استراحة محارب..
طفل المساويك.. صورة تُجسِّد معاناة الأطفال باليمن وتُثير تفاعلاً واسعاً
- خاص السبت, 12 أغسطس, 2023 - 01:37 مساءً
طفل المساويك.. صورة تُجسِّد معاناة الأطفال باليمن وتُثير تفاعلاً واسعاً

[ طفل المساويك في مأرب ]

أشعلت صورة لطفل في اليمن يعمل في بيع "المساويك" لإعالة أسرته، تفاعلا واسعا بين أوساط اليمنيين على منصات التواصل الاجتماعي.

 

وتظهر الصورة طفل صغير يبلغ عمره تسع سنوات وهو غارق في النوم متكئ على كرسي الانتظار في أحد البنوك التجارية بمدينة مأرب بعد أن أرهقه التعب وبجواره حزمة المساويك الذي يبيعها في شوارع المدينة لإعالة أسرته.

 

والتقط أحد الأشخاص الصورة للطفل داخل صالة الانتظار في البنك التجاري حيث دخل الطفل ليبيع ما تيسر من مساويك قبل أن يغالبه النوم على وقع تكييف المكان البارد.

 

الصورة انتشرت على نطاق واسع على الوسم #طفل_المساويك وسط دعوات للتعاون والتعاضد مع الأطفال الذين يجاهدون لأجل توفير لقمة عيش لأسرهم، منددين بالحرب التي تشهدها البلاد منذ تسع سنوات.

 

 

ويعمل الآلاف من الأطفال في اليمن يوميا من الذين تركوا التعليم في سوق العمل ضمن قطاعات واسعة من الأعمال بعضها شاقة للغاية، من أجل كسب لقمة العيش لأسرهم. إذ أعلن تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" عن تسرّب مليوني طفل يمني من التعليم بسبب الفقر والصراع وانعدام فرص التعليم.

 

وحذرت المنظمة من أن ملايين الأطفال اليمنيين يواجهون خطر المجاعة، ما لم تتخذ إجراءات عاجلة تضمن توفير التمويل الكافي لتقديم المساعدات المنقذة لحياتهم.

 

وقال مكتب المنظمة باليمن إن "ما يقرب من 6 ملايين طفل في اليمن على بعد خطوة واحدة فقط من المجاعة، إنهم في حاجة ماسة إلى دعم عاجل". وبحسب تقرير للمنظمة في أواخر مارس (آذار) الماضي فإن أكثر من 11 مليون طفل في اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية، من بينهم 2.2 مليون يعانون سوء التغذية الحاد.

 

وفي السياق قالت الصحيفة والإعلامية روسيا الجبلي بائع المسوايك، دخل لمصرف اليمن البحرين الشامل فرع مأرب ، فباع من بضاعته قليلا (مساويك)، ثم استأذن ليشرب، وبعد أن شرب جلس ليرتاح فذهب في نوم عميق".

 

وأضافت "نوم من أرهقته الدنيا وهـدَّهُ التعبُ، نوم طفل مكافح أبى أن يستسلم للجوع".

 

وتابعت "نام يا ولدي فلو كان أبيك سيداً أو مسؤولاً حكومياً لكنت الآن في أرقى المدارس، ولست أدري حتى هل أباك حياً أم قضى شهيداً وتركك لكل هذا الشقاء".

 

 

من جانبه كتب الإعلامي وليد المعلمي، "طفل المساويك، والإنسانية المنتقاة.. لم يلتفت إليه أحد ولم يجد من يتفاعل معه إلا البعض بمنشورات ألم وحسرة".

 

وقال "بينما طفلة تبكي عصفورتها التي أكلها القط (البسه) تفاعل معها الكثير وهناك من اشترى لها عصفورة وعصافير وهدية وهدايا".

 

وأردف "أنا هنا لا أتحدث عن براءة الطفلين بل أتحدث عن إنسانية منتقاة"، مستدركا "لتكن التساؤلات: هل بحث أحد منا عن هذا الطفل؟  هل علم أحد منا قصة هذا الطفل؟  هل فكر أحد منا في مساعدة هذا الطفل؟

 

وقال "أرجو أن نجد هذا الطفل ونعمل على دعمه لنعزز من روح الكفاح لديه ويجمع بين تعليمه والسعي في لقمة عيشه بكل شموخ ونضال".

 

وزاد "والأشد إيلاما، أن يتحول هذا الطفل لمادة يشحت منها البعض لايكات على وسائل التواصل الاجتماعي".

 

 

وغرد عبدالملك قائلا: "هنا الكفاح لأجل الكرامة، هنا اليمن باختصار، غلبته الحياة فقرر أن ينام ويأخذ قسطه من الراحة كأي مدير".

 

 

محمد النصيري، انتقد تصوير الطفل وعدم التعاون معه وقال "طيب أنتم صورتم الطفل وبهذلتوا به وكتبتم قليل كلمات من اجل صفحاتكم  تكون مزاراً للصور المؤلمة.

 

وقال "طيب الولد روح وما حتى باع المساويك كامل، هل لفتوا له لفتة تجبر بخاطره، بئس الصفحات التي تنشر ألم ولا تتبعها بابتسامة".

 

 

وكتب معين سعد عبدالله مراد ﴿..لا يَسأَلونَ النّاسَ إِلحافًا..﴾  قال "دخل لمصرف اليمن البحرين الشامل فرع مأرب فباع من بضاعته (مساويك) قليلاً ثم إستأذن ليشرب وبعد أن شرب جلس ليرتاح فذهب في نوم عميق نوم من أرهقته الدنيا وهـدَّهُ التعبُ نوم طفل مكافح أبى أن يستسلم للجوع".

 

 

في حين قال ابو شهم الغانمي المرادي "أطفال اليمن، محرومون من الطفولة، من النوم، من الراحة، من أبسط الحقوق  الإنسانية".

 

 

علي أبو عزام، هو الآخر قال "طفلة بكت أن القطة أكلت العصافير حقها، فتناقل الناس ذلك المقطع بشغف، وتسارع الناس إلى إكرامها بالعصافير والهدايا، فيما هذا الطفل الذي وصل به الحال أن يتكئ على كرسي في مكان عام ليغط في نومتهُ بعد جهد ومشقة وعناء وهو يكافح ليملئ بطنهِ برزق العفاف ويدخل في بطنه الأكل الحلال".

 

وأضاف "لن ينتبه أحد لهذا الطفل ولن يلتفتوا له، لأن من يصفون حالهم بالمشاهير "لم ينظروا إليه بعين الرحمة والمواساة"، لأنه ليس مقطع يلفت الإنتباه إلى صفحاتهم والترويج لها.

 

وقال "الذي أخرج هذا الطفل من بيته ليست الرفاهية ولا التسلي، بل إجتهاد منه كي يعين والديه في مصاريف البيت وتخطي ضنك المعيشة".

 

 

وأكد عزام أن أقدام هذا الطفل المغبرة وهذا الوضع البائس الذي يمر به لهو عند كل شريف صاحب قلب رحيم أطهر من وجوه المسؤولين الذين لا أخلاق لهم من يملؤون بطونهم بأموال السحت، وعيال المنظمات الذين يبيعون قيمهم طمعا في تلك الأموال المشبوهة".

 

وأردف "يبع المساويك ليطهر فيها أفواه لطالما أساءت للإسلام كعقيدة وللوطن كهوية،، لكن هيهات هيهات أن تُطهر تلك الأفواه لأن البغضاء قد ظهرت في قلوبهم".


التعليقات