أعلنت السعودية وإيران، استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، وإعادة فتح سفارتيهما، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية بين البلدين.
وقال بيان سعودي إيراني صيني، إن المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية توصلتا إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران.
كما تضمن الاتفاق، تأكيد السعودية وإيرام على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وذكرت وكالة "واس" السعودية، أن الاتفاق تضمن أن يعقد وزيرا الخارجية في البلدين اجتماعاً لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما، كما اتفقا على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما، الموقعة في 22 / 1 / 1422هـ، الموافق 17 / 4 / 2001م والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب، الموقعة بتاريخ 2 / 2 / 1419هـ الموافق 27 / 5 / 1998م.
وقال البيان بأن الاتفاق بين البلدين جاء استجابةً لمبادرة من الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية بدعم الصين لتطوير علاقات حسن الجوار بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبناءً على الاتفاق بين الرئيس شي جين بينغ وكل من قيادتي المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، بأن تقوم جمهورية الصين الشعبية باستضافة ورعاية المباحثات بين المملكة العربية السعودية، والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأشار البيان إلى أن الاتفاق جاء رغبة لكل من إيران والسعودية، في حل الخلافات بينهما من خلال الحوار والدبلوماسية في إطار الروابط الأخوية التي تجمع بينهما، والتزاماً منهما بمبادئ ومقاصد ميثاقي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، والمواثيق والأعراف الدولية.
ولفتت إلى بكين استضافت في الفترة من 6 - 10 مارس 2023م مباحثات بين وفدي المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية برئاسة الدكتور مساعد بن محمد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني في المملكة العربية السعودية، والأدميرال علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأعرب البيان عن تقدير السعودية وإيران، وشكرهما لجمهورية العراق وسلطنة عمان لاستضافتهما جولات الحوار التي جرت بين الجانبين خلال عامي 2021م - 2022م، كما أعرب الجانبان عن تقديرهما وشكرهما لقيادة وحكومة جمهورية الصين الشعبية على استضافة المباحثات ورعايتها وجهود إنجاحها.
وقطعت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في يناير 2016، على خلفية إحراق السفارة السعودية في طهران ومدينة مشهد، على خلفية إعدام السعودية رجل الدين الشيعي نمر النمر.
وتتهم السعودية، إيران بدعم جماعات مسلحة في المنطقة تشكل تهديدا للسعودية، والتي من بينها جماعة الحوثي التي تخوض ضدها حربا في اليمن لدعم الشرعية، في الوقت الذي تشهد فيه البلاد هدنة غير معلنة منذ انتهاء الهدنة الأممية في أكتوبر الماضي.
وخلال الأسابيع الماضية، رعت سلطنة عمان مفاوضات مباشرة بين السعودية والحوثيين بهدف تجديد الهدنة والوصول إلى اتفاق بينهما يهدف للوصول لحل شامل للأزمة اليمنية المستمرة منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء في 2014م.
ويوم أمس قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن أولويّة بلاده في اليمن، "وقف إطلاق نار دائم في اليمن، ثم بدء عملية سياسية بين الأطراف اليمنية تضمن استقرار اليمن واستقلاليته وازدهاره".
جاء ذلك في تصريحات (فيديو) نشرتها وزارة الخارجية السعودية، مساء الحميس، في صفحتها على تويتر، على هامش زيارة الوزير بن فرحان الى لموسكو.
وأشار بن فرحان، في تصريحات صحفية نشرتها وزارة الخارجية السعودية، في صفحتها على تويتر، على هامش زيارة بن فرحان الى لموسكو، أشار الى أن "هناك جهودًا قائمة للوصول أولًا إلى وقف إطلاق نار دائم ومن ثم إطلاق عملية سياسية بين الأطراف اليمنية تنهي هذه الأزمة".
وأضاف: "سوف نستمر في هذا الحوار وهناك حوارات عبر مسارات متعددة مدعومة من الأمم المتحدة لأجل تحقيق هذه المستهدفات".
وأكد وزير خارجية السعودية على أن "الأولوية الآن هي وقف إطلاق نار ومن ثم إطلاق الحوار، وخلاف ذلك لا أريد أن أخوض في أي تفاصيل تأكيدًا أو نفيًا لأنها ليست مفيدة لمسارات المفاوضات".
واختتم المسؤول السعودي حديثه بالقول: "لكن أود أن أؤكد أن اهتمام المملكة حاليًا هو إيجاد سبيل لوقف القتال بشكل دائم ومن ثم إطلاق حوار يمني يضمن استقرار اليمن ويضمن استقلالية اليمن ويضمن ازدهار اليمن، وهذه هي الأولوية لدينا".