الذي يتعرض له شعبنا من قبل الميليشات الحوثية في الداخل ومن السعودية والامارات من الخارج.

 

كما طالبت بتحرك لدولي عاجل لمضاعفة العون الانساني للشعب اليمني الذي يمر بأسوأ أزمة إنسانية في العالم اليوم

 

ودعت حلف الناتو وشعوبه ودوله لتحمل مسؤولياته في تبني سياسة تدافع عن حقوق الشعوب وتنتصر على حقوق الإنسان وفق معايير ومبادئ حقوق الإنسان وليس بما يتماشى مع المصالح الدولية ومصالح الدول الكبرى الجشعة في الناتو فقط.

 

وبشأن غزو روسيا لأوكرانيا قالت كرمان إن عودة الفاشية لتهديد أوروبا ليس منقطع الصلة عما سبقه من احداث في الشرق الأوسط، فعندما يصمت العالم على الحروب الفاشية في مناطق بعيدة لا ترى الدول الكبرى انها تهدد أمنها، فإن عليه أن يتوقع انتشارها ووصولها إلى البلدان البعيدة التي اعتبرت في مأمن من حروب الشرق الاوسط والعالم الثالث.

 

وأردفت "لقد وجدت الانظمة المستبدة ومجرمي الحروب والجماعات المتطرفة من يعترف بها ويتصالحون مع جرائمها ؛ في الوقت نفسه أعلنت الحروب على الثورات الشعبية السلمية والمجتمعات التي رفعت شعارات التغيير والحرية والديمقراطية ، تجرأت على الخروج في وجه الانظمة القمعية الفاشلة". 

 

واستدركت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام "هذا بالضبط ما قامت به دول الثورات المضادة السعودية والامارات وايران وهم يواجهوا أحلام الربيع العربي ويعاقبون الشعب العربي على تطلعاته نحو الحرية والعدالة والديمقراطية". مشيرة إلى أنه عندما غزا بوتين ودمر سوريا ، ظل الغرب يراقب بصمت وكأنهم يبارك جرائمه ومذابحه ضد السوريين، من خلال القيام بذلك، منحه الغرب في الواقع الضوء الأخضر لغزو أوكرانيا وما هو أبعد من ذلك بكثير.

 

ولفتت إلى أن الغرب الديمقراطي تعايش مع انقلاب عبدالفتاح السيسي ، وتواطأ مع حروب محمد بن زايد ومحمد بن سلمان ضد ثورات الربيع العربي ومجتمعاتها، فيما بقيت مجتمعاتنا الثائرة تواجه حروب الانظمة الساقطة وحلفاءها الإقليميين والدوليين، وحيدة وعزلاء الا من ايمانها بقيم الحرية والديمقراطية والعدالة والسلام.

 

وأكدت كرمان أن قضايا السلام والديمقراطية تأخذ حزمة واحدة ولا تجزأ بين عالم متحضر وآخر ينظر اليه خارج الحضارة والإنسانية.

 

واستطردت "السنوات العشر الماضية شهدت نوعا بشعا من الحروب ابتكرتها الديكتاتوريات المنتقمة من مجتمعاتها المنتفضة ضدها، حروب في سبيل السلطة المطلقة لم تتورع عن تدمير بلداننا وتحويلها إلى ركام فوق النساء والرجال والأطفال، لقد حاولوا سد أفقنا بالدم والموت ولكن إرادة الحرية أقوى من الموت والدمار والمستقبل لنا لا للطغاة والقتلة".

 

وقالت كرمان "التغيير الذي بدأناه لن يتوقف، الحرب كانت وماتزال مشروع قوى الثورة المضادة والاستبداد والظلم والتسلط على المجتمع برجاله ونساءه ، وهي قوى من مصلحتها ابقاء وضع المرأة أكثر تخلُّفا ومنع أي تحولات تحقق للمرأة حضورا اكبر في سعيها وكفاحها من أجل حقوق المواطنة الكاملة والحرية والكرامة اللتان تليقان بها كبشر لها كامل الحقوق". 

تمضي توكل كرمان في كلمتها بالقول "إن كفاحنا من أجل السلام والارتقاء بالدور القيادي للمرأة ومشاركتها في المجال العام لمجتمعها ، وتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة ، سيكون مثمرا عندما يوضع ضمن كفاح المجتمع كله للتحرر من الظلم والاستبداد والانظمة الشمولية".

 

وذكّرت أن مأساة الحرب في اليمن ومسؤولية العالم نحو ثلاثين مليون إنسان وضعت حياتهم رهينة في جحيم الحرب والحصار والمأساة الانسانية التي توصف بأنها الأسوأ في العالم". لافتة إلى أن اليمن جزء من هذا العالم الذي نعيش فيه ولكنها تواجه مآسي الحرب الفاشية وأزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم ، وحيدة وعزلاء من أي مساندة حقيقية.

 

وقالت إن الامم المتحدة والدول الكبرى فشلا في مساعدة اليمن لوقف الحرب واستعادة دولته. لم يفعل العالم شيئا لوقف ابادة اليمنيين. الدول الكبرى تغمض عيونها عن إيران ودعمها للميليشات الحوثية ، وفي الجهة المقابلة تغلب مصالحها مع السعودية والإمارات، وتتغاضى عن عبثها وجرائمها في اليمن.

 

وأكدت أن هذا الخذلان الأممي والدولي في اليمن يقدم مساندة ضمنية لأمراء الحرب في الداخل والعابثون بالدم اليمني في ايران والرياض وأبوظبي.

 

واتبعت إن "إخفاق وعجز النظام الدولي عن تفعيل آلياته الجماعية لإيقاف الحرب والانهيار الاقتصادي ومساعدة اليمنيين في استعادت دولتهم الوطنية ساهم في توطين الحرب والفوضى وفاقم الأزمة الانسانية.

 

وختمت كرمان كلمتها بالقول "لقد تخلى عنا العالم وترك الأحلاف الإقليمية للمحاور المعادية للديمقراطية في ايران والسعودية تعلن الحرب الانتقامية على مجتمعاتنا، لا لشيء إلا لأننا أردنا أن نكون بشرا مثل بقية البشر، وثرنا سلميا من أجل الكرامة ودولة القانون والمجتمع المدني والمساواة وحقوق الانسان، وللعام الثامن وشعبنا يواجه حربا انتقامية شاملة، حربا شرسة تمثل نمطا جديدا من تقويض اسس الحياة لكل السكان".


التعليقات