جدد المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) الجمعة، دعوته للمجتمع الدولي إلى الوقوف بجديه التدخل بفاعلية لحماية أفراد المجتمع من انتهاكات جماعة الحوثيين التي تبدأ بالاختطاف، وتنتهي بتسليمهم جثثا هامدة، كما هو حال الناشط حمدي عبدالرزاق الخولاني المعروف بالمكحل الذي آثار مقتله بسجون الجماعة الرآى العام المحلي.
وقال المركز في بيان صحافي إن رواية جماعة الحوثي حول مقتل المكحل تناقض روايات أخرى صادرة عن قيادات ومسؤولين فيها، مشيرا إلى أنه كل الروايات لم تذكر سبب الوفاة أو توضح ملابساتها، وهو ما يثير الكثير من الشكوك حول تلك الروايات، ويرجح احتمالية مقتله على يد عناصر تابعين للجماعة.
وأضاف أن جميع الروايات لم تشر إلى وجود اجراء تحقيق قضائي أو صدور تقرير للطب الجنائي، الأمر الذي يوحي أيضاً برغبة في إنهاء القضية ودفنها دون الكشف عن ملابساتها، خصوصا وأن الجثة ظلت محتجزة لأكثر من يومين.
وأوضح أن واقعة المكحل تشبه إلى حد كبير وقائع أخرى لمختطفين آخرين مع اختلاف في بعض التفاصيل، حيث توفي العشرات منهم داخل السجون، أو جرى تسليمهم إلى أقاربهم وهم في حالة ما قبل الوفاة، أو مصابين بإعاقات دائمة.
وعصر أمس الخميس، شيع الآلاف من ابناء مدينة إب جثمان حمدي عبدالرزاق المعروف بـ"المكحل"، والذي توفي يوم الأحد الماضي، داخل سجن تابع للحوثيين في المدينة نفسها وذلك بعد أيام من اختطافه، وسط اتهامات الجماعة بقتل الشاب الذي كان ينشط ضدها في مواقع التواصل الاجتماعي.
وأثار تشييع جثمان الشاب الذي قتل بظروف غامضة داخل مقر أمني يتبع جماعة الحوثي في محافظة إب (وسط اليمن) الخاضعة لسيطرة الجماعة تفاعلا شعبيا واسعا بين اوساط اليمنيين منددين بجرائم وانتهاكات الجماعة.
وتحولت جنازته التي شهدتها مدينة إب إلى تظاهرة غاضبة ضد الميليشيا، وردد المشاركون فيها هتافات وشعارات تطالب بخروج الميليشيا من المدينة، من بينها "ارحل ارحل يا حوثي" و "لا إله إلا الله والحوثي عدو الله" و "لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله".
كما مزق المتظاهرون من شباب المحافظة شعارات الجماعة ورفعوا بدلاً عنها العلم الوطني، تعبيراً عن رفضهم للميليشيا التي يتهمونها بقتل الشاب في أقبية السجون التابعة لها.
وعقب التشييع اختطفت المليشيا العشرات من المشاركين في الجنازة من أبناء مدينة إب ، على خلفية التظاهرة الرافضة لها والتي رافقت تشييع الشاب "المكحل".
وحظيت عملية التشييع بتفاعل شعبي واسع، كإعلانهم عن التضامن مع الشاب ومع المتظاهرين الرافضين لمليشيا الحوثي، التي تمارس أبشع الانتهاكات بحق المواطنين منذ أن سيطرة على المحافظة في خريف 2014.