التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الثلاثاء، رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، على هامش انعقاد قمة مجموعة العشرين في جزيرة بالي بإندونيسيا.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إنه "جرى خلال اللقاء استعراض علاقات الصداقة والتعاون القائم بين البلدين في عدد من المجالات، إلى جانب مناقشة تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها".
وبحث الزعيمان في اللقاء العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، فيما أعرب الطرفان عن قلقهما تجاه التهديدات بالمنطقة، بما فيها سلوك إيران.
في حين شدد سوناك على أمله بمواصلة العمل مع السعودية من أجل استقرار أسواق الطاقة.
كما حضر اللقاء من الجانب السعودي، وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان، ومستشار الأمن الوطني مساعد بن محمد العيبان، ووزير التجارة ماجد بن عبد الله القصبي، والوفد الرسمي لرئيس الوزراء.
أتى هذا الاجتماع بعدما التقى ولي العهد السعودي، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ويأتي ذلك بعد أن حضّت إيران الإثنين السعودية على تغيير سلوكها "غير الودّي" حيالها، وسط مراوحة تشوب الحوار بين الخصمين الإقليميين وتلميح طهران إلى دور للرياض في الاحتجاجات التي تشهدها.
وقضى العشرات، بينهم عناصر من قوات الأمن، على هامش الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات واعتبر مسؤولون جزءا كبيرا منها "أعمال شغب". ووجّه القضاء تهما لأكثر من ألفي موقوف على خلفية التحركات.
واتهم مسؤولون إيرانيون "أعداء" الجمهورية الإسلامية، تتقدمهم الولايات المتحدة، بالضلوع في الاحتجاجات. كما تحدّثوا عن دور سعودي خصوصا عبر وسائل إعلام ناطقة بالفارسية خارج البلاد، تعتبرها طهران “معادية” وتتهمها بتلقي تمويل من الرياض.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الإثنين: "لا نسعى لزيادة التوتر في المنطقة وملتزمون بالحوار مع الرياض والتفاهمات التي توصلنا إليها"، وذلك في رده خلال مؤتمر صحفي على سؤال بشأن حوار إيراني-سعودي بدأ برعاية بغداد العام الماضي.
وأكد أن طهران "تعتبر أمن جيرانها من أمنها".
وكانت الرياض قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع طهران مطلع عام 2016، في أعقاب تعرض بعثات دبلوماسية عائدة لها، لاعتداء من محتجين على إعدامها رجل الدين الشيعي المعارض نمر النمر.
وبدأ البلدان العام الماضي حوارا يهدف لتحسين العلاقات بينهما. واستضاف العراق برعاية رئيس وزرائه السابق مصطفى الكاظمي، خمس جولات حوار بين جارَيه، آخرها في نيسان/أبريل 2022.
وعلى رغم إعلان بغداد في تموز/يوليو الماضي التحضير للقاء علني بين وزيري الخارجية الإيراني والعراقي، لم يتم الى الآن تحديد موعد للقاء كهذا، أو الكشف علنا عن جولات حوار إضافية.
ونفى كنعاني تقارير صحفية عن توقف الوساطة العراقية بين البلدين بعد تولي محمد شياع السوداني رئاسة الوزراء خلفا للكاظمي في تشرين الأول/أكتوبر.
وقال كنعاني إن الجمهورية الإسلامية "ستحاول استنفاد الدبلوماسية من أجل تصحيح التصرفات غير الودية للمملكة العربية السعودية، وتأمل في أن يحضر الطرف المقابل الأرضية لذلك أيضا".