[ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال استقابلة رشاد العليمي ]
قال خبير الأمن الاستراتيجي الأردني عمر الرداد إن المحدد أو المعيار الرئيسي حول نجاح أو فشل مفاوضات المجلس الرئاسي الجديد في اليمن مع الحوثيين، سيكون مبنيا على مخرجات الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة.
وأضاف الرداد في حوار مع "فرنس24" أن أي تقدم في هذا الملف سيكون له انعكاس إيجابي على الوضع اليمني خاصة حول الخلاف الحاصل بين واشنطن وطهران بشأن الحرس الثوري، لافتا إلى أن الحرس الثوري الداعم الرئيسي مع حزب الله للحوثيين.
وأكد أن مستقبل هذا المجلس وقدرته على إنهاء النزاع في ظل موقف حوثي يرفضه حتى الآن أو يتحفظ عليه وينتقد تشكيلته، سيكون رهينا بالدرجة الأولى على المستوى الإقليمي، بملف الاتفاق النووي.
وتابع فكرة المجلس الرئاسي تذكرنا بالمجالس التي شكلت في دول عربية أخرى كالعراق، السودان وغيرها. والمجلس سيقوم بمهام رئيس الجمهورية وظهر بصورة توفيقية بين مكونات يمنية مختلفة، توحدها اليوم أهداف جديدة، "كالمجلس الانتقالي" وغيره من الفصائل الموجودة في عدن ومناطق الجنوب بالإضافة إلى "فيلق العمالقة" وطارق صالح ابن شقيق الرئيس الراحل عبد الله صالح، زيادة إلى مكونات مرتبطة بالشمال بمناطق صنعاء.
وأردف الخبير الأردني "لكن لا يمكن اعتباره اليوم يمثل قيادة اليمن، لسبب واحد هو أن الجسم الرئيسي للمعارضة وهو الجسم الحوثي غير منضو في هذا المجلس بل أن مواقفه ترفض هذه الصيغة وتشكك بها".
وقال "قناعتي أن صيغة المجلس هي توفيقية بين أدوات إماراتية وسعودية خاصة في ظل الضعف الحاد الذي شاب شرعية الرئيس هادي".
واستطرد "أعتقد أن إعفاء أو تنازل عبد ربه منصور هادي عن رئاسة الجمهورية جاء في ظل توافقات الدول الراعية لمؤتمر الرياض وهي الإمارات والسعودية.
واستدرك الرداد "إن كان لا يمكن تغييب سياقات أخرى عن هذه التوافقات، بالخلفية نجد الولايات المتحدة حاضرة بقوة من خلال الأمم المتحدة وإشارات الاستفهام التي طرحت حول إمكانية دعمها للحوثيين وعدم اتخاذ إجراءات ضدهم بعد الهجمات على السعودية".
وتوقع أن كافة هذه الأطراف توافقت على ضرورة غياب منصور هادي وعلي محسن الأحمر وبعد سبع سنوات قد تكون هذه القوى توصلت في أعقابها إلى قناعات أو توافقات أن الرجلين جزء من المشكلة وليس الحل. وكان هذا الإعفاء وتشكيل مجلس توافقي بمكونات كثيرة. وأعتقد أنه لو لم يكن هناك توافق بين الرياض وأبو ظبي لما تم إعفاؤه.
وختم خبير الأمن الاستراتيجي حديثه بالقول: "على الأرض هل سيكون بمقدور هذا المجلس الحفاظ على تماسكه بحكم أنه مشكل من قوى متصارعة، إلا أنها تتفق جميعها أنها ضد الحوثيين، فيما تتصرف وفق إملاءات الرياض وأبو ظبي. في كل الأحوال تجاوب الحوثيين مع المجلس سيكون مهما جدا إضافة إلى ما ستسفر عنه مفاوضات الملف النووي".